آية شفاء الأبرص

القراءات:

روما ٦: ١٢-٢٣؛ مرقس ١: ٣٥-٤٥

“أتاه أبرص يتوسّل إليه، ساجدًا” (مر ١: ٤٠)

         تدعونا الكنيسة المارونيّة في الأحد الثّاني من الصّوم إلى أن نتأمّل في آية شفاء الأبرص. والمُلفت أنّ يسوع قبل أن يأتيَه الأبرص، كان يُصلّي: “قام قبل طلوع الفجر، فخرج وذهب إلى مكانٍ قَفْر، وأخذ يُصلّي هناك” (مر ١: ٣٥). كم هو جميل أن نتعلّم من المسيح وأن تكون أفعالنا وأقوالنا نابعة من صلاتنا وعلاقتنا بالله.

١. لقاء الأبرص بيسوع

“وأتاه أبرص يتوسّل إليه”، يمكننا اليوم، نحن الّذين نعيش صعوبات وباء كورونا وتداعياته، من تباعد وخطورة العدوى، أن نفهم جيدًا موقف الأبرص، وصعوبة ما هو فيه. فالبَرص داءٌ عضال، ومن يُصاب به يعتبره المجتمع نجسًا (راجع، أحبار ١٣: ٤٢-٤٦)، ويتوجّب عزله عن النّاس، خشية انتقال العدوى. وعلى الرّغم من ذلك أتى إلى يسوع بثقة وجُرأة وإيمان واقترب منه وسجد له متوسّلًا.

٢. لقاء يسوع بالأبرص

أمام إيمان هذا الرّجل الأبرص، وسجوده، وجرأة اقترابه من المسيح، ما كان من يسوع إلاّ أن بادره هو أيضًا بالاقتراب منه. وليس من المستغرب أن يتحنّن الله على الإنسان، فهذا ما نجده ونقرأه في كل صفحة من صفحات الكتاب المقدّس. أمّا أن يمدّ يده ويلمسه، فهذه هي “جرأة الخروج على الشّريعة والعادات”. ومن ناحية أخرى، فإنَّ المدهش في الأمر هو أنّ المسيح، بشفائه للأبرص، أدخله إلى الجماعة وخرج هو “وأقام في الخارج، في أماكن مُقفرة” (مر ١: ٤٥)، لأنّ الأبرص لم يصمت كما طلب منه المسيح بل أذاع الخبر.

٣. إذاعة الخبر

لم يستطع الأبرص الّذي حصل على نعمة اللقاء بالمسيح ونعمة الشّفاء، أن يكتم فرحته وألاّ يضع منديله على المنارة، فأذاع الخبر والاختبار الناتج عن هذا اللقاء الّذي حوّل كلّ حياته. والمُلفت أنّه لم يُبشّر بنفسه، كما يفعل الكثيرون اليوم في عالمنا، بل بشّر بالمسيح، الأمر الّذي حَمَل النّاس على البحث عن المسيح.

صلاة

علّمنا يا رب أن تكون الصّلاة في حياتنا مصدر أفعالنا واقوالنا وتصرّفاتنا. علّمنا أن نلتقيَ بك كل يوم بواسطة كلمتك وأسرارك، وأن يُحوّل هذا اللقاء حياتنا كما حوّل حياة الأبرص. فنسجُد لك معه ونرفع إليك التّسبحة والمجد والإكرام، إلى أبد الآبدين آمين.