أحد البيان ليوسف

القراءات:

أفسس ٣: ١-١٣؛ متى ١: ١٨-٢٥

يوسف رجلُ الله

إنه خطّيب مريم، البارّ، حارس الفادي، حامي العائلة المقدسة؛ شفيع الأبوّة والصلاح والميتة الهنيّة… إنّه يوسف!

نعم، هذا ما أصبح عليه نجّار الناصرة الغائص في سر الله إلى أقصى ما أخذته نفسه. فالبارّ هو الذي جعل من الله ركنَ حياته، ومن سر الله حضورًا تأمليًّا دائمًا. فعلى الرغم ممّا نعرفه عن يوسف في تقليدنا الكنسي وفي تقويّاتنا، يغيب عنا:

أنّه رجلٌ يعيش في سرّ ذاتِه، وفي عمق الذات، أُعطي له أنْ يلقى جمال الله.

أنّه يُفكّر في ذاته، ويجرؤ على الذهاب في مغامرة البحث عن الله؛ وكم من الناس خافوا الغَوْصَ في ذلك السرّ لأنّه طريقٌ لا نهاية له.

أنّه ابن الحلم، وبعد كلّ حلم، كان ينطلق إلى العمل بحسب مشيئة الله. فحقّق بذلك حلم الله وحلم الإنسان.

أنّه عرف كيف يستقبل عطيَّةَ الله في حياته؛ وعرف أنَّ الله إذ يُعطي، لا يُعطي شيئًا سوى ذاته.

أّنه أيقن كيف يتصرّف الرجل البارّ بخفية؛ فلا يأخذ مكان الله، بل يترك له المكان الكافي لكي يعملَ في حياته.

أنَّه عاش الاختبار الرائع، أي جمال الإيمان بالنور في ليل الظلام الكاحل.

نعم هذا هو نجّار الناصرة، وهو دعوةٌ لنا جميعًا، على اختلاف انتماءاتنا الاجتماعيَّة وطاقاتنا، إلى أنْ نتركَ لله مجالًا يقول فيه لنا من هو. هو دعوةٌ لنا لنجعلَ من الله ركنَ حياتِنا. هو مثالُنا في البرارة والأمانةِ لِما قد يُعطيه لنا الله.