أحد تقديس البيعة وتجديدها

القراءات:

روما ١٢: ٩-٢١ ؛ متّى ٢٥: ٣١-٤٦

إنّ كلَّ ما صنعتموه إلى أحد إخوتي هؤلاء الصّغار، فإليَّ صنعتموه(مت ٢٥: ٤٠)

إنّ الله في اليوم الأخير سوف يديننا على المحبّة. ويا لَفرح  هذا اللقاء عندما نمثل وجهًا لوجه أمام محبَّة الله المتجسّدة. إنّه الإله الإنسان الّذي تجسّد وتماهى معنا بكلّ شيء ما خلا الخطيئة، لكي نتماهى معه عبر خدمته في الفقير والمحتاج.

يسوع الملك

إن الكلام الّذي نسمعه هنا، لم يقله يسوع حتى لتلاميذه. ما قاله الملك، بأنّ هؤلاء الصّغار هم إخوتي، عبارة نحتاج لأن نسمعها، وبخاصة في هذه الظّروف. فعندما يعامل ربُّ العمل عمَّاله بروح الأخوَّة، تتغيّر المعادلة ويتغيّر المجتمع بأكمله! وهكذا يأتي ليَخدُم لا ليُخدَم! وإلّا، فقد تسود المجتمعَ شريعةُ الغاب يستغلّ فيها الأقوياء الضّعفاء.

يسوع الراعي

“كما يميّز الرّاعي الخراف من الجداء”. إنّ نقيض المحبّة ليس البغض بل اللّامبالاة! الرّاعي الصّالح هو من يحبّ خرافه ويرعاها ويحفظها ويدافع عنها ويبذل نفسه في سبيلها. أمّا الأجير فهو لا يبالي بالخراف، لأنّه أجير. وكم من الأجراء اليوم لا يبالون لا بالمواطن ولا بمعيشته، ولكنّ الله الرّاعي الصّالح يدبّر أمره ولن يتخلَّى عنه، من هنا أهميَّة التّضامن الإنساني الّذي نشهده اليوم في مجتمعنا.

يسوع الديّان

إنّ الدّينونة آتية لا محال، وهي رجاء للمقهورين وتعزية للمؤمنين، أمّا للظّالمين والمضَطِهدين والفاسدين فهي مصدر قلقٍ ورعبٍ وخوف. نحن نثق بالديّان العادل ونثق بأنّ الله سيرسل لشعبه رعاة لا يرعون أنفسهم. وهذا ما طلبه الله من النّبي حزقيال ليتنبأ ويقول للرعاة آنذاك “أليس على الرّعاة أن يرعوا الخراف؟ إنّكم تأكلون الألبان وتلبسون الصّوف وتذبحون السّمين، ولكنّكم لا ترعون الخراف. الضّعاف لم تُقوّوها والمريضة لم تداوُوها والمكسورة لم تجبُروها والشّاردة لم ترُدُّوها والضّالة لم تبحثوا عنها، إنّما تسلّطتُم عليها بقسوة وقهر” (حز ٣٤: ٢-٤).

ويبقى أمامنا التّحدي الأكبر والسؤال الأساسي: لمن الغَلَبَة؟ أَلِروح الأنانيّة واللّامبالاة أم لِروح التّضحية والمحبَّة؟