أحد شفاء المخلّع

القراءات:

١ طيموتاوس ٥: ٢٤، ٦: ٥؛ مرقس ٢: ١-١٢

“رأى يسوع إيمانهم، فقال للمخلّع” (مر ٢: ٥)

إنّ الكلمة، أي المسيح الّذي “كان مع الله، وكان الكلمة الله” (يو 1: 1) قد أخبرنا بكلّ ما سمع من أبيه. نجدُه في إنجيل اليوم “يُخاطب الجموع بكلمة الله” (مر ٢: ٢). وكما تأمّلنا الأحد الماضي بمحبّة الوالد الغفور والرّحوم، كذلك اليوم يؤكّد لنا الإنجيليّ غفران الله للخطايا، لأنّ بذلك شفاء، لا للجسد وحسب بل للرّوح أيضًا.

١. مسيحٌ يُعلن كلمة الله وينظر إلى الإيمان

بعد أن سمع النّاس بمكان يسوع  بحثوا عنه بهدف المعجزات ومن أجل شفاء مرضاهم. ولكنّ الإنجيلي مرقس يضع لنا الأسُس في اتّباعنا للمسيح، ألا وهي سماع كلامه والتّتلمذ له. والمسيح نفسه يوصينا بأن نسمع كلامه ونعمل به ونؤمن بمن أرسله. فما علينا إذًا أوّلًا، إلَّا أن نؤمن به، لأنّ الإيمان هو الأساس في علاقتنا مع الله، ولذلك نظر يسوع إلى إيمان الرجال الأربعة، وبعد أن “رأى إيمانهم، قال للمخلّع” (مر ٢: ٥).

٢. يهود متزمّتون ينظرون إلى الشّريعة

بعد أن رأى يسوع إيمان هؤلاء الرّجال الأربعة، وهم يمثّلون الجماعة الكنسيّة، قال للمخلّع “يا بُني، مغفورة لك خطاياك” (مر ٢: ٥). لا يهتم يسوع بالشّفاء الجسدي قبل الشّفاء الرّوحي. ولكنّ الكتبة نعتوه بالتّجديف. ويصحُّ فيهم قول القدّيس بولس عندما يَصف المعلّم الكذّاب بأنّه ” إنسان أعمته الكبرياء، مصاب بمرض المُجادلات والمُماحكات، الّتي ينشأ عنها الحسد والخصام والتّجديف وسوء الظّن… يظنّون أنّ التّقوى وسيلة للرّبح” (١ طيم ٦: ٤-٥).

٣. كنيسة مؤمنة تقود البشريّة إلى الله

لم يَطلب المخلّع شيئًا، ولم يقل أي شيء، وكأنّه مندهشٌ بلقاء المسيح يتأمَّل بكلامه: “يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك”. كيف له أن يتكلّم وهو مغمور بمحبّة الرّجال الأربعة الّذين أتوا به إلى المسيح، والّذين بفضل إيمانهم تمّ الشّفاء الرّوحي ثمّ الجّسدي. ونتساءل: نحن اليوم، إذا أتيْنا إلى المسيح من أجل الشّفاء الجسدي ولم نحصل عليه، ولكنّنا حصلنا على الشّفاء الدّاخلي والرّوحي بمعجزة مغفرة الخطايا، أترانا نصمت كالمخلّع، أو نؤمن كالرّجال الأربعة، أو نتّهمه بالتّجديف؟!

صلاة

علمّنا يا ربّ أن نتحلّى بإيمان الرّجال الأربعة وبصمت إيمان المخلّع، ونجاهد للوصول إليك على الرّغم من كلّ العثرات الّتي تعيق طريقنا، أنت يا من هو “الطّريق والحقّ والحياة” لك المجد إلى الأبد.