الأحد الثالث من زمن القيامة : ظهور يسوع لتلميذيْ عمّاوس

القراءات:  

٢ طيموتاوس ٢: ٨-١٣؛ لوقا ٢٤: ١٣-٣٥

إذا يسوع نفسُهُ قد اقترب منهما” (لو ٢٤: ١٥)

تتأمّل الكنيسة المارونيّة في هذا الأحد بإنجيل “تلميذي عمّاوس” اللَّذين فقدا الأمل وقرّرا العودة إلى بلدتهما وكأنّ شيئًا لم يكن. وكما يخبرنا الإنجيلي لوقا، كانا يرجوان أن يكون المسيح بالفعل هو المخلّص وفادي إسرائيل، ولكنَّ حدثَ الموت والصّلب أفقدهما الأمل وجعلهما يعودان حزينَيْنِ إلى قريتهما عمّاوس. وكم نحن نشبه أحيانًا هذين التّلميذين بعلاقتنا مع الله، وبخاصّة عندما نمرّ بصعوبة أو أزمة ونفقد من خلالها الرجاء، الّذي نبنيه على حكمتنا البشريّة بدل حكمة الله. ولكنّ الله الّذي منذ البداية يسأل عن الإنسان آدم “أين أنت؟”، يدهشنا وهو نفسه بالابن يقترب منّا ويسير معنا ليرفعنا إليه.

١- يسوع نفسه

“إذا يسوع نفسُهُ”، أي يسوع بشخصه، أي يسوع الّذي مات وقام من بين الأموات. ويقول الكاردينال كانتالاميسا في أحد تأمّلاته في زمن الصّوم: “لا يزال كل شيء يدور حول “يسوع” الذي يعتبره العالم ميتًا فيما تعلن الكنيسة أنه حي… إنّ يسوع النّاصري ليس ذكرى من الماضي، أو مجرد شخصية، بل هو شخص. لهذا السبب، لا يمكننا أن نعرف يسوع كشخص، إلا من خلال الدخول في علاقة شخصية معه”.

٢- يسوع يقترب

يسوع “اقترب منهما” لأنّه شخص، ويريدنا أن ندخل معه في حوار وفي علاقة شخصيّة مبنيّة على الإيمان. يُريدنا أن نتعرَّف إليه، وذلك من خلال الكتاب المقدّس والأسرار والصّلاة. لذلك نجده يقول للتّلميذين “يا عديمي الفهم، وبطيئي القلب في الإيمان بكلّ ما تكلّم به الأنبياء”، ويُضيف الإنجيلي إنّه “فسّر لهما ما يتعلّق به في كلّ الكتب المقدّسة…” وهو لا يزال يسير معنا!

٣- يسوع يسير

 يسوع نفسه الّذي يقترب، هو نفسه الّذي يسير مع التّلميذين ويعطيهما الفرصة للتعرّف عليه من خلال الكتب، وهو نفسه الحاضر في سرّ القربان المقدّس. فبعد أن طلبا منه المكوث معهما، وفي الوقت الّذي أخذ فيه “الخبز وبارك وكسر، وناولهما. انفتحت أعينهما وعرفاه…”. وهنا يكمن الاختبار، عندما نفهم الكتب ونعيش الأسرار وندخل بعلاقة شخصيّة مع الله الآب بالابن بنعمة الرّوح القدس.

صلاة

علّمنا يا ربّ نعمة السَّيْر معك في الطّريق، يا من أنت هو الطّريق والحق والحياة. علّمنا أن ندخل معك بعلاقة شخصيّة، نتحدّث معك ونحبّك ونعبدك ونشكرك على كل ما صنعت لأجلنا، من تجسّدك وموتك فقيامتك، لك المجد إلى الأبد، آمين.