الأحد الثامن من زمن العنصرة – روحانيّة الرسول

القراءات:

روما ٨: ١-١١ ؛ متّى ١٢: ١٤-٢١

وباسمه تَجعلُ الأمم رجاءَها

يبدأ إنجيل هذا الأحد بخروج الفرّيسييّن من المجمع بنيّة “التآمر على يسوع ليُهلكوه” (آ ١٤)، وذلك بعد أن شفى في السّبت الرّجل الّذي كانت يده يابسة. وانطلاقًا من هذا الحدث، يستطرد الإنجيلي متّى ليُطبّق على المسيح ما قاله النّبي آشعيا في ما يتعلَّق بصورة “العبد الّذي لا يرفع صوته” (آش ٤٢: ١-٤). واللَّافت أنّ الكنيسة المارونيّة تستوحي من هذا النّص المعنى العميق “لروحانيّة الرّسول”. فالرّسول هو أوّلًا، المختار من الله؛ وثانيًا، الممتلئ من الرّوح القدس؛ وثالثًا، المتواضع الّذي يضع رجاءه في الرّب.

١. الرّسول هو العبد المختار

“هوذا عبدي الّذي اخترته حبيبي الّذي عنه رضيت” (آ ١٨). إنّ روحانيّة الرّسول مبنيّة على علاقة شخصيّة بالمسيح الّذي يقول لنا “لم تختاروني أنتم، بل أنا اخترتكم وأقمتكم، لتذهبوا وتثمروا ويبقى ثمركم” (يو 15: 16). ولا رسالة خارج هذه العلاقة الشخصيّة مع الله والمنفتحة على عمل الرّوح القدس فينا.

٢.  الرّسول هو الممتلئ من روح الله

بعد حصوله على سرَّي العماد والتثبيت، يشترك كلُّ مسيحيّ بكهنوت المسيح العام، وبهذا الفعل يصبح رسولًا يتوجّب عليه إعلان الكلمة وعيشها حيث يكون، وبذلك يعيش بحسب إلهامات الرّوح القدس. أي أنَّه، وكما قال الرَّسول بولس، يعيش بحسب “شريعة الرّوح الّتي تَهَب الحياة في المسيح يسوع” (رو٨: ٢). روحانيّته مبنيّة على ما قاله المسيح “أنتم في العالم ولستم من العالم”، لأنّ “الّذين يحيون في الجسد لا يستطيعون أن يُرضوا الله. أمّا أنتم فلستم تحيون في الجسد، بل في الرّوح، لأنّ روح الله حالّ فيكم”، وهذا يتطلّب تواضعًا حقيقيًّا.

٣.  الرّسول هو المتواضع زارع الرّجاء

“وباسمه تَجعلُ الأمم رجاءَها”. إنّ روحانيّة المسيحي هي روحانيّة الرّجاء المؤسّس على اسم يسوع الوديع والمتواضع القلب. فمن هنا لا يوجد مسيحي يائس! لأنّ اليأس هو نقيض الرّجاء. فالمسيحي يتعب، نعم؛ يتألّم، نعم؛ يحزن، نعم… ولكنَّه لا ييأس، لأنَّ رجاءه في الرّب، وهذا يتطلّب تواضعًا وثقة بعناية الله ومحبّته لنا.

صلاة

علّمنا يا ربّ أن نعيَ اختيارك لنا وأن نصغيَ دائمًا بحسب إلهاماتك للرّوح القدس الّذي فينا، فنسير بحسب الرّوح ونزرع الرّجاء، لك المجد إلى الأبد، آمين.