الأحد الرابع بعد عيد الصليب – مثل العبد الأمين

القراءات:

١ تسالونيقي ٥: ١-١١؛ متّى ٢٤: ٤٥-٥١

طوبى لذلك العبد الّذي يجيء سيّده فيجده فاعلًا هكذا(مت ٢٤: ٤٦)

يبدأ إنجيل هذا الأحد بسؤال يطرحه المسيح على تلاميذه “فمن هو العبد (الخادم) الأمين الحكيم الّذي أقامه سيّدُه على أهل بيته ليعطيهم الطعام في حينه؟”. سؤالٌ من مجموعة أسئلة يطرحها علينا الإنجيل. فالمسيح عبر الأناجيل الأربعة يطرح علينا نحو ٢٢٠ سؤالًا! وميزة هذه الأسئلة أنّها تجعلنا نتعمَّق أكثر فأكثر بمضمونها. ولسؤاله في إنجيل اليوم ثلاثة معايير تهمُّ كلَّ مؤمن يسعى لأن يكون أمينًا لتعاليم المسيح والكنيسة.

الخادم

إنّ الخادم هو من يعرف أنّه ليس ربّ عمل، وعليه أن يعمل بتواضع ومحبّة ومن دون تذمّر. فنحن اليوم بأمسّ الحاجة دينيًّا ودُنيويًّا للتمسّك بهذه الفضائل وبخاصة في ظلّ هذه الظروف الصعبة التي نمرُّ بها، من وباء، ووَضِع اقتصادي متأزّم وأجور متدنّية. فعلى الرغم من كلّ ذلك، على الخادم ألاّ يتخاذل وألَّا يتكاسل، بل عليه أن يبقى “منصرفًا إلى عمله”، واثقًا بأنّ الله يراه وسوف يدبّر أمره، وهكذا متى جاء سيّده يجده فاعلًا مجتهدًا وأمينًا.

الأمين

الخادم الأمين هو الخادم المُحبّ، ليس فقط لعمله بل لمعلّمه وربّ عمله. والأمانة يجب أن تكون متبادلة، لذلك فهي تتطلّب ثقة بالذّات وبالآخر. والله هو الأمين الحقيقي الذي يدعونا إلى أن نكون أمناء. وهذا ما يؤكّده لنا القدّيس بولس عندما قال: “وإنْ كنّا غير أمناء فهو يبقى أمينًا، لأنّه لا يقدر أن ينكر نفسه” (٢طيم ٢: ١٣). الأمانة لا تقبل المزاجيّة، ولا الانتقائيّة، إنّما هي مبنيّة على أساس الحكمة والمعرفة.

الحكيم

تتميّز الخدمة والأمانة بالحكمة  التي تجعلنا نميّز بين الخير والشرّ ونبتعد عن التهوّر. والخادم الأمين الحكيم يبقى متيقّظًا ساهرًا وإنْ تأخَّر سيّده. ونستذكر هنا طلب سليمان عندما سأله الله “أطلب ما تريد أن أعطيك؟” (١مل ٣: ٦)، فأتى جواب سليمان الحكيم “هبني قلبًا فهيمًا ليحكم شعبك ويميّز بين الخير والشّر” (١مل ٣: ٩). إنّ الحكيم لا يطلب شيئًا لنفسه، فهو يسعى للخدمة بطريقة أفضل وبأمانة.

صلاة

أعطنا يا ربّ نعمة التّواضع لنبقى دائمًا خدّامًا أمينين وحكماء فنطلب كسليمان قلبًا حكيمًا ونميّز الخير من الشّر في حياتنا، ونسعى لأن نكون أمناء على مثالك، لك المجد إلى الأبد.