الأحد السادس من زمن العنصرة – إرسال الرسل

القراءات:

١ قورنتوس ١٢ : ١٢-١٣، ٢٧-٣٠؛ متّى ١٠: ١٦-٢٥

تبدأ علاقة يسوع بتلاميذه بالدعوة والتتلمذ، وتكتمل بالإرسال والشهادة. فهناك وقت لاتّباع يسوع، والعيش معه، والاصغاء إلى كلمته، والتشبّع من نهجه؛ وهناك وقت للانفتاح على العالم، وحمل كلمة الله إلى أقطار الأرض كافّةً، والشهادة للحقيقة التي يسكبها الروح القدس في قلوبنا. والمؤمن، على مثال الاثني عشر، هو تلميذ بقدر ما هو رسول، وحياته هي حركة دائمة ما بين المكوث عند قدميّ المعلّم والسَّير على طريق الرسالة.

بإرساله لنا، يجعلنا يسوعُ، لا بل يدعونا إلى أن نكون على صورته، هو المُرسَل من الآب إلى العالم ليكشِفَ حقيقة الله، ويُبيِّنَ سرَّ محبّـته لنا، وليشفِيَنا مِن كلّ مرض وعلّة في الروح قبل الجسد. لهذا نسمع يسوع يُصارح تلاميذه قائلًا: “حسبُ التلميذ أن يَصيرَ مِثلَ مُعلّمه”. وهكذا نُدرك أنّ الرسالة هي دلالةٌ على الحبّ المُنفتح على العالم من أجل خلاصه. فالمؤمن يتماهى مع يسوع، إذ يخرج إلى عالم كي يكون شاهدًا على المحبّة التي تربطه بالله. وبهذا يكون انتشار الرسالة علامةً على عمق الرابط الذي يوحّد المسيحيّ بالمسيح.

وبما أنّ طريق الرسالة ليس سهلًا، يُحذّر يسوع تلاميذه: “ها أنا أُرسلكم كالخراف بين الذئاب”. فالكنيسة المُرسلة إلى العالم ستتعرَّض للاضطهاد لأنّها تُعلن الحقيقة التي يرفضها العالم. هذا الاضطهاد قد يأتي على يد الغرباء، ولكنّه قد يأتي أيضًا من أبناء البيت الواحد، إذ “يُسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه”. لهذا يطلب يسوع من تلاميذه أن يكونوا حكماء وودعاء: حكماء يعرفون أن يُميّزوا الحقيقة، ووُدعاء إذ يحملونها كخدّامٍ لها.