احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة مار الياس في الكحالة لمناسبة افتتاح سنة اليوبيل الماسي لتشييدها، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري بيو عون والخوري جورج أبي خليل، بمشاركة الكهنة إدمون أبي خليل وبيار بو عبد الله وتوفيق أبي خليل ورودريغ شرتوني والأب جوزيف فغالي الانطوني، وبحضور عدد من الراهبات، ورئيس بلديّة الكحالة جان البجاني، والمختارين عبدو أبي خليل وأنور أبي خليل، وحشد من أبناء الرعيّة.
وبعد الإنجيل المقدَّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
-الشكر للربّ الذي أعطانا أن نلتقي في هذا الصباح المبارك، فنرفع الصلوات معًا، في مناسبة بدء سنة اليوبيل الماسي لقيام بناء كنيسة مار الياس – الكحالة، على نيّتكم جميعًا وعلى نيّة موتاكم، وعلى نيّة السلام في بلدنا وفي المنطقة والعالم، وعلى نيّة الأطفال والنساء والرجال والعجزة الذين سقطوا ويسقطون جرحى أو قتلى، ضحايا هذه الحرب الدائرة منذ سنة والتي ندين.
-احتفالنا في هذا الصباح هو تأكيد على إيماننا بحضور الربّ يسوع فينا وبيننا في كلّ حين، في أيّام الضيق والمِحَن خصوصًا، حضور محبّ ومشجّع ومعزٍّ. فلا نخافنّ الزمن الآتي مع ما قد يحمله من شدّة وضيق لأنّنا سنعيشه معًا في الأخوّة والمحبّة والتضامن في ما بيننا ومع الربّ سيّد المتواضعين وعون المقهورين وحامي الضعفاء وملجأ المتروكين ومخلّص البائسين (سفر يهوديت ٩، ١١).
-واحتفالنا هو أيضًا شهادة على إيماننا بأنّ الربّ يسوع، بتجسّده وموته وقيامته، انتصر على الشرّ وعلى الموت، كلّ موتٍ، فينا وفي العالم. فلذلك، لا تضطرب قلوبنا ولا تجزع لأنّنا قائمون ولسنا موتى ولأنّ نهايتنا ليست في القبر ولكن في قلب الله إلى أبد الآبدين.
ولولا هذا الإيمان، يا إخوتي وأخواتي، لما كان من ضرورة لهذا الاحتفال باليوبيل. فهو لا معنى له إذا لم تكن قلوبنا عامرة بالإيمان بيسوع ربًّا ومخلّصًا وبالرجاء الثابت على حقيقة القيامة، وإن لم نكن في حياتنا اليوميّة رسل أخوّة ومحبّة وتضامن في ما بيننا ومع الآخر كان من كان.
-آبائي، إخوتي وأخواتي،
ما قامت هذه الكنيسة المباركة لولا نِعَم الربّ يسوع على هذه البلدة وأهلها ولولا اتحاد أجدادكم وتعاونهم في ما بينهم. وهي لن تستمرّ لخمس وعشرين سنةٍ مقبلة إلّا بنعمة الربّ أوّلًا، وبمحبّتكم وتضامنكم ووحدتكم ثانيًا. فاحذروا الانقسامات التي سببها الكبرياء وحبّ التسلّط على الآخرين، ولتبقَ كنيسة مار الياس دومًا مكانًا للالتقاء بالربّ وللصلاة على نيّة بعضنا البعض وملجأ للمرذول والمظلوم حيث يجد القبول والمساندة وللمحزون حيث يجد العزاء وللمعوز حيث يجد الرعاية والاهتمام والعناية.
-وأخيرًا أودّ أن أشكر الخوري بيو عون خادم الرعيّة ولجنة الوقف على دعوتهما لي وأشكر معهما كل من عمل في الإعداد لهذه المناسبة.
حفظ الربّ يسوع بلدنا وأهله وبلدة الكحالة وأولادها من كل شرّ، وأنار عقول حكام هذا العالم ليعملوا لما فيه خير الإنسان، كلّ إنسان، وكلّ الإنسان. آمين.
وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، كانت كلمة للخوري بيو عون قال فيها: “في أحد البرامج الأميركية جاء من قال: “Being part of a family means smiling for photos” أي “أن تكون جزءًا من العائلة يعني الابتسام للصور”، لكنّ الكنيسة تدعونا دائمًا للإبتسام لله ولبعضنا البعض، فتكون محبتنا صافية من دون رياء ونعكس صورة المسيح في حياتنا اليومية.
تتميز بلدتنا الكحاله بتعدد عائلاتها الكبيرة المليئة بغنى المواهب، أما دخولنا إلى الكنيسة فمعناه أننا أصبحنا عائلة واحدة بالرب يسوع.
وجودكم سيّدنا معنا اليوم أكبر دليل على محبتكم لهذه الرعية وأهلها، لأنه بالرغم من الظروف الخطرة والصعبة أتيتم للإحتفال بهذا اليوبيل. ونحن نعلم أن توليكم رعاية أبرشيتنا جاء بزمن المصائب والتحديات، أما التاريخ فسيكتب أن راعينا هو رجل الله، وهو رجل التحديات بإيمانه ومحبته وحكمته.
الشكر لكل الوفد الذي أتى مع سيّدنا وشاركنا هذه الفرحة. ونشكر من سبقونا وخدموا هذه الرعية. ونشكر كل انسان ساهم ببناء بيت ربنا وأخص بالذكر ليس فقط من وضعوا الحجارة بل كل امرأة ورجل كانوا يقدمون من وقتهم في مختلف أنواع خدمة الكنيسة.
كما نشكر رئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس والمختارين.
ونشكر أيضًا كل من لجنة الوقف والمجلس الرعوي وكل اللجان والمجالس التي خدمت سابقًا. ونشكر الكهنة والراهبات الذين خرجوا من هذه البلدة والذين أتوا ليخدموها. ونشكر الفرسان والطلائع وأخوية القديسة تيريزيا والجماعة العيلية على حضورهم المميز. ونشكر الجوقة بقيادة سعيد واليونور والتي اجتمعت بعد أكثر من ٢٠ سنة لتمجيد الله ووضع بصمتها الخاصة في اليوبيل.
كما نشكر نورسات وطاقمها الذين لبوا النداء ونقلوا هذا الإحتفال”.
وبعد القدّاس الإلهي زار المطران عبد الساتر والكهنة والجمع الحاضر متحف محفوظات الكنيسة من أوانٍ مقدّسة وثياب بيعيّة ومخطوطات، كما وأزاح سيادته الستار عن اللوحة المخصصة للمناسبة.
