اليوم الأبرشي الثامن عشر للعائلات-مدرسة الحكمة، عين سعادة

ببركة وحضور سيادة راعي الأبرشيَّة المطران بولس عبد الساتر السامي الاحترام، نظَّم مكتب العائلة في أبرشيَّة بيروت المارونيَّة اليوم الأبرشي الثامن عشر للعائلات في مدرسة الحكمة هاي سكول في عين سعادة، بعنوان «مشوار حياة» شارك فيه أكثر من ١٤٠ عائلة من رعايا الأبرشيَّة.

تخلَّلت اللقاء محاضرة بعنوان «وحدة العائلة في تحدّيات العصر»، قدَّمها الاختصاصي في علم النفس والفلسفة الأستاذ الجامعي الدكتور شادي رحمة، تناول فيها المتطلّبات العلاقاتيَّة واللُّحمة ضمن العائلة، لا سيَّما في حالة ابتعاد أحد الزوجَيْن بداعي السفر والعمل.

ثمَّ احتفل المطران بولس عبد الساتر بالذبيحة الإلهيَّة عاونه فيه النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ومسؤول مكتب العائلة الخوري روجيه سركيس، بمشاركة الكهنة إيليا مونس ويوسف أبي زيد وحبيب البويز، وبحضور نائبي مسؤول مكتب العائلة روبير ونجوى الخوري وحشد من مسؤولي وأعضاء الجماعات العيليّة في رعايا الأبرشيّة.

وانطلاقًا من إنجيل تلميذَي عمّاوس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

“هذا النصُ من الإنجيلِ هو قصةُ الخروج من الذات والانفتاحِ على الآخر والثقةِ به والسير معه ومشاركته خيبة الأمل والهموم والحزن والألم كما الأفراح. قَبِلا أن يسيرا معه ووثقا به فوضعا بين يديه ما كان يشغَل بالَهما ويُتعب قلبَيهما فاكتشفا قيامتَه وتأكدا من حضوره المحبّ إلى جانبهما. ومن تلميذي عمّاوس نستطيع أن نتعلّم الكثير.

واليوم يلتقي الزوجان ويقرِّران السير معًا ولكن من دون أن يقرّرا دومًا الإنفتاح على الآخر والمشاركة، فيسودَ الصمت بينهما ويحفظَ كلٌّ منهما لنفسِهِ حياته وتاريخه وأفراحه فلا يحوّلهم إلى حياة مشتركة وتاريخٍ مشتركٍ وأفراحٍ مشتركة. فتزيد الشكوك وتكبر المخاوف وتكثرُ النزاعات. يعيشان تحت سقف واحد ولكن كغريبَين حتى ولو طالت أيامهما معًا.

برأيي، هنالك شهادة على العائلة المسيحيَّة أن تؤديَها في عالم اليوم وهي لن تستطيع أن تؤديها إلا إذا كان الربُّ حاضرًا فيها وهي تضع عنده همومها وأفراحها وتُصغي إلى كلامه وتعمل به. على العائلة المسيحيّة اليوم أن تشهد على:

– جمال الحب بين الرجل والمرأة، هذا الحبّ الذي ينبع من قلب الربّ يسوع ومن قلب كلٍّ من الزوجين لذلك فهو لا يتعب ولا يفنى مع الزمن. هذا الحب الذي يشجع ويسند في وقت القلق والتعب والذي يفرح بالآخر ويفتخر به وبإنجازاته بعيدًا عن الحسد. هذا الحب الذي يرفق بضعف الآخر ولا يشمت بهفواته. هذا الحب الذي يعرف أن يسامح ويبدأ من جديد ويحوِّل الهفوة إلى انطلاقة جديدة. حبٌّ يصبر ولا ييأس من طيبة الآخر.

– ضرورة الأمانة في العلاقة والديمومة في الالتزام. إخوتي وأخواتي، نحن نعيش في عالم يبدو وكأن لا مكان فيه لهذين الأمرين، الأمانة والديمومة. إنه عالم يسعى خلف الآني والتنوعِ في السعادة وهو عالم استهلاكي يعرض وباستمرار على سكانه الذي حوَّلهم إلى مجرد زبائن، أفكارًا وأغراضًا تعطيهم سعادة لا تُشبع، وثباتًا مزيفًا، وحياة قلقة تخاف من التضحية من أجل الآخر ومن القناعة.

– الفرح الحقيقي الذي يستمرّ على الرغم من الصعوبات والمرض والألم لأن أساسه وجود المسيح في العائلة ووجود الآخر الذي اخترناه ليكون رفيق الدرب حتى الممات ووجود الأولاد. كم تفرحنا مشاهدة أهلنا وهم يطعنون معًا في السن. كم نبتسم من مرات حين نشاهد تفاعلهم مع بعضهم البعض. كم يفرحون هم بلقيانا وبالتحدث إلى أولادنا وتعليمهم الصلاة وإخبارهم القصص. وهذا الفرح أساسه واحد: حب الآباء للبنين وحب البنين للآباء.

إخوتي وأخواتي، أدعوكم لتكونوا شهودًا للعائلة المسيحيَّة علَّ العالم الذي نعيش فيه يغيّر مفاهيمه ونعود إلى حضارة إحترام الإنسان وتعزيز العائلة وإلى القيم الإنسانيّة الصحيحة”.

وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة رعيّة سيّدة الورديّة- كفرشيما، كانت صلاة تجديد عهد الحبّ، ومن ثمّ تكريم اللجنة السابقة لمكتب العائلة برئاسة الخوري عصام ابراهيم.

 

بعد الغداء، توزَّع الأزواج على حلقات حوار حول أبرز التحديات التي يواجهونها في عالمنا اليوم.

اختُتم اللقاء بعرضٍ قدَّمه الأطفال الذين قاموا بنشاطات عدَّة خلال هذا اليوم، من تنظيم الحركة الرسوليَّة المريميَّة وراعويَّة الشبيبة وراعويَّة الأطفال والفريق الرسولي الأبرشي.

 

 

 

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.