تخرج معهد الحكمة الفني – ٢٠٢٤

برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ مدارس الحكمة المطران بولس عبد الساتر، احتفل معهد الحكمة الفني- الأشرفيّة بتخرّج تلامذته في مسرح جامعة الحكمة في فرن الشبّاك، بحضور رئيس المعهد الخوري هادي عبّود ولفيف من الكهنة العاملين فيه وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة والأهلين وبعض إداريّي مدارس الحكمة وعدد من الراهبات.
وفي كلمته، توجّه صاحب السيادة إلى عائلة المعهد قائلًا:
“قلب معهد الحكمة الفني ينبض بالمحبّة والدفء والحرارة، بفعل حماس طلابه وطالباته، وسهر الهيئتين الإداريّة والتعليميّة عليهم وإحاطتهم بهم لينالوا العلم والمعرفة والثقافة.
– أودّ أن أشكر أوّلًا حضرة الأب الرئيس هادي عبود على محبّته وحضوره مع الطلاب والطالبات وعلى كلّ ما قدّمه وما يقدّمه من أجل المعهد. كما أشكر الآباء المعاونين ومسؤول القسم الأستاذ شربل خوري مع أفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة على مرافقتهم لطلابنا بالتساوي في طريق اكتساب المعرفة وبناء المستقبل والذات.
– وأودّ أن أشكر أيضًا طلابنا وطالباتنا الأحبّاء مع والديهم الذين اختاروا معهد الحكمة الفني من بين كل المعاهد ليكون المكان الذي يتلقّون فيه ما يلزمهم من أجل بناء مستقبل وبناء مجتمع ووطن صالح.
– بلوغكم هذه الساعة هو ثمرة جهدكم وجهد والديكم فهنيئًا لكم ما بلغتم إليه.
– تعبنا في لبنان وفي العالم من القساوة ومن الماديّة ومن المصالح الشخصيّة الآنيّة ومن تقييم الآخر على أساس وضعه الاجتماعي والمعيشي، لذا أطلب منكم في هذا الوقت كالأخ الأكبر الذي يطلب من إخوته وأخواته:
+ لا تعملوا فقط من أجل المال ولا تسعوا خلف الربح السريع، بل اعملوا أيضًا من أجل خير الإنسان والمجتمع والوطن.
+ عيشوا القيم التي تعلمتموها في عائلاتكم وفي معهدكم.
+ كونوا صادقين في تعاملكم مع الآخرين.
+ قوموا بما يطلب منكم باحتراف وبعناية احترامًا للإنسان الذي كلَّفكم بالعمل.
+ ضعوا الفرح وحب الإنسان حيثما كنتم وعملتم.
+ إحموا الضعيف وساعدوا المتعب وانصروا المظلوم.
+ إبتعدوا عن كلِّ تعصب واقبلوا الآخر كما هو وأحبوه بصدق.
عشتم وعاش المعهد وعاش لبنان”.
من جهته، ألقى الأب الرئيس كلمة جاء فيها: “أشكركم يا صاحب السيادة على حبّكم للمعهد وإيمانكم بالتعليم المهني وشغفكم لدى حديثكم عن المعهد، الذي لمسه الجميع في قدّاس بداية السنة الدراسيّة. أشكركم على ثقتكم ومتابعتكم لهمومنا، ونصيحتكم التي تهدف دومًا إلى البناء والإهتمام بخير ومستقبل أولادنا”. وتابع متوجّهًا إلى الطلاب والطالبات بالقول: “أتت اللحظة التي فيها تفتحون صفحة جديدة من حياتكم. ومع كلّ بداية نترك ونتخلّى عمّا مضى وعن المكان الذي عشنا فيه وننطلق نحو غدٍ جديد ومسيرة جديدة. صحيح أننا نترك ونتخلّى، ولكنّ المعهد ليس مجرّد مكان مررتم به لتتخلّوا عنه، بل هو حالة عشتم فيها وستبقى حيّة فيكم أينما كنتم. ففي المعهد اكتشفتم مواهبكم، وتعلّمتم واكتسبتم معرفة أكبر في المجال الذي اخترتموه. وفي المعهد طورتم قدراتكم ونمّيتم شخصيّتكم. لذا، صحيح أنّكم تغادرون المبنى، ولكن المعهد وذكرياته سيبقون معكم وبقلبكم دائمًا.
ثلاث كلمات أرغب في أن تحملوها معكم في مشواركم نحو المستقبل:
– الكلمة الأولى: كونوا ممنونين لأهلكم الذين ربوكم وأحبّوكم بكلّ طاقتهم. كونوا ممنونين للأساتذة والإداريّين والمسؤولين عنكم الذين رافقوكم وبذلوا جهدهم ووقتهم في سبيل أن تبلغوا هذا اليوم. كونوا ممنونين لهم واشكروهم، ليس فقط بالكلام بل بالفعل أيضًا، فيشكر الله كلّ من يلتقيكم ويسمعكم على من ربّوكم.
– الكلمة الثانية: أحسنوا الاختيار: اختاروا إختصاصًا تحبّونه لتبدعوا فيه. إختاروا إختصاصًا تستفيقون كل صباح بحماس لتتعلموا عنه اكتر ولتعملوا فيه من قلبكم. اختاروا اختصاصًا تحققون فيه ذواتكم لتكونوا إضافة كبيرة عليه وتضفون من خلاله معنى لحياتكم. لا تستسلموا لو مهما حصل. ثابروا وأحبوا ما تقومون به.
– الكلمة الثالثة: تذكروا أنه مهما اخترتم، ومهما فعلتم وحققتم، وأينما وصلتم، أن تبقوا في قلبكم مكانًا كبيرًا لله ولا لأحد غير الله. لذا، إقبلوا الله كصديق لكم، تمضون معه الوقت. تعرفوا إليه بعمق، استشيروه، أصغوا إليه واعملوا بحسب مشيئته، فهذه الضمانة الوحيدة لفرحكم الدائم ولنجاحكم الحقيقي.
أشكرك يا أستاذ شربل خوري على غيرتك على المعهد. فأنت كنت تلميذ حكمة، وصرت أستاذًا في الحكمة واليوم أنت مسؤول ومؤتمن على أجيال الحكمة مع كل الفريق الذي نتعاون سويًّا وإياه.
أشكر كل الإداريين والأساتذة وكل الذين تعبوا في تحضير هذا الإحتفال، فلولا جهودكم لما كان يتحقق الهدف.
أشكر الأهل، الذين لولا ثقتهم بالحكمة لما كنا تعرفنا إلى أولادهم ولما كنّا صنعنا الحاضر سويًّا وبنينا المستقبل. لهم أقول: إفتخروا بأولادكم في هذا اليوم، وفي كل يوم، وتذكّروا أنّهم هديّة من الله وُضعت في بيوتكم.
أخيرًا، أيّها الشبان والشابات، افتخروا بما حققتم وافرحوا بهذا الإنجاز، ولا تنسوا أنكم عشتم أيّامًا في الحكمة، لكن الحكمة ستعيش كلّ الأيام فيكم”.
حفل التخرّج الذي حمل عنوان “d’ici, vers l’avenir”، افتتح بصلاة تلاها مرشد المعهد الخوري كريستيان حلّاق، وتخلّلته كلمة مسؤول القسم السيّد شربل خوري الذي دعا الخرّيجين إلى الاتكال على الله والمضي بطموحهم حتى النهاية، حاملين مبادئ الحكمة وأخلاقياتها ومحترمين الآخر أيًّا يكن، كما كانت كلمات الطلاب باللغات العربية والفرنسيّة والانكليزيّة، ووقفات فنيّة من إعداد الخريجين والخريجات، بالإضافة إلى القسَم وتمرير الشعلة إلى دفعة العام المقبل.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.