تكريس كنيسة مار جرجس ومذبحها – عين عنوب

لمناسبة عيد مار جرجس الشهيد، قام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بتكريس كنيسة مار جرجس ومذبحها في عين عنوب، واحتفل بالقدّاس الإلهي فيها عاونه فيه خادم الرعيّة الأب شادي أبي اسحق الأنطوني والمتقدّم بين الكهنة في قطاع بعبدا والوسط الخوري بيار الشمالي، بمشاركة القيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني ولفيف من الآباء والكهنة، وبحضور عدد من الراهبات، والنواب راجي السعد وسيزار أبي خليل ونزيه متّى، ورئيس بلديّة عين عنوب جمال عمار، ومختار البلدة أمين حرب، ورئيس بلديّة بسابا كلود أبي أنطون، ورئيس بلديّة شملان عصام حتّي، ومأمور نفوس الشويفات آصف الصايغ، ومخاتير بلدات بشامون أنور الحلبي وبسابا ميشال سليم والشياح أنطوان حرب ودرب السيم أندره باسيل، ورئيس إقليم عاليه في كاريتاس لبنان بول يمّين، وفعاليّات سياسيّة واجتماعيّة وخيريّة وروابط نسائيّة وشبابيّة، وحشد من أبناء الرعيّة وجماعاتها ولجانها.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
“إنتبهوا! أنتم قائمون في مكان مقدّس، لأنّه مسكن الله الآب والابن والروح القدس، ولأنّه مكان اجتماع جسد المسيح السري أي الكنيسة، وهو أيضًا مكان مقدّس لأنّه رُمّم بمحبّتكم جميعًا وبجهدكم وتضحياتكم وبتعاونكم كأبناء وبنات هذه البلدة المباركة مع بعضكم البعض.
إنتبهوا! إنّكم قائمون في مكان مقدّس لأنّ فيه ستلتقون في المحبّة ببعضكم البعض إخوة وأخوات لترفعوا معًا الصلوات على نيّة عائلاتكم وموتاكم ومرضاكم وبلدتكم المباركة.
هذا مكان مقدّس لأنّه سيشهد على أفراحكم وأحزانكم ولأنَّ فيه ستلاقون الربّ يسوع مخلّص العالم والله الآب المحبّ وفيه ستحيون بالروح القدس وتنتصرون على كلّ موت.
أشكر كلَّ واحد وواحدة منكم على ما فعلتموه وقدّمتموه من تضحيات ومساهمات من أجل أن تعود كنيسة مار جرجس عين عنوب إلى ما كانت عليه من ازدهار وإشعاع روحي. أشكركم لأنكم تعودون كلّ أسبوع إلى بلدتكم وكنيستكم لأنّكم متمسّكون بهما ولتستمر رسالة لبنان كبلدٍ للتلاقي بين مختلف الديانات والحضارات.
أشكر الكهنة وإخوتنا الرهبان الأنطونيّين الذين خدموا وما زالوا هذه الجماعة كالرعاة الصالحين. وأشكر خصوصًا وكلاء الوقف الذين أعطوا الكثير من ذاتهم ووقتهم وتعبهم من أجل إتمام ترميم الكنيسة وأتاحوا لنا أن نجتمع معًا في هذا المساء.
محبّتي لكم جميعًا كبيرة وستكونون دومًا أنتم وعائلاتكم حاضرين في صلواتي.
وصيّتي لكم يا إخوتي وأخواتي في هذا المساء أن تبقوا على اتفاق فيما بينكم كما أنتم اليوم. تمسّكوا ببلدتكم وبكنيستكم لأنهما مأواكم الأول والأخير. عيشوا في محيطكم محبّة الربّ يسوع للمعوز وللضعيف وللغريب. واجهوا الشرّ بالخير. إغفروا لمن أساء أو يسيء إليكم حتى يغفر لكم الرب إساءاتكم. صلّوا ولا تملّوا واطلبوا من سيّد السلام أن يُعطي قلوبنا وبلدنا ومنطقتنا السلام الحقيقي والعادل.
هنيئًا لكم بناء كنيستكم الذي قام بجهد أيديكم. وحفظكم الربّ من كل سوء. آمين”.
وكانت كلمة للأب شادي أبي إسحق قال فيها:
“إن لم يبنِ الربّ البيت فعبثًا يتعب البناؤون”
بإسمكم جميعًا أتوجه بالشكر إلى الله أوّلًا لأنّه أنعم علينا بهذه الكنيسة المباركة، التي كنا وما زلنا وسنبقى نتنعم ببركة شفيعها القديس جرجس. كما وأتوجّه بالشكر أيضًا إلى سيادة راعي الأبرشيّة المطران بولس عبد الساتر على رعايته الأبويّة لنا وترؤسه الذبيحة الإلهيّة بمناسبة تدشين الكنيسة.
كما وأشكر القيّم العام الخوري جورج قليعاني على تعبه معنا في تحضير هذا الاحتفال.
وفي هذه المناسبة، لا بدّ لنا من أن نترحّم على من فارقونا إلى حضن الآب السماوي. ولا بدّ من توجيه تحيّة إلى أبناء البلدة الذين تغرّبوا عنها في أرجاء لبنان والمهجر. وكلمة تقدير وإجلال للمقيمين فيها العائدين إليها، هم الذين أصروا على العودة إلى بلدتهم ورعيّتهم، وثابروا على إعادة إعمار كنيستهم، متمسكين بحبائل الصبر والإيمان والرجاء.
أشكر كلّ من ساهم في فلس الأرملة لإتمام بناء هذه الكنيسة التي كانت بمثابة حلم قد تحقق بفضل إيمانكم الكبير، ماديًّا ومعنويًّا، وأخص بالذكر أبناء الرعيّة في لبنان والمهجر. أشكر كلّ من أشرف على عملية البناء عن قرب، من مهندسين وفنيّين اختصاصيّين وعمّال، وعلى رأسهم لجنة إدارة الوقف الغيورة. واسمحوا لي أن أذكر جميع الكهنة والرهبان الذين سبقونا في خدمة بلدة عين عنوب، أحياء وأمواتًا.
حفظ الله وطننا الحبيب لبنان وبلدة عين عنوب وأهلها الكرام، وأبرشيّة بيروت المارونيّة ورعيّتنا الحبيبة، بحماية وشفاعة قدّيسها الجندي المقدام مار جرجس الشهيد.
صاحب السيادة، رعيّة عين عنوب بشرًا وحجرًا تحبكم وتحب حضوركم. هذه الرعيّة شهيدة وشاهدة، على مثال شفيعها مار جرجس، لقيامة الربّ يسوع.
منذ العودة وحتى هذه اللحظة، لم يمرّ يوم أحد من دون اللقاء للاحتفال بالقدّاس، واليوم بحضوركم الكريم تتوجون تعبًا وسهرًا وحلمًا تحقق ببركتكم.
نقول للربّ “خلّي عينك علينا” وعلى الأرض نقول لسيادتكم “خلّي عينك وقلبك علينا” ومفتاح الرعيّة بين يديك. اذكرنا بصلاتك سيّدنا وأنت بصلاتنا دائمًا. آمين”.
وبعد القدّاس الإلهي الذي خدمته جوقة الرعيّة، التقى المطران عبد الساتر المؤمنين والمؤمنات في صالون الكنيسة.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.