ثلاثة كهنة جدد على مذابح أبرشيّة بيروت المارونيّة

بالنعمة الإلهيّة وبوضع يد صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت، رُقّي إلى الدرجة الكهنوتيّة المقدّسة الشمامسة زكي غسان ميخائيل (عرّابه الخوري رودريغ شرتوني) وشربل يوسف فخري (عرّابه الخوري مروان عاقوري) وباتريك شربل بدر (عرّابه الخوري شكرالله شهوان) في الذبيحة الإلهيّة التي احتفل بها سيادته ليلة عيد الصليب وعاونه فيها النائب العام المونسنيور اغناطيوس الأسمر ومسؤول لجنة الدعوات في الأبرشيّة الخوري دانيال خوري، بمشاركة المطران بولس مطر، والمونسنيور نعمة الله شمعون، ورئيس الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة- غزير الخورأسقف جورج أبي سعد، والمونسنيور يوسف فخري، وعميد كليّة اللاهوت الحبريّة في جامعة الروح القدس الكسليك الأب الياس حنا، ولفيف من الكهنة والآباء، وبحضور أهل الكهنة الجدد وأنسبائهم وحشد من أبناء رعاياهم والرعايا التي خدموها، كما عدد من الراهبات والفعاليات.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

“تبدأ صلاةُ إعلانِ الدعوة والاختيارِ في رُتبةِ الرسامة كما يلي: “النعمةُ الإلهيَّةُ، وموهبةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ السماويَّةُ (…) هي تدعو وتختارُ طِبقًا للمشيئةِ الإلهيَّةِ وللأوامرِ الكنسيَّةِ، اختيارًا إلهيًّا عبيدَ الله زكي وشربل وباتريك القائمينَ هنا”. إنّها كلماتٌ أساسيَّةٌ عليكم، أيّها الأعزاء، أن تحفظوها عن ظهر قلب وتتأمّلوا فيها كلَّ يوم من حياتِكم من اليومَ وصاعدًا.

هذه الكلماتُ تذكّركم يا زكي وشربل وباتريك أنّ اللهَ الآبَ رعاكُم مذ أن كنتم في حشا أمّهاتكم، وأحبَّكم وانتقاكم من بين جميع البشر لتقدِّسوا وتعلِّموا وتدبِّروا فتربحون له العالم أجمع، فلا تَخذُلوه. ولا تنسَوا أنَّ الجماعة المسيحيَّة المؤلّفةَ من أقربائكم وجيرانكم، أحبّتكم ووثقت بكم لذلك هي تقرّبكُم اليوم بواسطةِ العرّابين إلى الأسقف ليعلن ويثبت اختيارَ الله الثالوث لكم بالرسامة.

تذكَّروا أنّكم تعملون مع الله وله، وأنّكم عملةٌ بطالون، فلا تتكبَّروا ولا تتسلّطوا.

تذكَّروا أنّكم ستُسألون عن جودة خدمتِكم لشعبِ الله وعن محبّتكم له، فلا تتكاسلوا ولا تتساهلوا مع ذاتِكم.

تذكَّروا أنّكم موضعُ ثقة الكثيرين وملجأُهم في الأزمات والضيقات، فانتبهوا لِما تقولون وافتحوا قلوبَكم وبيوتَكم لكلِّ من يقصِدُكم.

وخلال المسح بالميرون يصلّي الأسقف قائلاً: “نطلبُ إليكَ ونبتهلُ إلى رأفتِك، لأجلِ عبيدِك هؤلاء زكي وشربل وباتريك، فامسَحهم بقُدسِك الحيِّ † واخلِطهم بأسرارِك الإلهيَّة، وهبْ لهم أن يقوموا أمامَك بغيرِ لومٍ، جميعَ أيَّامِ حياتِهم، وألسنتُهم تَفيضُ تَمجيدًا وشُكرانًا، وهم مُتعطِّفون بالزيِّ المقدَّسِ، زيِّ درجةِ الكهنوتِ العظمى، ليختلِطوا بالكهنةِ الأنقياءِ الذين أرضَوك بأعمالِهم الشريفةِ وبخدماتِهم”.

أحبّائي، أنتم اليومَ تُمسحون بقداسةِ الله فتصيرون قدّيسين تعكِسون وجهَ الله لشعبِه فيترجّى ويتعزّى، وتسيرون مع رعيّتكم في هذا العالمِ نحو الملكوت لتُشجعوا المُحبطَ وتعزّوا المحزون وتُنهضوا باسم الرب، مريضَ الجسد والروح من مثواه، إلى حينِ تختلطون بجموع الكهنةِ الأنقياء والخدّامِ الأمينين في السماء.

تذكّروا أنَّ أمانتكم لخدمةِ الأسرار هي دربُكم إلى السماء فلا تتهرّبوا من هذه الخدمة ولا تستهينوا بها حتى لا تعرفوا البكاء وصرير الأسنان أمام باب الملكوت.

تذكّروا أن تكونوا ودعاء القلب وطيّبي اللسان والمعشر وحكماء في القرار والتصرّف حتى لا تشكّكوا إخوتكم الصغار ويُعلّق في عنقكم حجر الرحى وتلقون في البحر.

تذكّروا أن تعطوا العطشان ماء والعريان ثيابًا والجائع قوتًا. لا تنسَوا أن تزوروا المريض والعجوز والمنبوذ. أعضدوا المظلوم والمتعب وأحسنوا استقبال من يقصِدكم حتى لا تسمعوا من الربّ هذه الكلمات القاسية: “إذهبوا عني يا ملاعين”.

أحبّائي، أقدّم هذا القدّاس والآباء الحاضرين على نيّتكم حتى تكونوا كهنة بحسب مشيئة الربّ، فرحين في خدمتكم، مكتفين بمحبّتكم للربّ ولكنيسته. أرفع الصلاة أيضًا على نيّة أهلكم وعائلاتكم وأشكرُهم على قبولِهم خياركم ودعمهم لكم وتضحياتهم وصلواتهم لأجلكم التي لولاها لما وصلتم إلى حيث أنتم.

أحبّائي، صلّوا لأجلي ولأجل إخوتكم الكهنة كلّ يوم حتى نلتقي جميعًا في آخر هذه الحياة في قلب الله. آمين”.

وبعد القدّاس الذي خدمته جوقة بيت العناية الإلهيّة، تقبّل الكهنة الجدد مع صاحب السيادة التهاني في صالون الكاتدرائيّة. أعطِنا يا ربّ كهنة قدّيسين.