حفل تخرّج طلاب مدرسة الحكمة فرع مار مارون – جديدة المتن ٢٠٢٤

برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الحكمة المطران بولس عبد الساتر، احتفلت مدرسة الحكمة، فرع مار مارون – جديدة المتن، يوم الأربعاء ٢٩ أيّار ٢٠٢٤، بتخرّج تلامذتها في مسرح المدرسة، بحضور رئيسها الخوري شربل بشعلاني، والكهنة العاملين فيها، ولفيف من الكهنة رؤساء مدارس الحكمة ومدرسة مار جرجس- عين دارة وخدمة رعايا الجوار، وعدد من الراهبات، وقائمقام المتن مارلين حداد، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، والأهلين، ورابطة القدامى، وضيفة الشرف المرنمة والمغنية جويس خوري وهي من قدامى المدرسة.
وفي كلمته، توجّه صاحب السيادة إلى عائلة المدرسة بالقول: “إنها فرحة لي أن أكون معكم أيها المتخرّجون والمتخرّجات في هذا الوقت المهم والأساسي وأنتم تنتقلون من مرحلة إلى مرحلة أخرى في حياتكم. وإني أشكر حضرة الخوري شربل بشعلاني، رئيس المدرسة، على دعوته لي إلى المشاركة في هذه المناسبة السعيدة معكم ومع محبّيكم.
أشكر الرب على هذه السنة المدرسية التي مرّت بسلام على الرغم من الصعوبات التي كانت فيها وذلك بفضل ما أغدقه علينا من نِعم، وبفضل جهود وتضحيات الجميع من آباء ومن أفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة في المدرسة وبفضل وقوف ذوي طلابنا وطالباتنا إلى جانب مدرستهم التي اختاروها لينمو فيها أولادهم في القامة والمعرفة والحكمة.
مدرسة الحكمة فرع مار مارون ستستمر بثقتكم بإدارتها وبمعلّميها وبدعمكم لها. ونحن مطرانيّة بيروت المارونيّة سنعمل أيضًا معكم كلَّ ما في وسعنا لتزدهر أكثر ولتبقى علامة مميّزة في عالم التربية في لبنان. لم ولن نتخلّى عن مدرسة الحكمة- الجديدة فلا تتخلّوا أنتم عنها.
وإلى المتخرّجين والمتخرجات أقول:
كونوا متميّزين عن غيركم لأنّكم طلّاب الحكمة. كونوا متميّزين بفرحكم وباجتهادكم وبشخصيّتكم وبتفاعلكم مع محيطكم. ليعرف الجميع من أنتم من محبّتكم للإنسان وللمعرفة.
لا تنسوا أنّكم أولاد شعب مؤمن يصلّي ويعمل الخير ويعرف كيف ينهض من الموت مرارًا وتكرارًا. ولذلك أنا أكيد من أنّكم لن تنجرّوا خلف التيّارات الماديّة التي لا بعدًا روحيًّا لها والتي تشجع على السعي فقط خلف الأمور الماديّة والمصلحة واللذة الشخصيّة ولو على حساب الآخر.
أحبّوا لبنان واعملوا لأجله حيثما حللتم. صحيح أنَّ الحياة فيه زادت صعوبة ولكنّه لا يزال يستحق محبّتنا وجهودنا لأنه بلد القدّيسين وثمرة تضحية العديدين من أجدادنا وأهلنا ولأنّه وطننا. فمن لا يحبّ وطنه ويتعلّق به لا هوية له ولا أحد يراه”.
من جهته، ألقى الأب الرئيس كلمة جاء فيها: “كلمةُ شكرٍ أوّلا لكم يا صاحبَ السّيادة، إنّ حضورَكم بيننا اليومَ يعبّرُ عن محبّتِكم الأبويّةِ لمدرسةِ الحكمة مار مارون وعن اهتمامِكم بشؤونِ الدّراسة ورسالةِ التعليم بشكلٍ عام، إنّ حضورَكم شرفٌ لنا جميعا وفرحةٌ خاصةٌ للطالباتِ والطلابِ المتخرجين وأوليائِهم . حضورُكم يجعل أيضا احتفالَنا أكثرَ تألقًا وبهاء، فشكرًا من كلّ قلبنا.
أيُّها الطالباتُ والطلابُ الأعزاء إنّ حفلَ تخرُّجِكم اليومَ هو لحظاتٌ مميزة للمدرسة التي ترى أفرادا من عائلتها ينفصلون عنها ليشقّوا طريقهم في الحياة، شاباتٍ وشبانًا، تفتخر بهم، ناضجين جدّيين مهيَّئينَ للمضيّ قُدُما لتحقيقِ أحلامِهم والوصولِ إلى النجاحِ المرجوّ، إنّها لحظاتُ فرحٍ لكلِّ منْ رافقَكم في رحلتكم التعليميّة وتعبَ معكم وأعطاكم من خبراتِه وأرشدَكم لتصلوا إلى ما وصلتم إليه، من إداريين ومساعدين، من معلماتٍ ومعلمين، من عمّالٍ وموظفين، حاضرين كانوا أم غائبين. فشكرا لهم جميعا وأخصُّ بالذّكر المديرَ الأكاديميّ الأستاذ بيار عبد الساتر، ومسؤولَ القسم الثانويّ الخوري جورج رحمة نعمة. ولا ننسى أيضا كلَّ منْ ساهمَ في تحضيرِ هذا الاحتفالِ الجميل.
أيّها الأعزاءُ، أنتم تتسلّمون اليومَ شهاداتٍ تتوّجُ سنين مدرسيّةٍ طويلةٍ عملتم فيها بكدٍّ وتعبٍ لتحصيل المعرفة، والثقافة، والحكمة، سنين تحمل في طيّاتها ذكرياتٍ كثيرةٍ ستظلُّ حاضرةً معكم لأنَّها ساهمت في صقلِ شخصياتِكم، وعلّمْتكم كيف تواجهون الصعوباتِ وتحولّونها فرصًا للنموّ والنّضج والنّجاح.
أيّها المتخرجاتُ والمتخرجون، لقد اخترتم شعارَ تخرّجِكم “مدينة السلام”، وإنّه لشعارٌ ملهمٌ فهو يجسّدُ المُثلَ العُليا التي يحتاجُها مجتمعُنا ليظلَّ مكانًا نابضا بالحياة. باختياركم لهذا الشعار، تؤكّدون التزامكم بنشر عبير القيمِ الروحيّة والإنسانيّة والأخلاقيّةِ التي تربيّتم عليها في مدرسة الحكمة، قيمِ السلامِ والعدالة والانفتاحِ، والمحبةِ والاحترام. اغتنموا كلَّ فرصةٍ تتاحُ لكم لتدافعوا عن هذه القيم، وتساهموا في بناء وطنٍ أكثرَ سلامًا وعالمٍ أكثرَ عدالةً
أخيرًا، إنّي أهنّئُ ذويكم وأهنّئكُم على تخرّجِكم وأنا مقتنعٌ بأنّكم قادرون على تحقيق أمورٍ باهرة في حياتكم وعلى تركِ بصماتِ التغييرِ أينما توجّهْتم، وأينما أقمْتُم ومهما فعلتم. ليبارِكْكُمُ الربُّ جميعا. ولْتبقَ مدرسةُ الحكمةِ منارةَ إشعاعٍ ونورٍ في قلبِ المجتمع في قلبِ لبنان والعالم”.
أمّا مسؤول القسم الثانوي الخوري جورج نعمة رحمة فتوجّه إلى الخرّيجين والخرّيجات متحدّثًا عن السلام فقال: “السلام لا يبنى إلّا بالعلاقة مع الله. كلّ شيء يتزعزع ويتبدّل ويتحوّل ويزول ما عدا الله، فهو الثابت الوحيد الذي فيه ومن خلاله تبنون سلام قلبكم. والسلام يُبنى أيضًا من الداخل. أحبّوا أنفسكم والآخرين. لا تخافوا إن أخطأتم، بل خافوا إن لم تصحّحوا خطأكم وإن لم تتعلّموا منه. تصالحوا مع أنفسكم واغفروا أيضًا للآخرين زلّاتهم وأخطائهم. وأخيرًا، السلام يبنى بالجمال. قدّروا الجمال الذي في الآخر فهو مصدر غنى لكم ولا يهدّد الجمال الذي فيكم. فالبشاعة تدمّر السلام عندما تبدأ بتشويه جمال الآخر انطلاقًا من الحسد والمقارنة والخوف والغيرة.
أشكر صاحب السيادة المطران عبد الساتر الذي إئتمننا عليكم، وأشكر والديكم على ثقتهم بنا، وأشكركم أنتم لأنكم كنتم فرصة في حياتي وحياة الإداريّين والمعلّمين للنموّ والفرح”.
حفل التخرّج الذي حمل إسم “مدينة السلام”، افتتح بصلاة تلاها مرشد المدرسة الخوري فرنسيس داوود، وتخلّلته كلمات الطلاب باللغات العربيّة والفرنسيّة والانكليزيّة، كما وقفات فنيّة من إعداد الخرّيجين والخرّيجات، وكلمة تشجيعيّة من ضيفة الشرف التي أدّت أغنية للمناسبة، بالإضافة إلى القَسَم وتمرير الشعلة إلى دفعة العام المقبل.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.