حفل تخرّج طلاب مدرسة السيّدة للراهبات الأنطونيّات -٢٠٢٤

حلَّ راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر ضيف شرف على حفل تخرج تلامذة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات الحازمية – الجمهور، بدعوة من رئيستها الأخت إيفا شمعون، حيث توجه إلى الخريجين والخريجات بالقول: “أقف أمامكم في هذا الوقت وأنظر إلى وجوهكم الفرحة فتنبعثُ فيَّ صلاة على نية كل واحد وواحدة من بينكم ليحفظكم الربّ وأهلكم من كل سوء وليوفقكم في هذه المرحلة الجديدة من حياتكم والتي فيها ستبنون، بمساندة محبيكم، مستقبلاً لكم أتمناه زاخرًا بالإنجازات وعامرًا بالسعادة الحقيقيّة.
أثمّن جدًا دعوة حضرة الأخت إيفا لي إلى أن أكون حاضرًا بينكم في هذا الاحتفال ولأشكر الرب معكم على ما تحقق في حياتكم حتى الآن ولأشكر أيضًا أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية وأخواتي الراهبات على تمسكهم بدعوتهم التربوية على الرغم من كلّ شيء، وعلى عنايتهم بكم بمحبة وبصبر لتنموا وتكبروا بالقامة والعلم والحكمة فتعطوا الثمر الجيد وتسيروا فيما بعد، بمجتمعكم وبوطنكم وبعالمكم نحو الأفضل إنسانيًّا وروحيًّا.
أيتها الخريجات وأيها الخريجون،
ضعوا الفرح والمحبة حيثما حللتم وانشروا القيم الإنسانيَّة والروحية التي نشّئتم عليها في بيوتكم وفي مدرستكم.
كونوا قادة ولا أزلامًا. أحفروا الأثر العميق في قلوب مَن حولَكم بأفكاركم وبمعرفتكم وبقوة شخصيتكم وإرادتكم. اسعوا دومًا نحو التميّز ولا تكتفوا بالمقبول لأن العالم مليء بالمقبولين في كلِّ مجال، وينقصه المتميّزون بعلمهم وبقيمهم وبأخلاقهم الحسنة وبتصرفاتهم الحميدة.
سيروا عكس التيار من دون خوف، وإقلبوا العالم من حولكم، إذا لزم، كما تقلب الصخرة الصامدة في وسط النهر المياه من بعد أن تشقَّها.
حافظوا على كرامة كلِّ إنسان حتى ولو كان غريبًا ولا تسمحوا لأحد أن يهينه أو أن يستغلَّه لأنه أخ وأخت لكم ولأننا كلُّنا غرباء على هذه الأرض. إبتعدوا عن التعصب الديني والسياسي وانفتحوا على الآخر المختلف عنكم. أبنوا الجسور ولا ترفعوا الأسوار.
أحبوا لبنان واعملوا له ولا تسرعوا في الرحيل عنه حتى لا يضعف بغيابكم ويزول من بعدكم. تذكروا أننا من سلالة الذين احتملوا قساوة الصخر وفتتوه واكتفوا بالقليل وعاشوا في أعمق الوديان وعلى أعلى القمم ليستمروا فيه وليستمرّ فيهم.
أيها الخريجون والخريجات، هنيئًا لكم نجاحكم وحماكم الربّ من كلِّ أذى وحفظ لكم أهلكم إلى جانبكم وحفظ هذا الصرح التربوي الكريم”.
ومن جهتها، توجهت رئيسة المدرسة الأخت إيفا شمعون إلى المطران عبد الساتر بالقول: “ما لا بدّ منه هو اعتراف وشكر: إعتراف بتقديرنا ومحبّتنا لِمَنْ يساهم في قيادة مسيرتنا الروحيّة والى مَن يسعى دائمًا في تجسيد قناعاته الوطنيّة والروحيّة بضمير حَيّ، ولِمَنْ هو المثال في تحطيم الصعوبات وزرع بذور الإيمان في النفوس فيزداد يومًا بعد آخر تألّقًا ووهجًا. تعرفون ولا شكّ أنّني أعترف بتقديري واحترامي لسيادة المطران بولس عبد الساتر، مطران أبرشيّة بيروت المارونيّة السامي الإحترام.
الشكر لكم سيّدنا، ينبع من شكرنا للربّ على وجودكم في الأبرشيّة التي ننتمي اليها في هذه الظروف الحرجة. الشكر لكم والإمتنان لتضحياتكم ومواقفكم، والتقدير لعطاءاتكم والثقة بكم دائمة. وبمِثْلِ شخصكم، صاحب الرؤية البعيدة والصائبة تزهو أبرشيّتُنا المارونيّة وتفاخِر إذ بمِثْلِكُم ترتقي الطائفة المارونيّة ويسعدُ المؤمنون”.
وتابعت قائلة: “يتجدّد موسم الحصاد أيّها الأصدقاء! كلَّ عام يتجدّد ومعه الأمنيات والأحلام والرجاء. وإلّا فلا وطن يترشّح للبقاء ولا مدرسة تترسّخ ولا ثقافة تتأصّل ولا أسرة تتثبّت.
نعم، إنّ الشابّات والشباب الملتزمين بالقيم يبنون الأسرة، فالمجتمع، فالوطن. والقيم تاجُهم، عزّتهم، مجدهم ، والكرامة.
وتلامذتنا الواعين مسؤوليّتهم والمبصرين مستقبلهم، لا يفصلون الوطن من القِيَم ولا القِيَم من الوطن.ولا يفصلون أنفسَهم من قيم ولا من وطن. فما أجملَ أن نكون، هذا المساء، ملتفّين حول خرّيجاتنا وخرّيجينا الأحبّاء، النِعَم الخلّاقة، العاملة بمحبّة ورجاء، وأعينهم على مشاهد مستقبليّة، مشرقة الآفاق. من هنا شعار هذا الفوج “Embracing Tomorrow”.
إنّكم أيّها الأحباء، فجر جديد لذواتكم، لعائلاتكم، لمحيطكم، لوطنكم، للإنسانيّة، فلا تنسوا أبدًا الإيمان، المحبّة، السلام، الحريّة! هي القيم التي عليكم أن تتمسّكوا بها وتبنون لِغَدٍ جديد وفجر جديد. إيماننا عميق بأنّ ظلمة وطننا وفسادَه لا يقويان على نور الله الذي ظهر بالمسيح وأشرق في قلوبكم فأصبحتم نورٌ يخلقُ فيكم القدرةَ لتحلُموا وتحمِلوا حِلمَكم لله الذي يصونكم ويساعدكم على تحقيقه. فمع الله لا حدود للرجاء ولا سقف للأحلام. وفّقكم الربّ!
أيّها الأهل الكرام،
خمسة عشرَ عامًا مضى وأنتم تلتقون بإداريّات وإداريّي المدرسة، ومعلّمات ومعلّمي أولادكم. فكلّ بداية ترشح تحديّات وطموحًا وآمالًا: التحديّات أوّلًا سيطرة على الذات والطموح إرادة قويّة لا تلين ولا تنكسر، والآمال رؤًى بعيدة وتطلّعات الى المستقبل الذي نريده لهم متلألئًا بالنِعم ومكلّلًا بالنجاح.
فنشكر الربّ معكم على نِعَمِه، فهو دائمًا الى جانبنا وجانبكم يعمل معنا تخطيطًا وتنفيذًا، به نتقوّى وعلى هدْيِه نعمل ومعه نصل بأولادنا الى بَرّ الأمان. وأتّخذها مناسبة لأشكر لجنة الأهل وعلى رأسهم السيّدة ميراي مرهج على حكمتهم في اتّخاذ القرارات ودعم مسيرة المدرسة التربويّة واستمراريّتها.
والآن لا بدّ من القول بأنّ هذا الإحتفال ما كان ليتمّ لولا وعي أفراد الهيئة التعليميّة والإداريّة الناضج، وانفتاح أذهانهم على الأبعد والأرحب، ولولا كفاءتُهم في إيصال المعرفة والعلم لأجيال باتت تَنشدُ فجرًا جديدًا، ضمن مجتمع يتخبّط في العقبات، تترقّب وثبةَ نهوضٍ لوطن يتعثّر في الفساد والمحسوبيّة.
فشكرًا أعزّائي المعلّمات والأساتذة وشكرًا لرابطة المعلّمين ورئيسها الأستاذ نعمة الله البجّاني ولمدير القسم الثانوي دكتور روي حرب.
شكرًا على إبرازكم القِيَم ونشرها في صفوف تلامذتكم ليعيشوا الإستقرار والسلام. إنّكم تبقون بإبداعكم وفكركم النيّر وجديّة رسالتكم التربويّة، رسالة أملٍ وواحة رجاء للشبيبة عامّة ولشبيبتنا خاصّة.
أقول أيضًا شكري وامتناني للسلطات المحليّة بشخص رئيس بلديّة الحازميّة، السيّد جان الأسمر، على حضوره المميّز ودعمه لرسالتنا التربويّة، وللمخاتير الأعزّاء، ولجميع الفعاليّات الروحيّة والتربويّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة وكلّ الحاضرين”.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.