رتبة سجدة الصليب – ٢٠٢٤

احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر برتبة سجدة الصليب في كاتدرائيّة مار جرجس – بيروت، عاونه فيها المونسنيور نعمة الله شمعون والخوري جورج قليعاني، بمشاركة المطران بولس مطر، وبحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

يأتي هذا النهار في كل سنة فنتجمع في الكنائس ونصلي ونرتّل. ونصغي إلى أناجيل الآلام ونتأمل في مقدار الألم الذي عاشه الرب وبعضنا يقول: لقد تعذب كثيرًا وبعضنا الآخر يقول: هو تعذّب مرة واحدة أمّا نحن فكلَّ يوم. ثم نعود إلى بيوتنا ونُجيب من يسألنا: كنّا نشارك في دفن المسيح. وينتهي النهار ونتابع حياتنا كالمعتاد حتى السنة المقبلة.

إخوتي وأخواتي، نحن مجتمعون في الكاتدرائيّة لنحتفل برتبة سجدة الصليب لسببين اثنين:

– لنتأمّل في عظمة محبّة الله الثالوث للبشر أجمعين؛

– ولنتذكَّر أنَّه يوجد في العالم متألّمون ومضطهدون كثر وأنّنا مدعوّون إلى التخفيف من ألمهم وإلى رفع الإضطهاد عنهم.

إخوتي وأخواتي، نحن لسنا هنا لندفن المسيح الميت لأنَّه حيّ. ولسنا ملزمين بأن نلبس السواد في هذا اليوم لأنّه ليس يوم حداد بل هو يوم رجاء لنا إذ فيه نُدرك أنَّنا محبوبون من الله الآب ومنتصرون على الموت بالله الابن ومقدَّسون بالله الروح.

لنخرج من هذه الكنيسة من بعد انتهاء هذه الرتبة ولنخبر الصغير والكبير أنّه محبوب من الله، ولنخبر المريض والصحيح البنية بأنّه محبوب من الله، والخاطىء والبار، والجاهل والمتعلّم، والمظلوم والمذنب، ولكن ليس بالكلام فقط بل من خلال قُربنا منهم وفرحنا بهم، ومن خلال مساعدتنا لهم بمجانيَّة وغفراننا لإساءاتهم نحونا، ومن خلال الإصغاء إلى همومهم والوقوف إلى جانبهم لرفع الظلم عنهم أو لمساعدتهم على التوبة.

إخوتي وأخواتي، لنخرج من هذه الكنيسة ولنقف إلى جانب المضطهد أيًّا يكن: المرأة في بعض المجتمعات، والأقليّات الدينيّة والإثنيَّة في مناطق عدّة، وذوي الإرادة الصلبة (من كان البعض يدعوهم معوّقين) من قبل بعض التيارات العقائديّة، والسود من البيض والبيض من السود مرّات عدّة.

لنواجه هذا الإضطهاد بالتربية على قبول الآخر والتمايز بين الناس. لنواجهه بمواقفنا وكلماتنا اليوميّة التي لا تسيء إلى المختلف بل تبنيه وتشجّعه. لنحمِ الضعيف ونحضن المنبوذ وندافع عن الأقليّات وعن ضحايا الأحكام المسبقة.

وأنهي عظتي بكلمات القدّيسة اليزابيت للثالوث الأخيرة قبل موتها، هي الراهبة الكرمليّة ابنة السادسة والعشرين لعلّ هذه الكلمات تغيِّر رؤيتنا للحياة وللموت: “أنا ذاهبة إلى النور، إلى الحبّ وإلى الحياة”. آمين.

الرتبة التي خدمتها جوقة جامعة سيّدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة، اختتمت بالزياح والسجود للصليب.

 

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.