‎قدّاس عيد مار عبدا – رعيّة مار عبدا وفوقا، بعبدا ٢٠٢٤

لمناسبة عيد مار عبدا، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة مار عبدا وفوقا في بعبدا، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري دانيال خوري والخوري كريستيان حلّاق، بمشاركة النائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح ورئيس المعهد الأنطوني الأب فادي طوق وأمين عام الجامعة الأنطونية الأب زياد معتوق ولفيف من الآباء والكهنة، وبحضور النائب ألان عون، ورئيس بلديّة بعبدا – اللويزة أنطوان الحلو وأعضاء المجلس البلدي، والمختارَين الياس بو ناضر وجورج الحلو، ومسؤولين وإخوة من فرع بعبدا في مقاطعة لبنان الجنوبي والأردن في جماعة “إيمان ونور”، ورابطة سيّدات بعبدا، وفعاليات سياسيّة وإجتماعيّة وإعلاميّة وحشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

“ها نحن نحتفل معًا في هذا المساء، بعيد الأسقف الشهيد مار عبدا أحد شفيعي هذه البلدة المباركة والعزيزة بعبدا. وفي هذه المناسبة أتمنى لجميع أولاد هذه الرعية الصحة والعافية والحياة المديدة يقضونها في المحبة والصلاة وعمل الخير، وأقدّم هذا القداس على نيّة كلّ واحد وواحدة منكم وعلى نيّة الغائبين من أهلكم، وعلى نيّة الكهنة الذين خدموا ويخدمون هذه الرعيّة، وعلى نيّة شفاء المرضى وتعزية المحزونين، ولأجل راحة أنفس جميع موتاكم.

نحتفل بعيد ذاك الراعي الصالح الذي اعتنى بنشر الإنجيل في محيط وثني قدّم عبادة النار والأصنام على عبادة الله الواحد المحبّة. واستشهد وبذل ذاته حبًا بأولاد رعيّته لأنه فضّل الاستشهاد على تشكيك أحدهم بقبوله تجديد بناء معبد النار.

وإنني أرى مناسبًا أن نتأمّل معًا، وبشكل مقتضب في معنى الاستشهاد المسيحي.

ليس الاستشهاد المسيحي سعيًا خلف الموت الاستعراضي أو خلف الموت من أجل الحصول على المكافآت الأبدية. إنه قبول للإضطهاد والآلام والموت الذي يسبّبهم حب الله والآخر وحب الحقيقة والحق.

ليس الاستشهاد المسيحي فعل غضب وليس نتيجة تعصب سياسي أو ديني أو كره للآخر بل هو ثمرة ثقة كاملة بالله الآب وتصديق لوعده، وثمرة محبة لله الابن وقبولٍ لخلاصه وثمرةُ تسليم كليّ للذات لله الروح. إنه فعل مسالم على الرغم من العنف الذي قد يحتويه ويولّد السلام في قلب من يُستشهد لأنه يموت مع المسيح ويقوم معه.

إخوتي وأخواتي،

جميعنا مدعوون إلى الشهادة لمحبة الله لكلّ إنسان وخصوصًا للخاطىء. جميعنا مدعوون إلى إعلان البشرى بأن الخلاص قد تمّ بتجسدّ الرب يسوع وموته وقيامته وبأن الموت ابتُلع وشوكة الموت قد كُسرت حيثما حللنا وأمام الجميع.

نحن مدعوون إلى قول الحقيقة وعيشها، وإلى مواجهة الظالم والمستبدّ. نحن مسؤولون عن تأمين حياة كريمة لمن هم أفقر وأضعف منا. واجب علينا أن نَصدُق مع الآخر في تعاملنا معه وأن نحترمه مهما كان جنسه ولونه لأنه مخلوق على صورة الله.

قد يسبب لنا كل ما سبق الاضطهاد أو الضيق أو الألم وقد يوصلنا إلى الاستشهاد فلنقبل بكلّ ذلك على مثال شفيعنا القديس عبدا، لأن الربّ يسوع يستحق منّا هذا الحب وخلاصَ أخينا وأختنا يستحق بذل الذات حتى النهاية، آمين”.

وفي ختام القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، كانت كلمة للخوري دانيال خوري شكر فيها سيادته قائلًا:” للعيد نكهة خاصة بوجودكم يا صاحب السيادة وبحضوركم جميعًا. أنتم يا سيّدنا الأب الأصيل والراعي الأصيل ووجودكم بيننا فرحة كبيرة”.

والتقى المطران عبد الساتر المؤمنين والمؤمنات في ساحة الكنيسة.