نموذج تطبيقيّ لقراءة في الزواج بحسب اللاهوت العمليّ

الأب شربل كيروز

أقدّم نموذجًا تطبيقيًّا لقراءة في الزّواج بحسب اللاّهوت العمليّ، ليكون ذلك مدخلاً إلى التّعريف بعلم اللاّهوت العمليّ وبمنهجيّاته الاستقرائيّة، هي الغاية من هذه المداخلة.

أوّلاً ـ منهجيّةُ اللاّهوت العمليّ في مقاربتِهِ سرّ الزّواج

إذا كان اللاّهوت الكتابيّ يبحث في الأساس البيبليّ، وفي النّظرة البيبليّة إلى سرّ الزّواج، في العهد القديم والعهد الجديد وفي علاقتِهِما بما قبلَهُما وما حولَهما من حضارات وتقاليد؛

وإذا كان اللاّهوت العقائديّ والآخر الآبائيّ يبحثان في الأساس العقائديّ واللاّهوتيّ لسّر الزّواج، وبحسب التّقاليد الكنسيّة عبر العصور؛

وإذا كان اللاّهوت الأسراريّ يهتمّ بالبعدِ الأسراريّ لسرّ الزواج، العقد والعهد؛

وإذا كان اللاّهوت الخلقي (الأدبيّ) يهتمّ بخلقيّات الحبّ والعلاقة، والأمانة، والثّبات، والاستمراريّة في الزّواج، والفضائل التي هي على علاقة بالزّواجن وأدبيّات ذلك كلّه وموجباته والتزاماته؛

وإذا كانت اللّيتورجيّة تُجسّد طقسيًّا المعاني اللاّهوتيّة وتَبحَثُ في طرق الاحتفال بسرّ الزّواج، وفي الطّقوس، والرّموز، والعلامات الحسّيّة التي يَتمّ التّعبيرُ عبرَها عن البعد اللاّمنظور للسّرّ، وعن الحضور والتدخّل الإلهيّين في هذا السرّ، وهذا العقدِ والعهد؛

وإذا كان الحقّ القانونيّ الكنسيّ يهتمّ بشؤون التّشريعِ والتنظيم القانونيّين لسرّ الزّواج من جهة الواجبات، والموانع، والممنوعات، والتّفسيحات، وحلّ الخلافات؛

وإذا كان لباقي العلوم اللاّهوتيّة، والكنسيّة، والرّوحيّة أن تدلي بدَلوِها في ما يخصّ سرّ الزّواج؛

وإذا كانت الفلسفةُ وعلومُها، والمنطقُ وعلومُه تكوّن الرّحمَ الفكريّة، والعقلانيّة، والمنطقيّة لمقاربة مفاهيم سرّ الزّواج؛

وإذا كانت العلوم السّيكولوجيّة على أنواعها والسّيكوتحليليّة على أنواعها تساعد على فهم الأطباع، ومكنونات اللاّوعي الإنسانيّ الفرديّ والجماعيّ، وتساعد على فهم الآخر، في الزّواج، بُغيَة تفهّمِهِ وإيجاد طرقٍ لحلّ الخلافات مَعَه، وتخطّي الصعوبات والعقبات التي قد تشوب العلاقَةَ به، كَما تُساعد على إدراك الانتظارات والحاجات عند الأزواج؛

وإذا كانت العلوم الاجتماعيّة على أنواعها، والإتنولوجيّة، والأنتروبولوجيّة، وعلوم التّاريخ على أنواعها، تساعد فنتعرّف على مفاهيم التّقاليد وتطوّرها، والعادات، والمفاهيم العائليّة، والجماعيّة، والاجتماعيّة، المتعلّقة بسرّ الزواج؛

وإذا كانت العلومُ السّياسيّةُ، والإاتصاديّةُ، والجيوسياسيّةُ، وباقي العلوم الإنسانيّة، تساهم كلُّها في اكتشاف ثنايا النّسيج العلائقيّ، وحناياه، وطيّاته هو الذي يربط سرَّ الزّواج بمختلف معطيات الحياة البشريّة ووقائعها عائليًّا، وعاطفيًّا، وجغرافيًّا، وغير ذلك؛

ووقت علوم أخرى تبحثُ بَحثَها أيضًا في ما يخصّ سرّ الزّواج؛

فإنّ علمُ اللاّهوت العمليّ يأتي ليساهم، في ما يخصّ سرّ الزّواج، بطريقة لاهوتيّة، إستقرائيّة، و«بحثـعمليّة» (rechercheـaction)، في قراءة نقديّة وتحليليّة لواقعٍ زواجيّ معيّن، في مكان معيّن، وفي زمان معيّن. وقد يكون هذا الواقعُ الزّواجيّ ـ موضوعُ القراءة «اللاّهوت ـ العمليّة» ـ واقعَ شخصين معيّنَين، أو واقعَ الحالة الزّواجيّة في محيطٍ معيّن؛ كما يُمكِنُ أن يكونَ موضوعُهُ دراسةً، أو رأيًا، أو تعليمًا يخصّ الزّواج في إطار معيّن، أو عند فئة معيّنة من النّاس.

فيتناولُ مثلاً كيفيّةَ ربطِ معطيات كلِّ العلوم اللاّهوتيّة، والكنسيّة، وغيرها، التي سبق ذكرُها، مقارباتُ ومعلوماتُه ومعطياتُ، بمشروع زواجِ هذين الزوجين وارتباطهما واختبارهما، أو هذين الخطّيبين، أو هذين الحبيبين، البالغين من العمر كذا، في هذا التّقليد الكنسيّ، في هذه الرّعية، في هذا المكان، في هذا الوقت، في هذا المحيط العائليّ، وفي هذا المحيط الاجتماعيّ، وهذا المحيط الثّقافيّ، وهذا المحيط التّقويّ، وهذا المحيط السياسيّ، وهذا المحيط الوطنيّ. واليوم نقول ونزيد أيضًا : في هذا المحيط الأمنيّ (خاصّة في لبنان). يعمل علمُ اللاّهوت العمليّ على البحث عن هذا الرّبط بغية اقتراحِ أفضلِ السّبُلِ للارتقاءِ بعيش سرّ الزّواجِ إلى أفضلِ الطّرقِ، وأقدس الطّرقِ، وأكثرِ طرقِ العيشِ «لاهوتاً» (إن جاز التّعبيرُ) وأقربِها إلى غاية السّر ومعناهُ الأساسِيَّين، أي إرادةِ اللّهِ في حياةِ الزّوجين المسيحيّين.

يُمكنُ القولُ في اختصارٍ، إنّ العلوم اللاّهوتيّة الآنف ذكرُها تُعلّم وتقول ما يجبُ أن يكونَ عليه سرُّ الزّواج. بينما اللاّهوت العمليّ يقول ما هو قائم عليه سرّ الزّواج في زمان ومكان معيّنين، ثمّ يُحلّلُ ويبحثُ في كيفيّة جعل عيش هذا السّر عيشاً أقرب إلى المثاليّة في الزّمان، والمكان المعيّنين، وعند هذين الزّوجين أو هؤلاء الأزواج المعيّنين.

 

لأنّ اللاّهوتَ العمليّ هو لاهوتٌ «إطاريّ» (contextuel)، فإنّه لا يذهب، بادئ بدء، بعيداً عن حدث سرّ الزواج في عيشِه، ويرتكز على واقع عيش لهذا السرّ واختباره في الزّمان والمكان، ومع أشخاص معيّنين، ليرى فيما بعدُ، بَعدَ التّوصيف، والتّحليل، ووضع الإشكاليّة، كيف يكونُ من الممكنِ اقتراحُ سُبُلٍ ما للارتِقاءِ بهذا السّرِّ إلى المستوى الذي يجب أن يكونَ عليه.

في ما يأتي نموذجٌ تطبيقيّ لقراءة «لاهوت ـ عمليّة»، إنّه نموذج من بين نماذج متعدّدة.

ثانيًا ـ نموذج تطبيقيّ

لن يتناولَ هذا النّموذَجُ عيش سرِّ الزّواج عند شخصين معروفين، لكنّه سيقرأ في سرَّ الزّواج من خلال خبرٍ صحافيٍّ عابرٍ، أوردته إحدى وكالات الأنباء العالميّة في الثالث من شهر آذار سنة ٢٠٠٧. لو كنت على علمٍ مُسبقٍ بالدّراسة التي أوجزتها لنا البارحة الدّكتورة دنيا حشيمي أبي خليل[1]، لآثرت تناولها في عرضي للنّموذج التّطبيقي، لأنّها دراسةٌ معاصرةٌ تتعلّق بمعطيات مهمّة عن سرّ الزّواج في منطقة مسيحيّة من لبنان اليوم.

التّرجمة الحرفيّة للخَبَرِ الصّحافيِّ الأميركيّ

 

عنوانُ الخَبَرِ: «الأجرُ السّنويّ للأمّ، ربّة المنزل، يساوي ١٣٨٠٩٥ دولازًا أميركيًّا»[2]

 

نصّ الخَبَرِ:

«إن أرَدنا أن نقضيَ بأجر سنويّ للأمّ العاملة في البيت، ربّة المنزل، بحسب دراسة أميريكيّة، فإنّ أجرَها السّنويَّ يساوي ١٣٨٠٩٥ دولاراً أميركيّاً. وذلك بدل أتعابِها في كلِّ السّاعاتِ التي تقضيها وهي تقوم بمهمّات تتعلّق بوظائف متعدّدة: عشّيّة، مرشدة سيكولوجيّة، أو غيرها.

وبحسب دراسات قام بها معهدٌ أميركيٌّ، في سنة ٢٠٠٧، ارتفع معدّلُ الأجر السّنويّ المفترض للأمّ ربّة المنزل، بـقيمة ٤٠٠٠ دولار أميركيّ، أي ٣ بالمئة بالنّسبة إلى سنة ٢٠٠٦. نُشرَت هذه الدّراسة اليوم الخميس (الخميس في ٣ آذار  ٢٠٠٧)، وقد أجريت على ٤٠٠٠٠  أمرأة، أمّ عائلة، ربّة منزل.

إن الأمّهات ربّات البيوت (لم تُحدّد الدّراسة عدد الأولاد) يعملن ٩٢ ساعةً في الأسبوع، منها :

 ٤٠ ساعةً كدوامِ عملٍ عاديّ،

و٥٢ ساعةَ كعملٍ إضافيّة.

 إنّ أجر السّاعات الإضافيّة، عادةً، هو أغلى من أجر السّاعات العاديّة. «الأمّهات اللّواتي يعملن في المنزل يَقُمن بمهمّات متعدّدة وإنّ عملَهُنّ هو غالباً عملٌ متواصلٌ لا انقطاع فيه، وإنّهنّ يعملن ٥٢ ساعةً إضافيّة في الأسبوع، كمعدّل وسطيّ. ذلك بحسب بيل كولمان، نائب رئيس الـ Salary.com.

يزيد عدد مُختَلَف المهن التي تقوم بها الأمّ في المنزل على ١٠، وقد عدّدتها الدّراسة كما يلي:

١ـ خادمة بيت؛ ٢ـ مساعِدة أمّ؛ ٣ـ عشّيّة؛ ٤ـ إختصاصيّة تصليح الغسّالة؛ ٥ـ ناطورة؛ ٦ـ عاملة إلكترونيّة (مجيبة تلفون)؛ ٧ـ مديرة البناء (البيت)؛ ٨ـ سائقة سيّارة؛ ٩ـ رئيسة مجلس إدارة؛ ١٠ـ مرشدة سيكولوجيّة.

إنّ متوسّط دخل مدير التّسويق، في الولايات المتّحدة الأميركيّة، هو ٨٩٠٠٠ دولار سنويّاً، بحسب الـ Salary.com

واشنطن AFP، الخميس في ٣ آذار ٢٠٠٧ السّاعة ٢٢،١٨.

 

ثالثًا ـ نموذجُ قراءةٍ في علم اللاّهوت العمليّ

  • المقاربة: لن يتشكّك اللاّهوت العمليّ في هذا الخبر، ولن يتشّكى منه. بل سـ«يَفيدُ» من هذا الخبرِ واجداً فيه مدخلاً مُمكِناً لقراءة لاهوتيّة عمليّة في واقع عيش سرّ الزّواج في الولايات المتّحدة الأميركيّة، أي في ثقافة مُحدّدة، وفي زمانٍ مُحدّد. سوف تقاربُ قراءةُ اللاّهوت العمليّ سرّ الزّواج، انطلاقاً من هذا الخبر، وذلك عبر أربعِ مراحل: [ـ تُوَصّفُ شرحاً للواقع؛ [ـ وتُحلّل قياسًا لما يجب أن يكون؛ [ـ وتضع الإشكاليّة مسلّطة الضّوء على ناحية أو أكثر؛ [ـ وأخيراً تقترح برنامجاَ أو مشروعاً أو سبيلاً للارتقاء بالسّرّ إلى ما يجب أن يكونَ عليه سرّ الزّواج بحسب مفهوم الكنيسة الكاثوليكيّة وتعليمها.
  • القراءة

١ـ التّوصيف، أي قراءةٌ في ممارسةِ الأمومة وعمل الأم في البيت وعيشها، واختبارِ جانبٍ مهمٍّ من سرّهما، خلال السّنة الحاليّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، بكامل واقِعِه، وواقعيّتِه، وحقيقتِه العمليّة كما هي في موضوعيّتِها؛ أي إنّه ينطلق ممّا هو عليه واقعُ عيشِ الأمّ، بدلاً من أن ينطلق ممّا يجبُ أن يكونَهُ سرّ الزّواجِ، ووضعُ الأمِّ وموقفها في الأصلِ، وحسبَ تعاليم اللاّهوت العقائدي وباقي العلوم اللاّهوتيّة والكنسيّة، معطيات ونظريّات.

يغتني التّوصيفُ ويُغني الدّراسَةَ بقدرِ ما تتوافَرُ فيه المعلموماتُ والمُعطَياتُ حول موضوعِ تَوصيفِهِ. التّوصيفُ يُريدُ أن يعرِفَ كلَّ شيء عن حيثيّات هذه الدّراسة، ومنهجيّتها، وأشخاصها، وعن تفاصيل الموضوع الذي تَناوَلَتهُ «أجر الأمّ في البيت».

المُوَصِّفُ، أي اللاّهوتيُّ العمليُّ، لا يستنبطُ شيئًا في عمليّة التّوصيفِ، ولا يَفتَرضُ ما هُوَ غَيرَ موجودٍ، ولا يُبدي رأيًا، ولا يُصدِرُ حُكمًا، لا لاهوتيًّا، ولا خُلُقيًّا، ولا سواه، في هذه المرحلة من بَحثِهِ. فهو يقرأ ويستقرئ الدّراسة بكلّ موضوعيّة. لكنّه يقرأُ وَيَستَقرئ بعقلِ، ومنطِق، وخاصّةً بإيمان ومعرفةِ اللاّهوتيِّ الذي يدرك ماهيّة سرُّ الزّواج، وسرُّ الأمُومَةِ، وما تعليمُ الكنيسة الكاثوليكيّة بخصوصِهِما. إنّه يستقرئ الدّراسة طالباً أن يَعرِفَ، على سبيل المثال:

ـ مَن قام بالدّراسة التي يتحدّث عنها هذا الخَبَرُ؟ أي من هم الأشخاص الذين أجروا المقابلات، وما هو موقفهم من الزّواج والأمومة؟ أهم ذكورٌ أم إناث؟ إلخ.

ـ على من أُجريَت هذهِ الدّراسة؟ من هُنَّ الأمّهاتُ اللواتي تَمَّت مقابلتُهُنَّ؟ ما أعمارُهُنَّ، أديانُهنَّ، معقتقداتُهُنَّ؟ ما هُوَ موقِفُهُنَّ من الزواج كعقدٍ، كعهدٍ، كسرٍّ مقدّس؟ إلخ.

ـ في أيّ وقتٍ تمّت مقابَلَتُهُنَّ: وقتِ راحة، وقتِ تعبٍ، وَقتِ انشراحٍ، وقتِ تشنّجٍ؟ إلخ.

ـ أين تمّت المقابلاتُ: في البيتِ، على الطّريقِ، في سوق تجاريّة ؟ إلخ.

ـ لماذا أُجريَت هذه الدّراسةُ؟ ما كان الدّافعُ إلى إجرائها؟

ـ بأيّ توجّه أُجريت هذه الدّراسة؟ ما كان الهدفُ منها؟ إلخ.

إنّ قراءةَ اللاّهوتيِّ العمليِّ المُوَصّفِ واستقراءه يفضيان به، بعدَ جمعِ كلِّ المعلوماتِ، إلى استشفافِ عددٍ من الإشكاليّاتِ، لكنّها إشكاليّاتٌ تبقى افتراضيّةً وغيرَ نهائيّةٍ ريثما يُثَبّتها التّحليلُ والنّقدُ العِلمِيّان، وهذِهِ هي المرحلةُ الثّانيةُ التي تلي التّوصيف.

 

٢ـ التّحليل، أي البحثٌ النقديٌّ في فهمِ الأسبابِ والمعاني؛ وهو بحثٌ في ما هو كامنٌ وراء المعطياتِ التي أخرجتها الدّراسةُ العلميّةُ؛ بحث في ما لم يَقُله التّوصيفُ، لأنّ التّوصيفَ لا يُوَصِّفُ إلاّ ما يراهُ أمامَه. وفي ما يلي بعضٌ من آفاقِ التّحليل:

ـ ماذا تقول العلومُ اللاّهوتيّة والكنسيّة، على أنواعِها، في ما يَخصُّ العلاقةَ بين الأمومةِ، وعملِ الأمِّ في البيتِ، وسرِّ الزّواجِ المقدّس، بحسب الكنيسة الكاثوليكيّة؟

ـ المسيحيّون في الولايات المتّحدة الأميركيّة: نضجُهم الإيمانيّ، عيشُهم هذا الإيمان، إلتزامُهم المسيحيّ، وعيُهم دعوتِهم المسيحيّة والرّسوليّة؟ فَهمُهُم سرّ الزّواج المقدّس؟ وعيُهُم حقيقة سرّ الزّواج كدعوة من الله، وتفتيشُهُم عن إرادةِ الله في عيش سرّ الزّواج المقدّس؟ عيشُهم سرّ الزّواج؟

ـ الحضارات، والثّقافات، والديانات، والتّقاليد، والعادات التي تَرَكت، وتَترُك، وستَترُكُ بصماتِها في عيش سرِّ الزّواج في الولايات المتّحدة الأميركيّة، كما في سائر الغرب، بل في عالم اليوم برمّته، في عهد العولمةِ، وانفتاح الأديان والثّقافات أو تصارعها، وتهاوي الحدود؟

ـ الكنيسة في الولايات المتّحدة الأميركيّة والإعلام ووسائل الاتّصال والتّواصل في علاقتِها بمفهومِ الزّواج، واللذّة، والإحساس، والشّعور؟

ـ الكنيسة، أو الكنائس في الولايات المتّحدة الأميركيّة و: المال، والاقتصاد، والتّجارة، والتّأثير الإيجابيّ والسّلبيّ لكلّ ذلك في عيش الإيمان وسرّ الزّواج، والأمومة، والأُبُوّة، والبُنوّة.

ـ الكنيسة والتّعليم المسيحيّ في الولايات المتّحدة الأميركيّة: في ما يخصّ سرّ الزّواج، والإعداد له، والاستعداد للأمومة وللأبُوّة.

ـ الرّباطُ والنّسيجُ الاجتماعيّان في الولايات المتّحدة الأميركيّة. تأثيرُهُما في الرّباط الزّوجيّ والأُسَريّ.

ـ إلى أيّ مدىً يُمكِنُ، أو يجوزُ، أو ينجَحُ الفصلُ بين الأمومةِ وعملِ الأمِّ في المنزل؟

ـ هل فعلاً كلُّ الأمَّهاتِ المسيحيّات في الولايات المتّحدة الأميركيّة يُفكّرن بأنّ الأمومة وعملَ الأمِّ في المنزلِ يُمكِنُ إيفاء ما يستحقّانه بالدّولار؟

ـ وآفاق كثيرة أخرى تتعلّق بالتّاريخ، والجغرافيا، والأنتروبولوجيا، والسيكولوجيّا الجماعيّة والفرديّة، إلخ.

 

٣ـ الإشكاليّة، أي استخلاصُ واحدٍ من أشدِّ المحاورِِ إلحاحًا وطلبًا للمعالجة. على سبيل المثال:

ـ الصّعوبة الكبرى في عيش سرّ الأمومة والعمل المنزليّ، أو عيش سرّ الزّواج في الولايات المتّحدة الأميركيّة تكمن في كذا. هذا في عصرٍ بات العملُ معه خارجَ المنزِلِ حاجَةً سيكولوجيّةً، واقتصاديّةً، واجتماعيّة.

ـ الكنيسة، أو الكنائس في الولايات المتّحدة الأميركيّة لا تقوم بكامل واجبها في كذا.

ـ العائق في أن يكون عيش السّرّ على مستوى الغاية الأساسيّة التي هي كذا.

ـ ما هو الذي يمكن أو يجب تطويره؟ ما الذي يمكن أو يجب حذفه؟ إلخ.

٤ـ الإقتراحات وفيها، بناءً على كلّ ما تقدّم، قد يكون ممكنًا أن يقترح على السلطات الكنسيّة المعنيّة وضعَ خطّةِ عملٍ من مثل :

– تشكيلُ فريقِ عملٍ وتنشئته كي يتدرّبُ على العمل والبحث الميدانيّين. هدف هذا الفريق: مسحٌ ميدانيٌّ شاملٌ لكلّ المعطيات المتعلّقة بسرّ الزّواج في الولايات المتّحدة الأميركيّة. المعطيات التي يكون كلّ من التّوصيف، والتّحليل، والإشكاليّة قد عالجها أو استشفّها، كما المعطيات الأخرى التي سيُظهِرُها حتماً البحثُ الميدانيّ. يُنشّأُ الفريق، أو الفرقُ، تنشئةً أكاديميّة وعلميّة، وأيضاً، وبشكلٍ خاصّ، تنشئةً روحيّةً لاهوتيّة تمكّنه من الإصغاء والتّمييز، الإصغاء إلى الإنسان وتمييز إرادة الله فيه، في ما يخصّ سرّ الزّواج وعيش الأمومة.

ـ تحليلٌ، ونقدٌ لهذه المعطيات، وذلك في عمليّةٍ «بحثـعمليّة»، أي سلسلةِ تجارب ميدانيّة، وتطبيقيّةٍ، وأكاديميّة. هدف هذه العمليّة «البحثـعمليّة»: إيجادُ أفضلِ السّبُلِ التي يكونُ حظُّ نجاحِها أكثر من غيره، في ما يخصّ الارتقاء بسرِّ الزّواج وعيش الأمومة والعمل في المنزل، إلى ما يجب أن تكون عليه بحسب مفهوم الكنيسة الكاثوليكيّة وتعليمها.

ـ تقديم المشروع النّهائيّ إلى السّلطات الكنسيّة المحليّة المعنيّة، التي لها وَحدَها أن تُقرِّرَ، وتُنَفّذَ، وتُوَزِّعَ العمَلَ على الفرق، والكهنة، والعلمانيّين، وكامل المؤسّسات الكنسيّة والرّعاة الكنسيّين. ويكونُ الاقتراح هذا وسيلةً لمتابعةٍ ما بعد الزّواج، إلى جانب التّحضير للزّواج. ويكونُ وسيلةً لإيجادِ شهاداتٍ حيّة وتشجيعها.

خاتمة

العمل في حقل اللاّهوت العمليّ عملٌ جماعيٌّ بامتياز، فيتطلّب الحاجة إلى التّواصل والتّكاملِ بين أصحاب الاختصاص في علوم اللاّهوت والعلوم الإنسانيّة، كما بين الأفراد، والجماعات، والسّلطات الكنسيّة المعنيّة.

[1]  راجع مداخلة الدكتورة دنيا حشيمي أبو خليل في هذا الكتاب.

[2]  http://fr.news.yahoo.com/03052007/202/le-travail-d-une-mere-au-foyer-vaut-138-095.html,

ou http://www.saphirnews.com/Le-travail-d-une-mere-au-foyer-vaut-138-095-dollars_a6742.html