قدّاس عيد مار يوسف – حارة حريك ٢٠٢٤

لمناسبة عيد القدّيس يوسف البتول، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة مار يوسف في حارة حريك عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري عصام ابراهيم، بحضور النائب ألان عون، ورئيس البلديّة زياد واكد وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، وحشد من أبناء الرعيّة.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
– كنتُ أتأمّل بالأمس بهروب العائلة المقدّسة إلى مصر. ما لفتني هو أنّ ظهر الحمار الذي ركبته أمّنا مريم العذراء والطفل يسوع كان كافيًا ليوضع عليه كلّ ممتلكات هذه العائلة، لماذا؟ لأنّ هذه العائلة عاشت منذ بداياتها القناعة.
– والقناعة هي الاكتفاء بالضروري، بالأساسي لحياة كريمة وللشبع.
– منذ أن سعى الإنسان إلى ما هو أكثر من الضروري، بدأت النزاعات والحروب.
– نحن نعيش في زمن الأكبر هو الأفضل، والأكثر هو الأحسن، والأغلى هو الأجود.
– نحن نعيش في زمن تسود فيه الذهنيّة الاستهلاكيّة حيث الشراء يصير لذاته والاستهلاك مقياس النمو والبحبوحة.
– في تربيتنا لأولادنا علينا أن نسير عكس هذا التفكير وأن نعلّمهم ونتعلّم أنّنا نحن المسيحيّين مدعوّون إلى الاكتفاء بالضروري والأساسي، نحن من نطلب في صلاتنا من الله أن يعطينا خبزنا كفاف يومنا، لنهتمّ بالمحتاج من بين اخوتنا، ولإيماننا بأنّ الربّ يهتمّ بنا ويعتني بنا فلن ينقصنا شيء.
وكانت كلمة للخوري عصام ابراهيم توجّه فيها إلى المطران عبد الساتر بالقول: “نرحّب بك سيّدنا في بيتك ورعيّتك، بإسم الرعيّة وأبنائها وبناتها ولجنة الوقف فيها وبإسم رئيس البلديّة والمجلس البلديّ والمخاتير وكلّ الحاضرين معنا اليوم في احتفالنا بعيد القدّيس يوسف البار، شفيع بلدتنا حارة حريك. هي زيارتك الأولى للكنيسة وهي فرحة كبيرة لنا، فتشملنا ببركتك ومحبَّتِك وتصلّي معنا، ونصلّي على نيّتك حتى تستمرّ برعاية الأبرشيّة الرعاية الحسنة والمميّزة التي بدأتها: الراعي الصالح على مثال مار يوسف، والخادم الوكيل الأمين على مثال مار فرنسيس، والصوت الصارخ في وجه الظلم والفساد وهدر حقوق الإنسان عل مثال مار بولس. فأمام النكبات العديدة التي أصابت لبنان والأبرشيّة عند توليك المسؤوليّة، من انهيار اقتصادي وشغور المؤسسات ولاسيّما رئاسة الجمهوريّة، وتفجير مرفأ بيروت الذي هدم العاصمة ومنازلها ومؤسساتها، كان همّك ولا يزال خدمة الفقير ونصرة الضعيف ومواساة المصابين وإعمار منازل المتضرّرين. وعندما دعوناك لتحتفل بقدّاس مار يوسف، طلبتَ منا الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية على أنواعها، خارج الكنسيّة وفي الصالون، وذلك تضامنًا مع أهلنا في الجنوب ومختلف مناطق لبنان من شهداء وجرحى ومنكوبين ونازحين، حتى يتمّ اللقاء ببساطة ويكون مناسبة صلاة وتضرّع إلى الربّ بشفاعة مار يوسف والعذراء مريم حتى يخلص لبنان من محنته ويبعد عنه الحروب ويعم السلام في أرضه. شكرًا لك سيّدَنا”.
وبعد القدّاس وزيّاح أيقونة مار يوسف، التقى المطران عبد الساتر أبناء الرعيّة وبناتها في صالون الكنيسة.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.