قدّاس عيد مار يوسف – مدرسة الحكمة بيروت ٢٠٢٤

لمناسبة عيد مار يوسف شفيع مدرسة الحكمة – بيروت، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الحكمة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة مار يوسف في الأشرفيّة، عاونه فيه رئيس المدرسة المونسنيور بيار أبي صالح وخادم الرعيّة المونسنيور اغناطيوس الأسمر، بمشاركة لفيف من الكهنة رؤساء المدرسة السابقين والكهنة العاملين فيها، وبحضور عائلة الحكمة من إداريّين ومعلّمين ومعلّمات وموظّفين وموظّفات وتلامذة ولجنة أهل وقدامى وكشّافة وأصدقاء.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
– يقول لنا التقليد إنّ القدّيس يوسف لم يكتفِ بالاهتمام بالربّ يسوع من الناحية الماديّة فقط، بل إنّه اهتمّ أيضًا وكثيرًا بتربيته.
– فهو الذي ربّاه على عيش الشريعة وقراءة الأسفار المقدّسة، وهو ومريم ربّياه على الصلاة وترتيل المزامير وزيارة الهيكل.
– يوسف علّمه مهنة حتى يعيش منها بكرامة فلا يحتاج أحد.
– ونحن اليوم، معلّمين ومعلّمات وآباء وموظّفين وموظّفات، مدعوّون إلى أن نربّي وليس فقط أن نعلّم.
– الإصلاح الذي جرى في المناهج التربوية من سنوات عدة خلت اهتمّ أوّلًا بتعليم التلامذة مهارات ومعلومات تساعدهم على النجاح في سوق العمل لاحقًا، حتى التربية المدنية اقتصرت على حفظ معلومات يكاد ينساها التلامذة بعد تسميعها. وافتقرت مدارسنا إلى الوقت المخصّص للتربية الحقيقيَّة.
– نحن مدعوّون إلى تخصيص وقت كاف لتربية طلابنا على تمييز الخير من الشر، وعلى عيش القيم الإنسانيَّة والوطنية، وعلى روح التعاون والتضامن في ما بين أفراد الوطن الواحد، وعلى قبول الآخر بعيدًا من كل تعصب، وإلّا نكون فشلنا ولو تبوّأ تلامذتنا أعلى المراكز في المستقبل.
– وإذ أشكر الأب الرئيس والهيئتين الإداريّة والتعليميّة على جهودهم والأهل هلى ثقتهم والتلامذة على محبّتهم للمدرسة والقدامى على وفائهم لها، أدعوكم إلى وضع هدف التربية أمام أعينكم والعمل عليه في كلّ حصّة، وليكن هذا العيد مباركًا عليكم جميعًا.
وكانت كلمة لرئيس المدرسة المونسنيور بيار أبي صالح قال فيها: “لمناسبة عيد مار يوسُف، شفيع المدرسة، نَوّد أن نُعبّر عن شُكِرنا العميق وتقديرنا لكم، يا صاحب السّيادة، على كل الدّعم والمحبّة الّتي قدّمتموها لي شخصيًّا خلال مسيرتي في المدرسة، وعلى وقوفِكُم الدائم إلى جانب الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، والأهل، وكلُّ ذلك من أجل مصلحة تَلامذتِنا الّذين يشكّلون محورَ رسالتِنا. إنّ صرح الحكمة، الّذي يَحمِلُ في طيّاته مئةً وتسعةً وأربعينَ عامًا من التّربية والثقافة والقيم، قد عَرَف الكثير من التألّق والرّقّي والتّحدّيات والمِحَن، ولكنّه ظلّ ثابتًا بقوّة الإيمان، ففي النجاحات تحلّى بتواضع الخدمة، وفي الأزمات كان ينفض الغبار ويحلّق كطائر الفينيق… لذلك، بعد مرورِ سنوات العمر، لم يعرف التجعّد بل بقي فتيًّا بالحكمة، ومشعًّا بالثقافة، ومجوهَرًا بالمحبّة، وبهذه الرّوح نتطلّع إلى الاحتفال السّنة القادمةَ بيوبيل مرورِ مئة وخمسين سنة على تأسيس المدرسة.
كما قال القديس أغسطينوس: «التّعليم هو النّور في العقل»، فإنّ مدرستَنَا تُضيء طريق العلم والمعرفة للأجيال القادمة.
ورسالتُنا لا تنسى قدامى المدرسة، فإنّنا نسعى لمدِّ جسور التّواصل وخلقِ مساحاتٍ للقاء، حيث يمكن للتجارب والذكريات أن تلتقي مع الحاضر لتخلق جوًّا ملهمًا يعزّز ترابُطَنا ويعمّق روابطَ الأخوّة والمحبّةَ بيننا.
وكما يتأمّل البابا فرنسيس «بقلب يوسف الأبويّ»، فإنّ قلب الحكمة، بمعونة شفيعها، يسعى دائمًا لينبض بالمحبّة والرعاية المستمرّة تجاه جميع أفراد الهيئتين التربويّة والإداريّة، والكشّافة والقدامى والأهل والتلاميذ شاكرين الربّ أيضًا على الكهنة والمعلّمين والإداريّين الّذين خدموها قبلنا، إضافة إلى أصدقاء الحكمة والدّاعمين لرسالتها على كافّة الأصعدة. نشكُرُ أيضًا الرعيّة على استقبالنا متمنين لكهنتها وأبنائها عيدًا مباركًا وشاكرين كلَّ من تَعِبَ وحضّر هذا الاحتفال ليكون لائقًا باللّه، خاصين بالشكر مرشديّة وجوقة المدرسة.
في الختام، نجدّد شكرَنَا وتقديرنا لكم، يا صاحب السّيادة، ونسأل الله أن يمدّكُم بالصّحة والعافية، وأن يوفّقَنا جميعًا في رحلتنا التّربويّة لخدمة المجتمع وبناءِ جيل مثقّف ومؤمن. واسمحوا لنا بأن نعبّر لكم عن محبّتنا، باسم عائلتكم، واقبلوا منّا أيقونة شفيع المدرسة، ليكونَ قدوةً لخدمتكم الأسقفيّة بروح الرّعاية والتواضع، وبقلب أبويّ يحتضن ويرافق كما أنتم فاعلون”.
وبعد القدّاس الذي خدمته جوقة من الطلاب بقيادة الآنسة غادة داغر، توجّه الجميع إلى المدرسة حيث جال المطران عبد الساتر في أرجاء معرض لرسمات نفّذها تلامذة الحكمة، ومن ثمّ تقبّل التهاني بالعيد في الصالون على وقع أناشيد وطنيّة أدّتها جوقة المدرسة.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.