قداس عيد البشارة

لمناسبة عيد بشارة أمّنا مريم العذراء، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة سيّدة البشارة في عين سعادة، عاونه فيه رئيس دير مار يوحنا القلعة للرهبانيَّة الأنطونيّة الأب المدبر بشارة إيليّا وقيّم الدير الأب شربل بو عبود والقيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، بمشاركة النائب العام للرهبانيَّة الأنطونيّة الأب بطرس عازار والأباتي مارون بو جودة والمتقدّم بين الكهنة في قطاع المتن الأعلى والأوسط الخوري شربل بشعلاني وعدد من الرهبان الأنطونيّين وراهبات الراعي الصالح والمؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة لفت فيها إلى أنّنا قد لا نفهم كلّ شيء مع الربّ وقد لا نعرف الأسباب ولا الغاية خلف كلّ ما يصيبنا تمامًا كما جرى مع أمّنا مريم عند البشارة. وقد لا يكون من الربّ جواب على سؤال: لماذا. وقد يكون هناك صمت حين نريده أن يتكلّم. فللربّ حريّته في التعاطي معنا. المطلوب منّا هو أن نفعل كما أمّنا مريم: ثقة من دون تردّد بأنّ الربّ يحبّنا حبًّا لا رجعة منه، وتسليم للذات كامل، وطاعة عمياء وغير مشروطة لإرادته.
وكانت كلمة للأب بشارة إيليّا قال فيها: “تتعاظم فرحتنا وتبتهج نفوسنا مع سيّدتنا مريم العذراء في عيد البشارة، ونتحلّى برجاء مريم أمّ يسوع الواقفة عند الصليب في انتظار اليوم الثالث لإعلان بشارة البشارات.
صاحب السيادة، بإسم رئيسنا العام الأباتي جوزيف بو رعد المتواجد حاليًّا خارج البلاد، وبإسم النائب العام الحاضر معنا وبإسم الرهبان والراهبات وهذا الجمع من المؤمنين، وبالأصالة عن نفسي، نعايدكم: المسيح قام، حقًّا قام.
صاحب السيادة، احتفالكم بالذبيحة الإلهيّة المقدّسة في كنيسة سيّدة البشارة في يوم عيدها وسط هذه الظروف الدقيقة، إذ إنّ هذا المقام قد بني في منتصف القرن الثامن عشر في عهد الرئيس العام إبراهيم آصاف العرموني، وكرّس مذبحها مثلث الرحمات البطريرك سمعان عوّاد وكان على كرسيّكم لأبرشيّة بيروت المثلث الرحمات المطران عبدالله القرعلي. وفي سنة ١٩١٦، عندما كانت البلاد تحت الاحتلال العثماني، سكن فيها الرهبان عندما تمّ احتلال دير مار يوحنا القلعة. وطلب المؤرخ يوسف الدويهي أن يقام هنا نصب تذكاري لشهداء المجاعة الكبرى أمام هذه الكنيسة لما لها من دور في الزراعة ومساعدة المحتاجين في تلك الحقبة من تاريخ لبنان. وللأسف، قد شهدت هذه الكنيسة على الحرب اللبنانيّة الأهليّة وقُصفت وأعيد ترميمها بعد الحرب. ودمعت عينا سيّدة البشارة المطلّة على بيروت في ذلك اليوم المشؤوم في انفجار ٤ آب. نعم، تاريخ هذا الوطن ممتلئ بالمآسي، إلّا أنّكم يا صاحب السيادة صوت صارخ ونبويّ وكلمة رجاء، وها ببركتكم وحضوركم تنفخون فينا من جديد روح البشارة بل روح القيامة. فشكرًا على ترؤسكم هذا الاحتفال”.
وبعد القدّاس الذي خدمه الأب إيلي سميا الأنطوني والسيّدة تيريز عون عبد النور، التقى المطران عبد الساتر المؤمنين في باحة الكنيسة.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.