مفهوم الزواج في العهد القديم ومفرداته

الأخت روز أبي عاد

إذا كان الناس جميعًا يتزوجون ويزوَّجون، وإذا كان الزّواج مؤسَّسة تلتقي فيها الشعوب كلّها على قواسم مشتركة، فما هي ميزات الزّواج في العهد القديم؟

         للإجابة عن هذا السؤال نقسم موضوعَنا مراحلَ ثلاث:

         1) الزّواج في الخلق؛

         2) تشويه صورة الزّواج بعد الخطيئة؛

         3) ترميم مفهوم الزّواج مع الأنبياء والمسيح.

أوّلاً ـ الزّواج في الخلق       

خلق الله آدم وأعطاه جنّة عدن، بما فيها كلّ شجرة حسنة المنظر وطيّبة المأكل، والنـهر الذي يتفرّع إلى أربعة أنـهار، وجميع حيوانات البرّية، وجميع طير السماء وجميع البهائم. ولكنّ آدم لم يجد بين كلّ هذه المخلوقات مثيلاً يعينه (تك 2: 9-20)، وظلّ صامتًا إلى حين رؤيته حوّاء، عندها أطلق صرخة الاندهاش والفرح: “هذه المرّة عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي، هذه تُسمّى امرأة لأنّها من امرئ أُخذت” (تك 2: 23). 

في رواية الخلق الثانية (تك 2: 4ب-25)، يبدو واضحًا أنّ المرأة وحدها تستحق أن تكون رفيقة الرجل. فلقد صُنع الواحد لأجل الآخَر، ولا يُمكن أن يحقِّق الواحد مصيرَه من دون الآخَر. هذا التشريع محفورٌ في طبيعة الإنسان الأرضي، وهو الذي يدفع الواحد إلى حبِّ الآخَر، في وَحدة يكرِّسها الزّواج، بحيث “يترك الرجل أباه وأمَّه ويلزم امرأتَه ويصير الاثنان جسدًا واحدًا”[1]. يستعين الكاتب الملهَم بصورة شعريّة ليشرح لنا طبيعة المرأة ومهمّتها في الحياة؛ فهي “عون، نجدة”. وهي نجدة محدَّدة بإزائه، أي بقربه، أي مماثل له[2].  

بحسب الذهنية الشرقية القديمة، ثمّة علاقة وثيقة بين الشخص واسمِه. إذ لا يُعتبَر الاسم مجرّد اصطلاح خارجيّ عابر؛ إنّه بالأحرى تعبير عن جوهر المسمّى، مطابق له. يسعى النصّ إلى شرح العلاقة بين اسم الرجل (امرئ) واسم المرأة (امرأة) (تك 2: 23). فارتباط الكلمتين لغويًّا يفترض حتمًا – بحسب الذهنيّة الساميّة والعبريّة – علاقة وثيقة بين الشخصين المسَمَّيين، أي بين الرجل والمرأة. فإذا كانت المرأة تُدعى بالعبرية “إيشه” أي مشتقَّة من “إيش”، فهذا يعني أنّ الاثنين متجاذبان، متكاملان. إذًا لغويًّا تعبِّر الكلمتان عن فكرة تكامل هو من صلب طبيعة الرجل والمرأة، وتشرحان أساس التجاذب المتبادَل.    

لا يقتصر الموضوع على أن تشارك المرأة الرجل في الطبيعة نفسِها، بل أكثر من ذلك، فآدم يتعرّف إلى نفسه بفضل المرأة، بحيث إنّه حين ينطق باسمها فهو يعطي نفسَه اسمًا: “هذه المرّة هي عظم من عظامي ولحم من لحمي، هذه تسمّى امرأة لأنّها من امرئ أُخذت” (تك 2: 23).

         هذا الشرح التعليليّ هو وسيلة أدبيّة وُضعت لتعبِّر عن حقائق لاهوتيّة مهمّة:

         أ) طبيعة المرأة هي طبيعةُ الرجل عينُها. ولقد عبّر الكاتب عن ذلك بقوله: “إنّها عظمٌ من عظمي ولحمٌ من لحمي” (تك 2: 23). إنّها كائن بشريّ يساوي الرجل في كلِّ شيء.

         ب) خُلقت المرأة كالرجل بفضل تدخّل إلهيّ مباشَر ومميَّز.

         ج) الرجل وحده إنسان ناقص. لذا وَجَبَ له كائنٌ يكمّله ويساعده على النموّ والنضوج وعلى تحقيق المهمّات التي كلّفه بها الله: “إملأوا الأرض”. فما رواية الضلع إذًا إلاّ صورة رمزيّة شعريّة للمخطّط الإلهي: “ليس حسنًا أن يكون الإنسان (= الرجل) وحده” (تك 2: 18).

         د) لا يعني الفعل “عَرَفَ” العبريّ (יָדַע) مجرّد معرفةٍ عقليّة نظريّة تجريديّة، بقدر ما يعني معرفةً شعوريّة حسّية حياتيّة ناتجة عن اختبار وتتميّز بطابع عاطفيّ يمسّ العلاقات الشخصيّة، ويتضمّن الحب والمشاركة والاتحاد.

الاستنتاجات:

         أ) ليست المرأة إذًا كائنًا عابرًا نتيجة المصادفة، بل هي متساوية بالرجل، وتاليًا إنّها المثيل الحقيقيّ لمعاونته.

         ب) إنّ الكاتب، في قوله إنّ المرأة خُلقت من ضلع الرجل يُعلن أنّ الجاذبية بين الرجل والمرأة لا تعني حدثًا عابرًا سطحيًا أو ثانويًّا، بل هي بالأحرى من مقوّمات الطبيعة البشريّة الخيرّة كما أرادها الله.

         ج) تنتهي رواية الخلق الثانية (تك 2) بمشهد يقوم عليه نظام الزّواج، بحيث يُظهر صراحة القصد الإلهيّ: “ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحده فأصنع له عونًا بإزائه” (تك 2: 18)، فلا يستطيع الإنسان أن يجد هذه المعونة إلاّ في تلك التي هي “لحم من لحمه وعظمٌ من عظامه” (2: 21-23). لذا فإنّه، وهو يترك أباه وأمّه، يلتصق بها بالحبّ، فيصيران “جسدًا واحدًا” (2: 24). كذلك الأمر بالنسبة إلى رواية الخلق الأولى، حيث طلب الله إلى الإنسان “أنموا واكثروا واملأوا الأرض” (1: 28).

ثانيًا ـ تشويه صورة الزّواج بعد الخطيئة

         ـ بعد أن أفسدت الخطيئة الجنس البشريّ، لم يبقَ الزّواج على مستوى ذلك الكمال الذي كان عليه في البداية. فالعلاقة الثنائيّة بين الرجل والمرأة التي كانت تتميّز بروح الإلفة والثقة سيسودها الاضطراب، وبديل الذكاء الذي وُعد به الزوج الأول سيَختبر العري والخزي. هنا لا بدّ من الإشارة إلى التقارب في العبريّة بين كلمتي “محتال”، (تك 3: 1) و”عريان” (تك 3: 7). فالاحتيال يولّد الشعور بالعري والعري دليل تعاسة ومذلّة، وهو عارٌ كبير، إنّه فقدان التوازن في باطن الإنسان[3].

         ـ أصبح الزوج “بعل” المرأة، أي “سيّدُها”[4] على غرار ما هو بعل المنـزل أو الحقل[5]. في العبريّة يُعبَّر عن الفعل تزوّج[6] عن المعنى عينه “تُصبح سيّدًا”. وتاليًا يغدو الزوج المالك وتغدو المرأة كشيء خاصّ به أكثر ممّا تبدو كشخص له كرامته الإنسانية : “لا تشتهِ امرأة قريبك ولا خادمه ولا خادمته ولا ثوره ولا حماره ولا شيئًا ممّا لقريبك” (خر 20: 17). كما أنّه بمثابة الرب تجاه زوجته[7].

         ـ العلاقة بين الرجل والمرأة، المتّسمة أصلاً بالمساواة التامة، بالرغم ممّا بينهما من اختلاف، ستتشوّه بإخضاع المرأة لبعلها : “إلى رَجُلِك تنقادُ أشواقُكِ” (تك 3: 16).

         ـ بديل الفرحة أمام الفرق الذي لا يمكن إزالتُه لدى الشخص الآخر، تقوم الرغبة في التملّك الأناني : “هو يسودكِ” (تك 3: 16).

         ـ يمكننا أن نكتشف الذلَّ الذي لَحِق بكرامة المرأة من خلال الصلاة اليوميّة التي يتلوها اليهوديّ حتى اليوم: “مباركٌ أنتَ يا ربّ لأنّك لم تجعلني لا وثنيًّا ولا امرأة ولا جاهلاً”، بينما المرأة تكتفي بقولها : “مباركٌ أنت يا ربّ الذي خلقتني بحسب مشيئتك”.

ـ أصبحت المرأة مخلوقًا قاصرًا يظل تأثيرُها مرتبطًا بوظيفتها في الأمومة. فالوالدان يزوّجان بناتهما من دون استشارتهنّ[8].

         ـ على المستوى الرئاسيّ، يُعتبر الأب أصلاً للسلالة كلِّها. فإنّه بإنجاب البنين يخلّد شخصه، ويساهم في بقاء جنسه، مع ضمان حفظ التراث العائلي لورثة من صلبه (تك 21: 12؛ 48: 16).

ـ الخير الأول لمؤسَّسة الزّواج أصبح يكمن في الخصوبة، والاهتمام بضمان أسرة قوية[9]، ما يجعل الرجل يشتهي أن يكون له أولاد كثيرون[10]، الأمر الذي يدعوه بصورة عادية إلى طلب تعدّد الزوجات[11] أو خادمات[12]، علمًا أنّ ظهور تعدّد الزوجات يُعزى إلى أحد أحفاد قايين الذي كان يتميّز بعنفه (تك 4: 19).

         ـ يَعقد الملوك عددًا كثيرًا من القرانات، سواء بدافع الحب (2صم 11: 2-4)، أو المصلحة السياسية (1مل 3: 1)، ومن هنا ظهرت الأحرام الكبيرة[13] حيث يكون الحبّ الحقيقيّ مستحيلاً.

ـ إلاّ أنّ التعلّق بامرأة واحدة ليس بالأمر النادر، ابتداءً من إسحق الذي تزوّج برفقة (تك 25: 19-28)، ويوسف الذي تزوّج بأسنات (تك 41: 50)، فطوبيّا الكبير وطوبيّا الصغير (طو 11: 5-15)، مرورًا بحزقيال (24: 15-18) وأيّوب (2: 9-10). وتذكر كتب الحكمة أفراحَ الأُسَر ذات الزوجة الواحدة وصعابَها[14]، ومن الواضح أن حبَّ الحبيبين في نشيد الأناشيد حبٌّ لا مشاركة فيه.

         ـ من نافل القول أنّ وجود زوجات عدّة لم يكن يسهِّل السلام المنـزلي. فالمرأة العاقر كانت محتقرة عند ضرّتها[15]، وفي المقابل كانت المرأة العاقر تغار من ضرّتها (راحيل وليئة: تك 30: 1). أضف الى هذه الكراهية بين النساء كلّ ما كان يسبّبه تفضيل الزوج لإحدى زوجاته[16]، ما حمل الشريعة لأن تتدخّل حفاظًا على حقوق أولاد المرأة غير المحبوبة (تث 21: 15-17).

         ـ لا يمكن أن ترث المرأة من زوجها. أمّا الإبنة فيمكنها أن ترث من أبيها، إذا لم يكن لديه بنون[17].

         ـ لا تأكل المرأة مع الرّجال، بل تظل واقفة لخدمتهم. وعليها أن تسير بجانب الطريق في الشارع، وأن تتنحّى للرجال في الهيكل. وأن تغطّي شعرها حين تخرج من دارها. والكلام مع المرأة في الشارع عيبٌ كبير، حتى وإن كان المتكلِّم زوجها[18].

         ـ لا يُلزم التلمود الأهل تعليم بناتهم وتثقيفهنّ في الدين، ولا يجبر النساء على حفظ الشريعة في الصلاة والصوم والإقامة تحت الخيام في عيد المظال[19].

ـ لا تشترك المرأة رسميًا في العبادة، فالذّكور وحدهم ملزَمون بفريضة الحج “ثلاث مرّات في السّنة يحضر جميع ذكرانك أمام الرب الإله” (خر 23: 17)، ولا ذِكر للزوجة ضمن الذين ينبغي عليهم المحافظة الدقيقة على السبت : “واليوم السابع سبتٌ للرب إلهِكَ، فلا تصنع فيه عملاً أنتَ وابنُك وابنتُك وخادمُك وخادمتك وبهيمتك ونزيلك الذي في داخل أبوابك” (خر 20: 10).

         ـ في حين أنّ سوء سيرة المرأة المتزوّجة كانت تُدان بشدّة، لم يكن هناك من قوانين تدين الرجل بعدم أمانته لزوجته إلاّ في حال زنى مع امرأة متزوّجة[20]. إذًا، من واجب المرأة أن تُخلِص لزوجها ولا يحقّ لها أن تفرض عليه إخلاصًا مماثلاً.

ـ بالرّغم من أنَّ المرأة الزانية كانت تُعاقَب بالقتل هي وشريكها في الإثم، إلاّ أنّ تحريم الزنى  هذا[21] كان يهدف، أوّل ما يهدف، إلى احترام حقوق الزّوج، لأنّ شيئًا لم يكن يُحرِّم صراحةً على الرجل العلاقة بنساء طليقات أو مومسات.

         ـ غير أن تقدّمًا أخذ يحدث في الكتب الحكميّة ، فالزنى أصبح محرّمًا على الرجل أيضًا[22]، وراح الأنبياء يشجبون بشدّة ممارسة الزنى (حز 18: 6)، حتى لو كان الزاني هو الملك داود نفسه (2صم 12)[23]. وراح الحكماء يدعون الرجل إلى أن يحتفظ بحبّه لامرأة حداثته[24]. وفضلاً عن ذلك، أخذوا يَدينون التردّد على المومسات (prostituées)، وإن لم يجعلوا من الرجل زانيًا[25].

1 ـ اختيار العروس

          ـ لا شكّ أنّ الأمر يعود الى الأهل في زواج أولادهم وليس من الضرورة على الإطلاق الأخذ برأي الفتاة أو الشاب[26]. وفي بعض الأحيان يوجّه الوالد ابنه لاختيار عروسه[27].

         ـ يدفع الزوج المهر لأسرة الزوجة[28]. في رواية راحيل وليئة تقول الأختان أن والدهما قد “باعهما” (تـك 31: 15)، ربّما المقصود هنا أنّه استحوذ على مهرهما. فالمهر هو كمية من المال كان يتوجّب على العريس أن يدفعها إلى والد العروس[29]. وهذا المبلغ كان يراوح ما بين الثلاثين مثقالاً للأنثى والعشرة مثاقيل[30] للفتاة التي لمّا تبلغ بعد عامَها العشرين (راجع لا 27: 4-5). وكان في الإمكان أن يُستبدل تقديم خدمة مجّانية بقيمة المهر[31]، أو بالقيام بعمل بطولي[32]. كان يُعتبر المهر بمثابة تعويض لأهل الفتاة[33]. طبعًا، يجب عدم المزج بين المهر والحلى والثياب التي تقدّم لشقيق العروس ووالدتها (راجع تـك 24: 53).

         ـ في المقابل، كان من الممكن، ولكن من النادر، أن يقدِّم الأهل هدية لابنتهما، مثلاً أن يزوّداها بخادمة (تك 24: 59؛ 29: 24، 29) أو بقطعة أرض (يش 15: 18-19).

         ـ كما أن الفتاة غير المتزوجّة هي تحت رعاية والدها، كذلك فالمرأة المتزوّجة هي تحت رعاية زوجها. لذا كان يترتّب على الزوج أن يؤمِّن جميع احتياجات المنزل ومن العار أن يأخذ ما تجنيه زوجته من عملها في الحياكة أو في مهنة أخرى؛ كما يقول سفر يشوع بن سيراخ : “غضبٌ ووقاحة وفضيحة عظيمة المرأة التي تُنفِق على زوجها” (25: 22).

         ـ تعتمد الجماعة حصر بعض الزيجات داخل حدود القرابة (لا 18: 6-19) أو حظرها خارج حدود الأمّة (تث 7: 1-4؛ عزرا 9)، من هنا كانت العادة الغالبة تزويج الشبّان من الأقارب. فقد أَرسل إبراهيم خادمه ليبحث عن امرأة لإسحق ابنه من بنات قبيلته (تك 24: 4)، كذلك أرسل اسحق ابنه يعقوب للغاية نفسها (تك 28: 2)، أمّا والد شمشون فحزن لأنّ ابنه لم يتزوّج من قبيلته (قض 14: 3). ربّما كان السبب يعود إلى الاحتفاظ بميراث الفتاة داخل العائلة كما كانت الحال بخصوص سارة ابنة رعوئيل (طوبيّا 6: 12).        

نجد عددًا كثيرًا من الزِّيجات من بنات غريبات عن القبيلة، فعيسو تزوّج بامرأتين من الحثِّيين (تك 26: 34) ويوسف من مصرية (تك 41: 45) وموسى من مدينيّة ( خر 2: 21)، وكنَّتا نعومي كانتا من الموآبيّات (را 1: 4) ومن بين نساء داود نجد امرأة كالبية وأخرى أرامية (2 صم 3: 3)، أمّا سليمان فأحبّ نساء غريبات كثيرات مع ابنة فرعون، من الموآبيّات والعمونيّات والأدوميّات والصيدونيّات والحثّيات (1 مل 11: 1)، وآحاب بدوره تزوّج من إيزابل إبنة أتبَعْل ملك الصيدونيِّين   (1 مل 16: 31)، كما نجد في المقابل بنات إسرائيليات تزوّجن غرباء، فبتشابع تزوّجت حثّيًا (2 صم 11: 3) وتزوّجت والدة صانع النحاس حيرام رجلاً من صور (1 مل 7: 13-14). بعد العودة من المنفى اتّخذ عزرا ونحميا تدابير قاسية في هذا الموضوع[34].

2 ـ الخطوبة        

ـ الخطوبة هي الوعد بالزّواج وهي تتمّ قبل الاحتفال به بزمن قصير أو طويل. للتعبير عن الخطوبة كان يُستعمل الفعل[35]. كان الخطيب يبحث مع أهل خطيبته في موضوع المهر وقيمته، وكان عليه أن يسدِّد القيمة خلال الخطوبة، وغالبًا ما كان يسدَّد نقدًا.

         ـ للخِطبة جميع امتيازات الزّواج ما عدا المساكنة، إنّها توازي كَتبَ الكتاب عند المسلمين. فإذا حدث أن اتُّهِمَت الخطيبة بالزنى يؤتى بها إلى الكاهن لتخضع لامتحان الماء المرّ كما تخضع له المرأة المتزوّجة. فيَهدُل الكاهن شعرَها ويأخذ ماءً مقدَّسًا في وعاء خزف، ويأخذ من الغبار الذي في أرض الهيكل ويُلقيه في الماء ويحلِّف الفتاة ويكتب اللعنات التي ستصيبها إن كانت خاطئة وأنكرت خطيئتها، ويمحو الورقة التي كُتبت عليها اللعنات ويُشربها إيّاه. فإن سقط الجنين بعد ذلك تُرجم الخطيبة (أو المرأة) الزانية (عد 5: 11-31). لا نجد في المقابل أيّ امتحان للرجل الزاني يشبه امتحان الماء المرّ للمرأة.

         ـ من جهة أخرى، إذا أراد خطيب فسخ خطوبته، عليه أن يكتب لخطيبته كتاب طلاق. أمّا إن مات قبل الزّواج فتعدّ خطيبته أرملة، وإن حملت منه قبل الزّواج يكون المولود شرعيًا.

3 ـ الاحتفال بالزّواج

         ـ في العهد القديم، لم يكن للزواج أيّ طابع دينيّ، وتاليًا كان يُعتَبر كعقد مدنيّ. لن يأخذ الزّواج طابعه الدينيّ إلاّ بعدما راح الأنبياء يتكلّمون على العهد الرمزيّ بين الله وشعبه “…أقسمتُ لكِ ودخلتُ معكِ في عهدٍ، يقول السيد الرب، فصرتِ لي” (حز 16: 8).

         ـ لا نجد في العهد القديم أيّ تلميح إلى عقد خطّي للزّواج باستثناء مرة واحدة: ثمّ دعا (رعوئيل) أمّها (أمّ سارة ابنته) وطلب إليها أن تأتي بصحيفة وكتب فيها عقد الزّواج، زافًّا إيّاها (إبنته سارة) إمرأة له (لطوبيا الابن) ( طوبيا 7: 13).

         ـ من الملاحَظ أنّه لا يُطلب من المرأة أيُّ تصريح خلال عقد الزّواج، وفي طوبيا 7: 11 نجد رعوئيل والد سارة يتكلّم مع طوبيا بشأن ابنته التي طلبها للزواج: “…إنّها مزفوفة إليك بحسب حكم كتاب موسى، فالسماء حكمت بأن تُزفَّ إليك…”.

         ـ كانت العروس تقدَّم إلى عريسها محتجِبة، وهذا ما دفع بلابان أن يستبدل راحيل بليئة (تك 29: 23-25).

         ـ تُقام الأعراس بصورة عامّة في فصل الخريف. فبعد الحصاد وجني الأثمار، تمتلئ الجيوب وترتاح العقول.

         ـ عادةً، المرأة التي تتزوّج تترك أهلها لتسكن مع زوجها[36]. لكن هناك زيجات عدّة لا تُتّبع فيها هذه القاعدة[37].

4 ـ في الطلاق

         ـ كان يحقّ للرجل أن يصرف امرأته “لأمرٍ غير لائق وجده فيها” (تث 24: 1). فالتعبير، كما نلاحظ، غير دقيق، ولهذا السبب اختلف الربّانيون في تفسيره؛ فمدرسة شمّاي المتشدّدة لم تكن تقبل لصرف المرأة الاّ سبب الزنى أو سوء السيرة، في حين أنّ مدرسة هِلَّل المتساهلة كانت تكتفي بأقلِّ الأسباب، حتى التّافه منها: فيُدرَج في علل الطلاق خروج المرأة من دون حجاب، أو ظهور ثؤلل (حبّة) في وجهها وإن بغير شعر، أو أن تُخفق الزوجة في طهي طبقٍ ما، أو أن تحترق الطبخة بسببها. وفي وقت لاحق ، سمح رابي عقيبة للرجل أن يطلّق امرأته إن لم تعد تروقه أو عَثَر على أصلح منها، أو يكفي أنّه أُعجب بامرأة أخرى، وفي السياق عينه يقول يشوع بن سيراخ للزوج عن امرأته: “إن لم تَسلُك بحسب أمركَ فافصلها عن جسدك” (سير 25: 24).

         ـ كانت إجراءات الصرف سهلة: يقول الزوج بيانًا (تصريحًا) معاكسًا لما قاله في عقد الزّواج: “إنّها ليست امرأتي ولا أنا زوجها” (هو 2: 4).

         ـ لا تعطي الشريعة المرأة اليهوديّة حقّ طلب الطلاق.

         ـ في حين أنّ عقد الزّواج الخطّي ذُكِر مرة واحدة في العهد القديم، في المقابل، كان الطلاق يتمّ خطيًّا، فيَكتب الرجل لامرأته التي لم تنل حظوة في عينيه كتاب طلاق ويسلّمها إيّاه ويصرفها من بيته (تث 24: 1)[38] وهذا الكتاب كان يجيز لها أن تتزوج ثانية (تث 24 : 2).

         ـ كانت الكتب الحكمية تمدح الأمانة الزوجية[39]، ولكن علينا أن ننتظر العهد الجديد حيث يعلن يسوع عدم انحلال الزّواج (مت 5: 31-32؛ 19: 1-9).

5 ـ قانون السِّلفة Le lévirat ou le devoir de rachat))       

تكون بعض الزيجات محكومًا عليها بمقتضى ضرورة استدامة السلالة، ومنها إلزام الأرملة التي لا أطفال لها بالقريب الأقرب[40]. هذه الشريعة تحمي الذي مات من دون ذريّة، فيُفرَض على الشقيق أن يتزوّج امرأة أخيه المتوفّى بلا ذرّية (تث 25: 5-10)، والولد الأول من هذا الزّواج يعتبر شرعيًّا ابن المتوفّى. وفي حال انتفاء أشقّاء للمتوفّى فعلى الذَّكَر الأقرب له أن يقوم بالدور عينه (راعوت 2: 20؛ 3: 12).

6 ـ دور البتولية

         ـ في إطار نموّ شعب الله وتكاثره، كانت البتوليّة تعادل العقم، وكان العقم يُعتبر ذلاً وعارًا[41]. وفي سبيل محاربته[42]، كانوا يلجأون إلى التبنّي من طريق الحيلة المقبولة شرعًا إذ ذاك، والقائمة على جعل الجارية تلد على ركبتَيْ سيِّدتها، بحيث تَعتَبر هذه الأخيرة الابن الخاصّ بها مولودًا لزوجها[43].

         ـ إلاّ أنّ البتولية السابقة للزواج كانت مقدّرة كلّ التقدير[44]. إلى جانب هذا التيار الرئيسي، توجد حالات منفردة يكون العفاف فيها اختياريًّا. فإرميا، بأمر من الله، يُضطّر لأن يزهد في الزّواج (إر 16: 2) إلاّ أنّه ينبغي بذلك أن يُعلِن، بعمل رمزيّ كهذا، وقوع عقاب على إسرائيل سيُذبح فيه عدد من النساء والأطفال (16: 3-5، 10-13). ويعيش الأسينيّون حياة العفاف، ولكن بِداعٍ خاصّ من الطهارة الشرعيّة[45].

ثالثًا ـ ترميم صورة الزّواج مع الأنبياء والمسيح

ـ قبل التكلّم على ترميم صورة الزّواج مع الأنبياء والمسيح، لا بدّ من إدراج بعض الأفكار المتعلّقة بسفر نشيد الأناشيد، هذا السفر النموذج الذي يتكلّم على الحبّ، بل لا يتكلّم إلاّ على الحب. إنّه كناية عن حوارات شعرية بين حبيبين، سفر جريء بأدبه الغزليّ الإباحيّ، لكنّه يشكِّل ثورةً إصلاحيّة وانتفاضة جذرية لإنعاش مفهوم الحبّ الذي عبثَتْ به الانحرافات والتشوّهات فغيّرت أعمق معانيه. فمع نشيد الأناشيد بُعثت من جديد فكرةُ السعادة النابعة من لقاء الحبيبين ليقول إنّ الحبّ بين الرجل والمرأة هو الغاية في ذاته. لقد أعاد نشيد الأناشيد صورةَ الحب الأوّل إلى بهائها الأوّل من خلال تشديده على:

أ) وحدة الحبيب والحبيبة: وضعَ نشيدُ الأناشيد حدًّا لتعدّد الزوجات والسراري، هذه العادة التي كادت تُطبِق بشباكها على الجميع، بمن فيهم الآباء والملوك.

تجلّت هذه الوحدة من خلال المفردات التي يُطلقها كلٌّ من الحبيبين على الآخر والتي تعبّر عن فرادة مَن يعشقه قلبُه: فالحبيب يدعو حبيبته بالخليلة[46] ، والعروس[47]، واليمامة[48]، والسوسنة (2: 2)، وبنت الأمير (7: 2)، وبدورها تدعو الحبيبة حبيبَها بالخليل (5: 16)، والحبيب[49]، والظبي، وشادن الظبية[50].

ب) ديمومة الحب: بعد أن انحدر مفهوم الحبّ إلى درجات متدنيّة فصار سلعة بخسة أجازت لأيِّ رجل أن يمتلك أكثر من امرأة، جاء نشيد الأناشيد ووضع حدًّا للطلاق والبغاء ونصّب الحب على عرش الديمومة، “فالحبّ كالموت قويّ” (8: 6) وتاليًا لا يتوانى الحبيب عن ترداد: “حبيبي لي وأنا لحبيبي” (2: 16؛ 6: 3).

ج) مساواة الرجل بالمرأة: أثبت نشيد الأناشيد مساواةَ الرجل بالمرأة، بحيث أصبح كلٌّ منهما يتوق إلى لقاء الحبيب بكلّ جوارحه وعواطفه وحنانه، وتاليًا أعطى المرأة الحقّ كما للرجل أن تبحثَ عن حبيبها بعد أن كان الرجل يبحث عنها ليُضيفها إلى ممتلكاته.

د) أعاد نشيد الأناشيد الرجل والمرأة إلى الصفحة الأولى من سفر التكوين، فذكّرهما أنّ الحب عطيّة من الله، ولا يمكنهما أن يعيشا هذا الحب بصفاء وشفافية إلاّ إذا وضعا نصب أعينهما أنّه هدية الخالق لهما وأنّ حبّهما ليس غريبًا عن حب الله بل هو قبسٌ منه.

         ـ مع الأنبياء ستبدأ ملامح الزّواج الكامل ترتسم، إذ سيشبِّهون علاقة الله بشعبه بالزّواج. إنّه العهد الذي يجمع الإنسان بالله برباط حبٍ أمين، إنّه الزّواج غير القابل للفسخ[51]. فاسم “عريس” هو أحد الأسماء التي اتّخذها الله لنفسه والتي تصدر عن محبته لخليقته (لأنّ زوجَكِ هو صانعُكِ، إش 54: 5). الله العريس يحبّ عروسه حبًا مجانيًا وأمينًا حتى في خيانتها له لينتهي بأن يحوّلَ الخائنة الى عروس بكر[52].

         ـ في العهد الجديد ستنجلي المعطيات الزوجيّة كلّها مع المسيح الذي سيَهَب ذاته لعروسه الكنيسة ويبذلها في سبيلها. يسوع المسيح هو الذي عاش مشهد تك 1 و 2 بزخمه الكامل، هو الذي أصلح الخطأ الذي لَحِقَ بالبشرية نتيجة السقطة الأولى. هو العريس الذي شهد له يوحنا السابق (يو 3: 29)، والذي خرجت من جنبه الكنيسة عروسُه ممثّلة بالماء والدم[53]، هو الذي باتّحاده بها سيولد المؤمنون الذين بدورهم ينتظرون بفرح وتسبيح عرس الحمل الذي أسعدهم الله بدعوتهم إليه (رؤيا 19: 7-9).

الخاتمــة

          ـ إذا كان المعنى الحرفيّ للزواج هو “اتّحاد الرجل بالمرأة”، فالمعنى الكامل هو “أن يصيرا جسدًا واحدًا”. من هنا قول أحد المفكّرين: “الحبّ لا يعني أن ينظر الحبيبان الواحد إلى الآخر بل أن ينظرا سوية في الاتّجاه نفسه”.

         ـ أمّا بالنسبة إلى موضوع إنجاب البنين فلا يعني التكاثر أو ربّما تخليد الذِكر، بل يهدف أولاً إلى مساعدة الله في الخلق وإلى أن يحقِّق الإنسان ذاتَه بصفته كائنًا خلاّقًا على مثال خالقه.

         ـ مع المسيح يسوع نحن أمام إعادة خلق re-création، إنّها انطلاقة جديدة إلى الحياة؛ إنّها اكتشاف الحياة بمنظار مزدوج. فبعد أن كان الربّانيّون يعلّمون أنّ الرجل وحده خُلق على صورة الله، بينما المرأة تشكّل أيقونة الرجل، جاء يسوع وأحيا القاعدة الجديدة القديمة: لقد قام بثورة فساوى المرأة بالرجل من حيث الحقوق والواجبات، ومذّاك لم يعد هناك من يهودي ولا يونانيّ ولا عبد ولا حرّ ولا ذكر ولا أنثى، إذ أصبح الجميع واحدًا في المسيح يسوع ( راجع غل 3: 28).

 

[1] راجع : تك 2: 24؛ يُثبِّت يسوع هذا السرّ (مت 19: 4-8)، ويذكِّر بولس الزوجين بأنّ اتّحادهما إنّما هو آية تكشف عن حقيقة تعطي حبّهما بُعدًا روحيًّا لا يقدَّر: إنّ اتحادهما هو علامة اتحاد المسيح بكنيسته (أف 5: 22-33).

[2] قابل كلمة “بإزائه” مع يوحنا 1: 1، والكلمة كان لدى (=بإزاء) الله والكلمة هو الله.

[3] لن تُستعاد الصداقة بين الإنسان والله إلاّ بالفداء الذي حقّقه المسيح. فبيسوع وبعمله الخلاصيّ، أُصلح كلُ شيء، وأُعيد تنظيمه إلى حالته الأولى ما قبل الخطيئة، إذ ردّ نظام الزّواج إلى ذلك الكمال الأصليّ الذي كانت الخطيئة الأصلية قد شوّهته.

[4] راجع : تك 20: 3؛ لا 21: 4؛ تث 15: 2؛ 22: 2؛ إلخ.

[5] راجع : خر 21: 22؛ راجع 2صم 11: 26؛ أم 12: 4؛ تك 20: 3؛ تث 22: 22.

[6] كما هو الأمر في تث 21: 13؛ 24: 1 “تدخلُ عليها وتكون لها زوجًا وهي تكون لكَ إمرأة”.

[7] “فضحكت سارة في نفسها قائلةً: أبَعدَ هرمي أعرفُ اللّذة، وسيّدي قد شاخ؟” (تك 18: 12).

[8] “وعند المساء أخذ (لابان) ابنته ليئة فزفّها إلى يعقوب” (تك 29: 23)؛ وهناك مثلٌ آخَر بشأن رعوئيل الذي زوّج ابنته سارة الى طوبيا (راجع طو 6: 13).

[9] من هنا التحية التقليدية التي توجّه لعروس شابة: “أنتِ أختنا، كوني ألوف ربوات” (تك 24: 60؛ راجع راعوت 4: 11-12).

[10] راجع : قض 8: 30؛ 12: 8؛ 2مل 10: 1.

[11] 1صم 1: 2؛ تث 21: 15.

[12] تك 16: 2؛ 30: 3؛ خر 21: 7-11؛ قض 19: 1؛ تث 21: 10-14.

[13] كان له (لسليمان) سبعمئة زوجة، وثلاثمئة سُرِّيَّة (concubines)، فأزاغت نساؤه قلبَه (1مل 11: 3)؛ “وتشدّدَ أبيّا وتزوّج أربع عشرة امرأة…” (2أخ 13: 21).

[14] راجع : أمثال 5: 15-20؛ 18: 22؛ 19: 13؛ جامعة 9: 9؛ سيراخ 25: 13-26: 18.

[15] سارة وهاجر: تك 16: 4-5؛ حنّة وفننّة: 1صم 1:6.

[16] يعقوب كان يحبّ راحيل أكثر من ليئة (تك 29: 30-31)، وألقانة كان يحب حنّة أكثر من فننّة (1صم 1: 5).

[17] راجع : عد 27: 1-11؛ 36: 8؛ أي 42: 15.

[18] لهذا السبب دهش تلاميذ يسوع حين رأوه يكلِّم السامرية (يو 4: 27).

[19] لأنّ المرأة تكون نجسة أحيانًا بسبب الطمث الشهريّ.

[20] فلا يُدان الرجل لمجامعته النساء على باب خيمة الموعد (را 1صم 2: 22)، كما إنّه لا يُدان إذا كانت له نساء عديدات وسرارٍ بلغ عددهنّ المئات، في بعض الأحيان (را 2 صم 5: 13؛ 19: 6؛ 2أخ 11: 21).

[21] راجع : خر 20: 14؛ تث 5: 18؛ إر 7: 9؛ ملا 3: 5.

[22] راجع : أي 31: 9؛ سير 9: 5، 8، 9؛ 41: 22-24.

[23] الانحرافات تُترجَم بالعلاقات الجنسيّة الملتبسة. في قائمة كتاب اللاّويين (20: 10-21) يُدان الفسق (راجع تث 22: 23-29)، والاتّصال بالمرأة في أثناء دورة حياتها والزنى (راجع تث 5: 18؛ 22: 22)، كما تُدان الشهوة (خر 20: 17؛ أم 2: 16؛ 6: 25؛ 7: 55-57؛ سير 9:9)، ومجامعة الحيوان (راجع تث 22: 18 )، واللّواط (راجع تك 28: 20؛ 19: 5). وتُحذِّر آداب الحكمة من الأخطار المتمثّلة في الدعارة (أم 23: 27؛ سير 9: 3-4؛ 19: 2).

[24] راجع : أمثال 5: 15-19؛ ملا 2: 14-15.

[25] راجع : أمثال 23: 27؛ سيراخ 9: 3، 6.

[26] أرسل ابراهيم خادمه ليختار زوجة لابنه إسحق، فاتّفق خادم ابراهيم ولابان شقيق رفقة على زواج لإسحق ورفقة قبل معرفة العروسين بذلك (تك 24: 33-53)، ومن بعد ذلك استدعيا الفتاة ليسألاها رأيها 24: 57-58. راجع أيضًا هاجر التي اختارت امرأة لابنها اسماعيل (تك 21: 21) كذلك تك 38: 6.

[27] أرسل إسحق ابنه يعقوب ليتزوّج إحدى قريباته (تك 28: 1-2)، راجع أيضًا قض 14: 2-3؛ تك 28: 8-9؛ يش 15: 16؛ 1 صم 18: 17، 19، 21، 27؛ 25: 44؛ طوبيّا 7: 9-12.

[28] راجع : تك 34: 12؛ خر 22: 15-16.

[29] راجع : تك 34: 12؛ خر 22: 16: 1 صم 18: 25.

[30] يزن المثقال 11،4 غرامًا من الذهب أو من الفضة.

[31] كما في حال زواج يعقوب من ليئة وراحيل ابنتي لابان (تـك 29: 15-30).

[32] كما في حال زواج داود وميكال ابنة شاول، حيث طلب الملك شاول من داود مئة قلفة من الفلسطينيين عوض المهر (1 صم 18: 25-27)؛ وزواج عُتنيئيل من ابنة كالب مقابل أن يضرب عُتنيئيل قِرية سِفر ( يش 15: 16؛ قض 1: 12).

[33] علينا التمييز بين المهر وشراء الفتاة: إذ كان بالإمكان أن يبيع الوالد ابنته بمثابة أمة، فإذا لم تُعجِب سيّدَها الذي أخذها لنفسه، فليَدَعْها تُفتدى، وليس له أن يبيعها لقومٍ غرباء… (راجع خر 21: 7-11).

[34] راجع عز 9-10؛ نح 10: 31؛ 13: 23-27.

[35] راجع خر 22: 15؛ تث 20: 7؛ 22: 23، 25، 27، 28؛ 28: 30؛ 2 صم 3: 14؛ هو 2: 21، 22.

[36] مثلاً رفقة (تك 24: 58-59).

[37] ليئة وراحيل تبقيان عند أبيهما مدّة طويلة (تك 31: 26، 43)؛ سِرّيّة جدعون تظلّ تسكن في شَكيم (قض 8: 31)؛ إمرأة شمشون تسكن مع أهلها في تِمنة (قض 14: 8ي؛ 15: 1-2).

[38] راجع أيضًا تث 24: 3؛ أش 50: 1؛ إر 3: 8.

[39] راجع أم 5: 15-19؛ جا 9: 9؛ ملا 2: 14-16.

[40] راجع تث 25: 5-10؛ تك 38: 7-9؛ را 2: 20.

[41] راجع تك 30: 23؛ 1صم 1: 11.

[42] إذا كان العقم يعني في الدرجة الأولى عدم إنجاب البنين والبنات، فمعناه المتضمّن أنّه لا نفع للإنسان الذي لا يُنجب ولا قيمة له.

[43] سارة (تك 11 : 30؛ 16: 1) ورفقة (تك  25: 21)؛ وراحيل (29: 31) كنّ عاقرات قبل أن تُعطى لهنّ ذرّية (راجع أيضًا تك 15: 2-5؛ 16: 2؛ 30: 3-6، 9-13؛ إلخ).

[44] راجع تك 24: 16؛ قض 19: 24.

[45] في المسيحية لا توازي البتوليّة العقم على الإطلاق: فالرجال والنساء الذين يُدعون الى البتولية هم مدعوون إلى إنجاب البنين والبنات الروحيّين، تمامًا كقول بولس الرسول : “يا بنيّ الذين أتمخّض بهم ليلد فيهم المسيح” (غل 4: 19).

[46] نش 1: 9؛ 2: 2؛ 4: 1، 7؛ 5: 2؛ 6: 4.

[47] نش 4: 8، 9، 10، 11، 12؛ 5: 1.

[48] نش 2: 14؛ 6: 9.

[49] نش 1 : 7، 13، 14، 16؛ 2: 3، 8، 9، 10، 17؛ 4: 16؛ 5: 2، 4، 5، 6، 8، 9، 16؛ 6: 1، 3؛ 7: 10، 11، 14؛ 8: 5، 14.

[50] نش 2: 9، 17؛ 8: 14.

[51] “وأخطبُكِ لي للأبد، أخطبُكِ بالبرّ والحق والرأفة والمراحم وأخطبُكِ لي بالأمانة، فتعرفين الرب” (هو 2: 21-22)؛ كذلك ” أحببتُكِ حبًا أبديًا فلذلك اجتذبتُكِ برحمة” (إر 31: 3)؛ راجع أيضًا إش 54: 5-6.

[52] “أُسرُّ سرورًا في الرب وتبتهج نفسي في إلهي لأنّه ألبسني ثياب الخلاص وشمِلَني برداء البرّ” (إش 61: 10)؛ راجع أيضًا 62: 4-5).

[53] راجع  يو 19: 34؛ 1يو 5: 6.