في الرابع من تشرين الأول سنة 1753، عاد الخوري مخايل فاضل من عكا، وحطَّ رحاله في بيروت، وذلك بأمر من البطريرك سمعان عواد من أجل ترتيب أمور الموارنة في بيروت والسعي لتشييد كنيسة لهم. وأنهى الخوري مخايل فاضل بناء كنيسة مار جرجس سنة 1755.

وعندما أصبح مطرانًا على بيروت، رمّم هذه الكنيسة وتوابعها، وذلك بسعْيٍ من الشيخ منصور ادّه وأخيه الشيخ بطرس، وبمعاونة الموارنة في المدينة. واستمرَّت هذه الكنيسة الكاتدرائية المارونية في بيروت حتى سنة 1894. وعندما تسلَّم المطران طوبيا عون مقاليد أبرشية بيروت سنة 1845، رمَّم كنيسة مار جرجس وأعلى فوق سقفها قبَّة ووضع فيها جرسًا، ولم يبقَ أثرٌ لتلك الكنيسة سوى صليب التطواف، وقد حُفر عليه: «وقف القديس جاورجيوس الماروني في بيروت سنة 1847».

وقام المطران طوبيا عون في عهد أسقفيَّته بشراء الأرض التي قامت عليها الكاتدرائية الحالية، وهي ليست بعيدة عن الكنيسة القديمة، وقد بنى الأقبية الكبيرة تحت كل مبنى الكاتدرائية والتي أصبحت فيما بعد أسواق ومحلات تجاريَّة. وإلى الجهة الشمالية الشرقية من هذه الأقبية، بنى المطران طوبيا عون الطبقة الأولى من قلّايته التي كان لها مدخل شرقي وعلى يمين الداخل غرفة كرَّسها ليقيم فيها القداس أيام الأسبوع.

شرع المطران يوسف الدبس في عهده سنة 1884، ببناء كنيسة مار جرجس الكاتدرائية لأن الكنيسة القديمة كانت قد أمست تضيق على أبناء الطائفة. فبدأ بإنشاء هذه الكنيسة حذاء القلاية مسكن الأسقفيَّة. وكان المطران الدبس قد صوَّر كنيسة مريم الكبرى بكل أجزائها، فجعل الكنيسة على هيئتها ما أمكن، بجهود الخبير الإيطالي في هيئات الكنائس ونقوشها، جوزف ماجيوري، ودشَّنها المطران يوسف الدبس سنة 1894 بإقامة القداس الأول فيها في أحد الشعانين.