حفل تخرّج طلاب مدرسة الحكمة فرع مار يوحنا – برازيليا، بعبدا ٢٠٢٤

برعاية وحضور راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة ووليّ الحكمة المطران بولس عبد الساتر، احتفلت مدرسة الحكمة فرع مار يوحنا – برازيليا في بعبدا، بتخرّج تلامذتها في مسرح المدرسة، بحضور رئيسها الخوري جاد شلوق، ومرشدها الخوري إميل الرامي، وعدد من الكهنة والراهبات، ورئيس جامعة الحكمة البروفسور جورج نعمة، ورئيس بلديّة بعبدا أنطوان الحلو، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، والأهلين، ورابطة القدامى والكشافة.
وفي كلمته، توجّه صاحب السيادة إلى عائلة المدرسة بالقول: “في هذا الزمن الذي نعيش فيه القلق من الغد، ها نحن نلتقي في حفل تخرّج شباب وشابات من عندنا لا يزالون يؤمنون بأن المستقبل تصنعه أنت ولا يُفرض عليك، ويسعون خلف المعرفة، ويثقون بقدرة الإنسان على تغيير وجه العالم، ويرغبون في بناء مجتمع ووطن يعيشون فيه بكرامة وبحرية القول والعمل.
أحبائي المتخرّجين والمتخرّجات، عملتم وتعبتم وبلغتم ونجحتم. هنيئًا لكم ولوالديكم ما بلغتم إليه من علم وتهذيب وفرادة. حتمًا ستتمكنون من فتح أبواب النجاح أمامكم وستبنون لكم حياة أفضل لا بالرفاهية والقدرة على الشراء والسلطة على الآخرين بل بالإنسانيَّة واحترام البيئة والخدمة بمجانية.
أشكر والديكم على ثقتهم بمدرسة الحكمة فرع مار يوحنا المعمدان وبإدارتها وبهيئتيها الإداريّة والتعليميّة. وأشكركم أنتم أيّها المتخرّجون والمتخرّجات على ما أنجزتم بين حيطان مدرستكم وعلى الأثر الطيّب الذي ستتركونه في ذاكرتها. كنتم محطّ حبّ واهتمام مَن رافقوكم في مسيرتكم التربويّة واعتنوا بكم، وستكونون أيضًا سبب افتخارهم واعتزازهم.
أشكر الأب الرئيس مع من يعاونونه من آباء ومن أفراد الهيئتين التعليميّة والإداريّة على أدائهم وتضحياتهم ومتابعتهم لكلّ طالب وطالبة مهما صغر سنّه أو ازدادت حاجته. إنّ أسماءكم حُفرت في صدور من يتركون المدرسة في هذا المساء ليكملوا مسيرة نموّهم وتطوّرهم.
أيّها المتخرّجون والمتخرّجات الأعزاء،
لبنان يحتاج إلى شباب يلتزم قضيّة الحريّة والعدل والاستقامة والإصلاح.
لبنان يحتاج إلى شباب ذات مبادىء وقِيَم ينفضون عنه غبار الحرب والتعصّب ويواجهون ذهنيّة الفرديّة والاستهلاكيّة والربح الآني والسريع ولو على حساب الآخرين.
لبنان يحتاج إلى شباب يكونون صوتًا صارخًا، كما شفيع مدرستكم مار يوحنا المعمدان، في وجه الظلم والتسلّط واستغلال الإنسان.
لبنان يحتاج إلى شباب يؤمن بالله ويصلّي ويستنير بكلمة الله حتى يبقى أرض قداسة وأرض القديسين.
وأخيرًا، ومن على هذا المنبر ومن هذا الصرح التربوي العريق، أنادي أركان الدولة ورؤساء الأحزاب بألّا يستقيلوا من مسؤوليّاتهم تجاه الأجيال الصاعدة بحجّة نقص في المال أو بحجّة أنَّ هناك قضايا أهمّ، وأن يعملوا ليل نهار ليحافظوا على المدرسة الخاصّة والرسميّة فيكون العلم للجميع. ليتنبهوا إلى أنّ الشعب الجاهل يدمّر الوطن وأيّ قيمة تبقى للحاكم من دون شعب ومن دون وطن”.
من جهته، ألقى الأب الرئيس كلمة جاء فيها: “صاحب السيادة، باركتموننا بوجودكم بيننا كأب يسهر على بناته وأبنائه، ويراهم اليوم يتوّجون مسيرتهم المدرسيّة. إنّ حضوركم غالٍ علينا وهو دلالة على مدى اهتمامكم بالتربية وبأهميّة تأمين تعليم ذات جودة بما يتماشى مع رسالة مدارس الحكمة التي أنتم وليّها. صاحب السيادة، نتشرّف باستقبالكم وأنتم سيّد البيت!
وأحيّي أيضًا أعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، الذين على مرّ السنين صرنا نقدّر أكثر جهودهم وجهوزيّتهم وحضورهم وطريقة تربيتهم. وفي هذا الوقت، نتوجّه إليهم جميعًا بالشكر العميق. لقد علّمونا ماذا تعني كلمة “رسالة”. وأودّ أيضًا أن أتقدّم بالشكر من أولياء خرّيجينا.
أهلنا الأعزاء، لقد لعبتم دورًا أساسيًا في مسيرة أولادكم، من خلال دعمكم وتشجيعكم وإلهامكم لهم ليعطوا أفضل ما لديهم. إنّ حبّكم وتوجيهاتكم ودعمكم غير المشروط، شكلوا الركائز التي استندوا إليها ليبنوا عليها مسيرتهم حتى بلغوا هذه اللحظة.
أعزائي دفعة KEDRA،
إن اختياركم هذا الاسم لدفعتكم، يذكّرنا بمعنى الأرزة، رمز القوة والصمود؛ فالأرزة هي الشجرة المتجذرة في ثقافتنا وإيماننا.
إننا نعيش في عالم يتغير باستمرار، عالم مليء بالتحديات من جهة، والفرص من جهة أخرى. واليوم، أيّها الطلاب الأعزاء، بينما تستعدون للعبور إلى مرحلة جديدة في حياتكم في هذا العالم، تذكروا القيم التي أرشدتكم حتى الآن والتي ستستمر في إنارة دربكم.
رأس الأرزة مرفوع دائمًا نحو السماء وجذورها عميقة في الأرض. كالأرزة، أبقوا رؤوسكم مرفوعة نحو السماء لتسبيح الرب والتعبد له والتأمل فيه ولشكره في لحظات الفرح والشك والمِحَن. كونوا دائما مؤمنين بالله! ثقوا به، وثقوا أيضًا بقدراتكم وبالمواهب التي زرعها في داخلكم. منه تأخذون دومًا الروح، منبع حياتكم. ومع رؤوسكم المرفوعة نحو السماء، لا تنسوا أن تطلبوا أنواره، ومشورته، وقبل كلّ شيء الحدس في قلوبكم وفي جذوركم.
تذكروا إذًا جذوركم حيث زُرعتم وثُبتم. كونوا دائمًا مخلصين وممتنين لكل من رافقوكم ولو في جزء من الطريق، وللذين مدوا إليكم يدهم، وبالأكثر للذين أعطوكم قلبهم!
وإذا تأملتم في أرزات لبنان العظيمة، ترونها تنمو وتتمدد على الرغم من العقبات وتقلبات الطبيعة وشر البشر. كونوا مثل أرز لبنان، واستمروا في الإيمان والنمو، وتعلموا كما نقول في صلاتنا الكشفية: العطاء بلا حساب، والنضال لا خوف من الجراح. كونوا أسخياء، مثل الأرزة، واستقبلوا دائمًا في ظلال أغصانكم الأشخاص الأكثر ضعفًا وتعبًا وحرمانًا. تذكروا دائمًا أن تتعاملوا بمحبّة حتى مع أولئك الذين لا يستحقون محبّتكم، فبذلك يعرفكم الناس أنكم أبناء وبنات مدرسة الحكمة، أبناء وبنات أبينا السماوي. كونوا حاملي سلام ووفاق في عالم يحتاج إلى هذين العنصرين بشدة.
مثل الأرز الشامخ، تواضعوا وانموا في الخفاء بضنت من دون ضجيج، وأنجزوا من دون التبجح بما تفعلون. دعوا من ينظر إليكم من بعيد يرى ما تفعلون وما أنتم عليه!
وفي الختام، أستشهد بشفيع مدرستنا القدّيس يوحنا المعمدان لأقول لكم: في عالم يعاني أحيانًا من الظلم والأكاذيب والفساد، ابقوا ثابتين في النزاهة. دعوا المحبّة والأمانة للحقيقة تقود أفعالكم، فتكونوا مثالًا ومصدر إلهام للآخرين.
ليبارككم الله ويسدد خطاكم. مبروك لكم جميعًا، وليكن مستقبلكم بصلابة ومهابة أرز لبنان!
أمّا مسؤولة القسم الثانوي السيّدة رانيا خويري، فتوجّهت إلى الخريجين والخريجات قائلةً: “نجتمع اليوم معًا للاحتفال بنجاحكم وببدء فصل جديد في حياتكم. أنتم، مثل الأرزة التي تشمخ بين الأشجار، نموتم بالقوّة والحكمة طوال رحلتكم المدرسية.
واليوم، وأنتم تتسلمون شهاداتكم، تبلغون قمة الجبل الذي تسلقتموه بكل عناد. إنّها لحظة افتخار وفرح وربما دموع، لأنّها لحظة نهاية فصل وبداية رحلة جديدة. لا تنسوا أبدًا الجذور التي غذتكم، والتعاليم التي جعلتكم ما أنتم عليه، والأشخاص الذين آمنوا بكم. مبروك أيّها الخريجون والخريجات الأعزاء. أنتم على استعداد لتغلبوا العالم بقلوبكم المليئة بالأمل وعقولكم المليئة بالشجاعة”.
حفل التخرّج الذي حمل إسم KEDRA أي الأرزة في اللغة الروسيّة، تخلّلته كلمات الطلاب باللغات العربيّة والفرنسيّة والانكليزيّة، كما وقفات فنيّة من إعداد الخريجين والخريجات بالإضافة إلى القَسَم وتمرير الشعلة إلى دفعة العام المقبل.

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Ut elit tellus, luctus nec ullamcorper mattis, pulvinar dapibus leo.