أحد العنصرة – حلول الروح القدس على التلاميذ

القراءات:

أعمال الرسل ٢: ١-٢١ ؛ يوحنّا ١٤: ١٥-٢٠ 

“وفي تمام اليوم الخمسين…” (أع ٢: ١) تحتفل الكنيسة اليوم بعيد العنصرة، عيد حلول الروح القدس على الرسل في العلّيّة، هذا الروح الّذي كان الربّ يسوع قد وعدهم به قبل أن يعبُرَ إلى الآب: “أنا أسأل الآب فيعطيَكم برقليطًا آخرَ مؤيّدًا يكون معكم إلى الأبد” (يو 14: 16). ولكن ما معنى عبارة “البرقليط” الّتي أراد بها يسوع أن يعرّف عن الروح الّذي كان الرسل مزمعين أن يقبلوه؟

في بشارة الرسل

كلمة “برقليط” يونانيّة الأصل، ولا يمكن بالحقيقة اختزال معانيها المتعدّدة بكلمةٍ واحدة؛ فالروح القدس هو في الوقت عينه المعزّي والمدافع والمشجِّع والمساعد والشفيع. هو الّذي سيعضد الرسل في شهادتهم، بخاصةٍ حين تشتدّ عليهم الأهوال والاضطهادات: “… وحين يسلمونكم، لا تهتمّوا كيف أو بماذا تتكلّمون (…) فلستم أنتم المتكلّمين، بل روح أبيكم هو المتكلّم فيكم” (متى ١٠: ١٩ – ٢٠). ونقرأ في كتاب أعمال الرسل أنّ الروح القدس كان يعطي الجرأة للرسل حتّى يشهدوا للإنجيل فتبلغ البشارة إلى أقاصي الأرض. ونقرأ أيضًا أنّ الروح كان يُفحم كلّ مقاومٍ لهذه البشارة لكيما يسطع جليًّا نور الحقيقة، أنْ لا خلاص إلّا بالمسيح يسوع.

في مسيرتي الشخصيّة

الروح القدس هو الّذي يعضُد ضعفي. في كلّ خطوّةٍ من مسيرتي مع المسيح، أتعرّضُ لسقطاتٍ شتّى. في تلك الهنيهة، أسمع في داخلي همساتٍ عذبةً تقول: “قُمْ، تشجَّع! الربّ يرأف بأوهانك ويدعوك إلى أن تتابع المسيرة حتّى المنتهى فالملء.” إنّه صوت الروح القدس فيّ، يعزّيني ويزرع في قرارة نفسي الثقة والطمأنينة أنّ هناك من يرافقني وأنّي لست متروكًا أتخبّطُ لوحدي. نعم! الروح القدس يعطيني أن أعاين ضعفي لكيما يستُرَهُ هو بوداعته، على عكس الشرّير الّذي يتهكّم بهذا الضعف، غايته أن يزرع فيّ الاحباط واليأس، على حدِّ نعت كاتب سفر الرؤيا له: “ذاك الّذي كان يشكو إخوتنا أمام إلهنا نهارًا وليلًا” (رؤ ١٢: ١٠).

هلمّوا يا إخوتي اليوم نجتمع مع بعضنا البعض ونُعَيِّد سويًّا هذا العيد الكبير، وليتذكّرْ كلٌّ منّا أنّه نال موهبة الروح يوم اعتماده، هذا الروح “الّذي لا يقدر العالم أن يقبله، لأنّه لا يراه” (يو ١٤: ١٧)، أمّا نحن فنراه ونعرفه لأنّه مقيمٌ عندنا وهو فينا. آمين.