الأحد السابع من زمن العنصرة – إرسال التلاميذ الاثنين والسبعين

القراءات:

٢ كورنتوس ٣: ١-٦؛ لوقا ١٠: ١-٧

وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه

تتأمّل الكنيسة المارونيّة في هذا الأحد بحدث “إرسال التلاميذ الإثنين والسّبعين” الّذين عيّنهم الرّب يسوع وأرسلهم “اثنين اثنين أمام وجهه إلى كلّ مدينة وموضع كان مزمعًا أن يذهب إليه” (آ١). والَّلافت هو أنَّ المسيح، وقبل ذهاب التّلاميذ للرّسالة، يُفْهِمهم بأنّ “الحصاد كثير والفعلة قليلون” ولكنّه يوضح لهم بأنّهم ليسوا أصحاب هذا المشروع، هم وسطاء ووكلاء، وعليهم أن “يطلبوا من ربّ الحصاد أن يُخرج فعلة إلى حصاده”. وعلى رُسل المسيح أن يكونوا:

١. حملانًا بين الذّئاب

إنّ المسيحيَّ المُرسل لا يُعلن الكلمة بقوّته الشّخصيّة، حتّى انه ليس بحاجة لاستخدام القوّة ليُعرِّف عن المسيح، لذلك نجد المسيح يدعوهم إلى أن يكونوا حملانًا لا ذئابا، خدّامًا لا أصحاب مناصب، كما يدعوهم إلى أن يقبلوا الاضطهاد لا أن يَضطهِدوا. وهذا ما يُؤكّده البابا فرنسيس في إرشاده الرّسولي حول الدّعوة إلى القداسة من خلال العنوان “اِفَرحوا وابتَهِجوا” (متى ٥، ١۲)، وهي دعوة موجَّهة للذين يُضطَّهدون ويُشتمون من أجل المسيح. كيف أتصرّف أنا المسيحي اليوم في زمن الاضطهاد؟ وهل لا يزال المسيح مصدر فرحي ورجائي؟

٢. رسل محبّة في عالم الاستهلاك

إنّ دور الرّسول ونجاحه هو الثّقة بمن يُرسله، وهذا الأمر يتطلّب تجرّدًا كاملًا. لذلك يوصينا المسيح بألَّا نحمل كيسًا ولا زادًا ولا حذاءً، وبألَّا نسلّم على أحد في الطّريق! لماذا هذه التّوصيات؟ يريد المسيح من خلال هذه التّوصيات أنْ يعلّمنا بأنّ دور الرّسول لا يقتصر على الأعمال الخيريّة. نعتبر أحيانًا بأنّ دورنا، وبخاصة في هذه الظّروف الصعبة، يقتصر على الأعمال الخيريّة، وننسى أنّه عندما قال المسيح في إنجيل متّى الفصل ٢٥ “كنت جائعًا فأطعمتموني…” لم يعرف هؤلاء أنّهم فعلوا ذلك مع المسيح، فقالوا: “متى رأيناك جائعًا وأطعمناك؟…” والّذين وضعهم عن الشّمال قالوا بدورهم: “متى رأيناك جائعًا فما أطعمناك؟…” ولم يخطر ببالهم أن الجائع والعطشان هما المسيح. إنّ الدّافع الأساسي في عمل الرّسول هو المحبّة، فالمساعدة هي عمل إنساني، أي أنَك لست بحاجة لأن تكون مسيحيًّا كي تساعد، ولكن أن تحبَّ وتبذل نفسك من أجل الآخر! وهذا الفعل هو روح المسيحيَّة!

صلاة

علّمنا يا ربّ ألّا ندع شيئًا يلهينا عنك. علّمنا أنّ نكون رسل سلام وأن نعلن للنّاس محبّتك من خلال أعمال المحبّة، لك المجد إلى الأبد، آمين.