أحد الكهنة

القراءات:

١ طيموتاوس ٤: ٦-١٦ ؛ لوقا ١٢: ٤٢-٤٨ 

بهذه الكلماتِ نَجِدُ إحْدى الصَّلَوات في الطَّقسِ السّرياني، وفيها يدينُ الكهنوتُ الكاهن، فيقول: “كما يجلسُ القاضي على كرسيّ المحكمة، هكذا يجلسُ الكهنوت ويدينُ الكاهن: إنْ كنتَ لا تُحبُّني، لماذا ابتغَيْتَني؟ وإنْ كنتَ لا تحترمُني، لماذا دنوْتَ منّي؟ وإنْ كنتَ لا تحبُّ الصَّلاة، لا في المساءِ ولا في اللَّيْلِ ولا في الصَّباح، لماذا إذًا أنْزَلْتَني من العُلا وأوقفْتَني عن العملِ النَّافع؟” ونحن في هذا الأحد الّذي نصلّي فيه منْ أجْلِ الكهنةِ المتَوفّين، نتذكَّرُ مسؤوليَّةَ الكاهنِ في دَعْوَتِه، لأنَّه أُعْطِيَ له الكثير، فمطلوبٌ منه الكثير، وهو بحاجةٍ إلى صلواتِ الكثيرين.

١. “أُعْطِيَ الكثير”

إنَّ الكاهنَ أُعطيَ الكثير، وقد أُعطيَ ما لمْ يُعْطَ للملائكة، وذلك عندما يحملُ جسدَ المسيحِ بَيْنَ يَدَيْه. كما أُعْطِيَ بنعمةِ الله وبقوَّةِ الرّوحِ القدسِ أَنْ يَمْنَحَ الأَسرارَ للمُؤْمِنين، وكلُّ هذا عطيَّةٌ من الله. فكَمْ هو جميلٌ أنْ يعيشَ هذه الخدمةَ بروحِ الامْتنانِ لله، متذكّرًا ومتأمِّلًا بِمَا أَوْصاهُ به معلِّمُه فيفهمَ مع إخْوَتِهِ الكَهَنَة بأَنَّنا “عبيدٌ لا نفعَ منَّا، فقد فَعَلْنا ما كانَ يَجِبُ علَيْنا أَنْ نَفْعَل” (لو ١٧: ١٠).

٢. “يُطلبُ مِنْهُ الكَثير”

نعم، مطلوبٌ منَ الكاهنِ أَنْ يكونَ صاحبَ قضيَّة، وقضيَّتُه يسوع المسيح. مطلوبٌ منه أَنْ يكونَ رجلَ صلاة، وإذا لم يكنْ كذلك، فلماذا اختارَ طريقَ الكهنوت وهو عالِمٌ بأنَّ هذا السرَّ المقدَّس يلزمُه بالصَّلاة؟ مطلوبٌ منه أيضًا أَنْ يكونَ أمينًا “يُعطي الطّعامَ في حينِه”، ومتواضعًا يعيش كمعلِّمِه؛ ومُطيعًا للسُّلْطةِ الكنسيَّةِ بمحبَّةٍ بنويَّةٍ، ومُؤْتَمَنًا على وديعةِ الإيمان. لذلك هو بأَمَسِّ الحاجةِ إلى صلواتِ إخْوَتِه وأَخَواتِه.

٣. بحاجة لصلاةِ الكثيرين

نُدرك أهميَّةَ الصلاةِ المشترَكة حين يصلّي الكهنةُ بروحِ المحبَّة بعضهم لبعض ويشاركون أبناءهم الروحيّين في الرعايا بهذه الصلاة. وكم من المؤمنين يصلّون من أجلِ كهَنَتِهِم! هل نُدركُ أنَّ الله يستجيبُ لصُراخِ الشَّعبِ “لكي يُرْسِلَ فَعَلَةً إلى حصادِه”؟ أَلَمْ يقلِ المسيحُ “فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ”؟ (لو ١٠: ٢). أليس مِنَ المفيدِ اليوم بدلَ روح الانتقاد، أَنْ نصلّيَ إلى الله من أجلِ كهنتِنا ومنْ أجلِ الدَّعَواتِ الكَهْنوتيَّة؟

صلاة

يا ربّ، نصلّي لكَ اليوم منْ أجلِ الكهنةِ المُتوفّين لكي تَرْحمَهم؛ ومن أجلِ كهنتِنا الأَحْياء، لكيْ يكونوا مِثالًا أَمامَنا في الإيمانِ والرَّجاءِ والمحبَّة، ويُشدِّدونا في الصِّعاب، ويزوّدونا بأسْرارِكَ المُحْيِيَةِ والخَلاصيَّة، لكَ المجدُ إلى الأَبَد. آمين.