الأحد الثالث بعد عيد الصليب – مجيء ابن الإنسان

القراءات:

فيلبّي ٣: ١٧-٤: ١؛ متّى ٢٤: ٢٣-٣١

“إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا أو هناك! فلا تصدّقوا” (مت ٢٤: ٢٣)

في زمن كثر فيه الفساد والنّفاق وتغليب المصلحة الخاصّة على المصلحة العامّة، بما ينتج عن ذلك جوع وظلم وفقدان الكثير من المستلزمات الضّروريّة للعيش. في أزمنة كهذه يكثر عادةً أيضًا الأنبياء الكذبة ودجّالين، يُخبرون بأنها بداية علامات الأزمنة ويرهّبون النّاس… من هؤلاء ينبّهنا المسيح في قوله “إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا أو هناك! فلا تصدّقوا”.

 المجيء يتطلّب إيمان

يؤكّد لنا المسيح ولأكثر من المّرة أنّ مجيئه يكون كالبرق، ولا علامات ولا خوارق ولا أحداث ولا أحد يعرف متى تأتي تلك السّاعة! نجده يركّز دائمًا على موضوع الإيمان، حتى أنّه سأل مرّةً وباهتمام “ولكن متى جاء ابن الإنسان، أتراه يجد على الأرض إيمانًا؟” (لو ١٨: ٨). فالمسحاء الدّجالون والأنبياء الكذبة يشوّهون الإيمان ويسعون لأن يخدعوا النّاس بالخوارق والآيات بهدف تضليل “المختارين أنفسهم، لو قدروا”، لذلك ينبّهنا منهم المسيح!

المجيء يتطلّب انتظار

والانتظار يتطلّب ثقة وأمانة. إنّ المؤمن ينتظر بثبات وصبر ورجاء بالرّغم من كلّ الشدائد الّتي تواجهه. لذلك تجوز فيه كلمات القدّيس يوحنا في سفر الرّؤيا، حين يقول على لسان المسيح: “إنّي عالم بما أنت عليه من ضيقٍ وفقر مع أنّك غني… فلا تخف البتّة ممّا ستعاني من الآلام… فكن أمينًا حتى الموت، وأنا أعطيك إكليل الحياة” (رؤ ٢: ٩-١٠).

المجيء يتطلّب ولادة جديدة

إنّ الخراب الّذي يتحدّث عنه إنجيل اليوم ليس سوى خلقٌ جديدة. “الشّمس تظلم، والقمر لا يعطي ضوءَه والنّجوم تتساقط…” فالتّجدّد يكون بإزالة القديم وإعادة خلق جديد وعالم جديد شمسه المسيح ومنه تستمدّ كلّ الخليقة أشعّتها. وهذ ما نجده عند النّبي إرميا “كما سهِرتُ عليهم لأقلع وأهدم وأنقُض وأُهلك وأسيء، فكذلك أسهر عليهم لأبني وأغرس” (إر ٣١: ٢٨).

صلاة

علّمنا يا ربّ أن نتحلّى بنعمة الإيمان فننتظر مجيئك بفرح ورجاء ونعيش يوميًّا الولادة جديدة من خلال إصغائنا لكلمتك وعيشنا لأسرارك، لك المجد إلى الأبد.