الأحد الخامس بعد عيد الصليب – مثل العذارى

القراءات:

فيلبّي ٢: ١٢-١٨ ؛ متّى ٢٥: ١-١٣

الوقتُ امتحانٌ للإيمان!

أجمل ما يمكن أن نتأمّل به في نصّ هذا الأحد هو موضوع العرس والفرح. يقول المونسنيور ميشال حايك في إحدى عظاته، “يوجد عرسٌ، إذًا يوجد من يُحِبّ إذًا يوجد مَنْ يُحَبْ“. ونحن كشرقيّين نفهم من خلال تقاليدنا وعاداتنا معنى مجيء العريس في منتصف اللَّيل لزيارة العروس، والاحساس بالاضطراب والقلق الّذي يمكن أن يولّدَه هذا التأخّر. لذلك سوف نتوقّف عند أهميّة الوقت والاستعداد للقاء العريس.

الوقت

يقول أحد القدّيسين بأنّه لا يمكننا أن نقدّم شيئًا لله، لأنّ كلَّ شيء منه، ولكن الأمر الذّي يمكن أن نقدّمه له هو الوقت. فالله من خلال الوقت يؤدّبنا ويعلّمنا ويجعلنا أكثر نضْجًا لننموَ ونثبتَ أكثر في الإيمان والرّجاء. إنَّ الوقت محنةٌ للإيمان، وكثيرون لا يصبرون ولا يأخذون بعين الاعتبار توقيت الله في رؤيتهم للأمور. والإنسان المؤمن يعي أنّه، بفضل التواضع وعامل الوقت، يمكنه أن يكتشف مشيئة الله في حياته؛ وأنَّ تأخُّرَ الله، لا يعني لامبالاته، بل على العكس، إنَّ الإنسان المؤمن يثق بأنّ الله سوف يتدخَّل في الوقت المناسب، لذلك فهو، على الرّغم من الصّعوبات، يعي بأنّ “الضّيق يولّد الصّبر، والصّبر يولّد الاختبار، والاختبار يولّد الرّجاء، والرّجاء لا يُخيِّب، لأنّ محبّة الله أُفيضت في قلوبنا بالرّوح القدس الّذي وُهب لنا” (رو ٥: ٣-٥)، وهذه المحبّة تحثُّنا على الصبر منتظرين مجيء العريس.

لقاء العريس

“أبطأ العريس فنعسْنَ جميعهنّ، ورقدن” (آ ٥)، جميعهنّ رقدن! إذًا فالمشكلة ليست بالرّقاد بل بالاستعداد. وقد نشكّك في البداية في موقف العريس، ومن الممكن أن نتساءل: ما هذه القساوة؟ ولكن المشكلة هي في الاستعداد والمعرفة. فلو كنَّ مستعدّات لَمَا ذهبْنَ ليبتعْنَ، ولو كنَّ يعرفْنَ العريس لَبَقِيْنَ عند الباب حتى ولو كانت أيديهنَّ فارغة. إنّ المحبّة هي أساس كلّ لقاء، وهي لا يمكن أبدًا أن تكون عاطلة عن العمل. ومَنْ نَفَذَ زيته نَفَذَتْ روح المحبّة فيه، وهذه المحبّة لا تُقرَض.

صلاة

علّمنا يا ربّ أن نعيَ محبّتك لنا، هذه المحبّة التّي تدفعنا لأن ننتظر ونصبر فلا نيأس من عمل الخير، لأنّ هدفنا لقاؤك، فسوف نبقى عند بابك وبانتظارك مستعدّين، من دون استحقاق، للقائك لك المجد إلى الأبد.