استكمالًا لزياراته الرعويّة، قام راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بزيارة إلى رعيّة بزبدين المارونيّة التي تضمّ كنائس مار الياس وسيّدة لورد ومار مارون، امتدّت على يومي الجمعة والسبت ٢٣ و٢٤ آب ٢٠٢٤، رافقه فيها خادم الرعيّة الخوري جان الهاشم ومعاونه الخوري الياس بدران والمتقدّم بين الكهنة في قطاع الجبل الأعلى الخوري فادي صادر، ومسؤول دائرة التواصل الخوري مروان عاقوري، ومسؤولة مكتب الخدمة الاجتماعيّة السيّدة نادين أبي راشد إسبر.
استهلّت الزيارة باستقبال سيادته في ساحة كنيسة مار الياس بحضور رئيس بلديّة بزبدين بيار بعقليني والمختار سليمان سري الدين ووكلاء الوقف وأعضاء الأخويّة وعدد من أبناء الرعيّة. وعلى وقع ترانيم أدّتها سيّدات أخويّة الحبل بها بلا دنس، توجّه الجميع إلى داخل الكنيسة حيث رفعت الصلاة على نيّة بزبدين وأهلها. بعدها، زار سيادته المدافن حيث صلّى لراحة أنفس موتى الرعيّة، قبل أن ينتقل إلى كنيسة سيّدة لورد ليؤكد سيادته أنه بكل فرح يزور البلدة شاكرًا لجنة الوقف والأخوية على اهتمامهم بنظافة وترتيب بيت الله.
ومن ثمّ، توجّه صاحب السيادة إلى دار البلديّة حيث التقى رئيسها بيار بعقليني ونائب الرئيس وسيم معضاد وأعضاء المجلس البلدي بحضور المختار سليمان سري الدين وبغياب المختار لويس الجرماني لأسباب صحيّة. وفي كلمته، شكر رئيس البلديّة للمطران عبد الساتر زيارته متطرّقًا إلى علاقة التعاون والمحبّة والحوار التي يحافظ عليها المجلس البلدي بمختلف أعضائه لتثبيت رسالة العيش المشترك، كما عن علاقته مع المجتمع المدني ورجال الدين في البلدة، وعن التلاقي والشراكة والانسجام بين البلديّة والكنيسة كهنةً ولجنة وقف.
من جهته، ألقى المختار سليمان سري الدين كلمة ترحيب بسيادته والوفد المرافق لافتًا إلى أنّ هذا الجبل هو جبل الإلفة والمحبّة والتعايش.
أمّا المطران عبد الساتر فشكرهم على اهتمامهم بتفاصيل حاجات كلّ إنسان والعمل على تلبيتها، كما على التعاون المثمر بين أعضاء المجلس ومع الكنيسة، قائلًا: “الحاجات الى ازدياد بسبب الظروف الصعبة والأزمات، نصلي ليجنب الله لبنان أي أذى وليعطي المسؤولين الحكمة والوعي ليتخذوا القرارات التي تصب في مصلحة كل إنسان”.
وتمّ تقديم درع تقديري لصاحب السيادة ولخادم الرعيّة الخوري جان الهاشم.
بعدها، زار سيادته عددًا من العائلات حيث ناول المرضى والمسنين، قبل أن ينتقل إلى خلوة آل سري الدين لطائفة الموحدين الدروز حيث كان في استقباله الشيخ ماجد سري الدين وعدد من المشايخ وأبناء العائلة. وأكد الشيخ ماجد سري الدين أنّ “الأخوّة تجمعنا وأنه في الزمان الصعب لا بدّ للعودة الى الأصول، وأعظم تشبيه يشبهه السيد يسوع المسيح عندما قال “أنا الكرمة وأنتم الأغصان”، فالغصن اذا انفصل عن الكرمة لا يعطي ثمرًا. عسى أن نكون ملتزمين باتصالنا بالسيد العظيم من ملايين السنوات الى آخر العهد”. أما الأستاذ كميل سري الدين فتوجّه إلى المطران عبد الساتر بالقول “إننا نتابع عظاتك ومعجبون بمواقفك الوطنية التي تتكلمون فيها بلسان كل لبناني وطني شريف يبحث عن مصلحة بلده. زيارتكم لنا تشرّفنا جميعًا، ونشكر الأبوين ورئيس البلديّة لأنهم خلقوا جوًّا في بزبدين تسوده الإلفة والمحبّة والأخوّة وهي من جوهر حياتنا وهو الأمر الطبيعي الذي كان ويجب أن يبقى سائدًا في ما بيننا لأنّ مصيرنا وقدرنا واحد وحياتنا مشتركة. وهذا الجبل أنعم الله به علينا لنكون واحدًا كنِسر بجناحين إذا انشعر جانح منهما يختلّ الجسد كلّه، وسلامة الجبل تعني سلامة كلّ لبنان”.
من جهته، لفت سيادته إلى أنه “من الأساسي أن نبقى متذكرين أننا خلقنا لنعيش مع بعضنا ونفرح مع بعضنا ونحزن عند الحزن مع بعضنا. من المعيب أن يدع الانسان أحدًا يسيطر على عقله وتفكيره ويدفعه نحو الشر، كلّنا أنعم علينا الربّ بالفكر وبروحه لنميّز بين الخير والشر وبين ما يبني ويكبر الانسان وما يكسره ويكسر الأوطان. اخترنا أن نعيش مع بعضنا من دون تفرقة في البلدة الواحدة والوطن الواحد، كلّنا إخوة وأخوات وعلينا أن نبقى إلى جانب بعضنا، ونصلّي ونطلب من الربّ ليعطينا الحكمة لنبتعد عن المصالح الصغيرة التي قد يستفيد منها البعض للاصطياد بالماء العكر. وأشكركم على كل المشاريع الاجتماعية والنشاطات الحالية والمستقبلية التي يقوم بها كل أبناء بزبدين، ليؤكدوا جميعًا أنهم أبناء هذه البلدة ومتمسكون بها أرضًا للعيش المشترك يحتذى بها وبأهلها”.
وبعدها، زار صاحب السيادة المركز الاجتماعي لآل معضاد، حيث ألقى الأستاذ فهيم معضاد كلمة باسم الحاضرين أكد فيها أن “العلاقة مع البطريركيّة المارونيّة والمطرانيّة لطالما تميّزت بالاحترام والتقدير والمحبّة، وأهلًا بكم في بيتكم ونقدّر زيارتكم لنا ونطلب من الله أن يحميكم ويعضدكم. بزبدين بلدة مثالية بعلاقة العائلات فيها التي يسودها التعاون والمحبّة، وتتجلّى دائمًا في مواقف عدّة تضامن فيها الجميع مع بعضهم ولاسيّما في الظروف الصعبة. ونشكركم على الخوري جان الهاشم الذي منذ وصوله إلى الرعيّة لاحظنا عمق تأثيره على وضع العلاقة في ما بيننا في الإطار الصحيح والتوجه السليم”. أما المطران عبد الساتر فقال إنّ “المرء يشعر بجوّ المحبّة الذي يحيط بجميع أهل بزبدين التي هي مثال بفضل ربنا وبسبب جهودكم ووقوفكم إلى جانب بعضكم في مختلف الأيام، ونتمنى أن تمضي هذه الأيام العصيبة ويعمّ السلام ونكمل حياتنا مع بعضنا البعض بالمحبّة والأخوّة والفرح لأنّ الشعب اللبناني يستحق أن ينعم بالفرح والراحة. أشكر جميع فعاليات بزبدين وأهلها لأن بوقوفهم إلى جانب بعضهم البعض يخف وزر الأزمة عن كاهل الكثيرين في البلدة”.
وفي صالون كنيسة مار مارون، التقى صاحب السيادة رئيسة وسيّدات أخويّة الحبل بها بلا دنس واطلع منهنّ على النشاطات التي يقمن بها وزيارة المرضى مع كاهن الرعية ومرافقة الموتى بالصلاة والاهتمام بالكنائس مع لجنة الوقف، كما التحديات التي يواجهنها. وشدّد المطران عبد الساتر أمامهنّ على أنّ صلاتهنّ مهمّة وعلى أنّ الأعمال التي يقمن بها كبيرة جدًا، ولو اعتبرها العالم صغيرة، لأنها مليئة بالمحبّة والغيرة على بيت الله، مثنيًا على اندفاعهنّ وعلى المحبّة التي في قلوبهن والتي تجعلهنّ يتركن بيوتهنّ أحيانًا للاهتمام بالكنيسة، ومؤكدًا أنّ “مشروعنا هو الحب وأن نكون إلى جانب الأشخاص الذين لا أحد إلى جانبهم”.
أما لجنة الوقف فعرضت للمشاريع التي نُفذت وتلك التي لا تزال في طور التنفيذ، كما التعاون مع مختلف الهيئات المدنيّة في البلدة للوقوف إلى جانب أهل الرعيّة. وزرع المطران عبد الساتر وإيّاهم شجرتي زيتون عند مدخل الصالة.
واجتمع سيادته مع المجلس الرعوي الذي لفت أعضاؤه إلى التنسيق بين مختلف الجماعات واللجان في الرعيّة وإلى التعاون في النشاطات والمشاريع.
بعدها، التقى المطران عبد الساتر الأزواج أعضاء الجماعات العيليّة الذين يلتقون حول كلمة الله آخذين زوادات روحيّة وتوجيهيّة من كاهني الرعيّة مقتدين برسالة البابا فرنسيس “فرح الحب”. وتطرّقوا إلى النشاطات التي يقومون بها ومشاركتهم في احتفالات الرعيّة، مؤكدين أهميّة العائلة في المجتمع وأهميّة الالتزام الروحي والكنسي. وتوجّه صاحب السيادة إليهم بالقول: “الفرح الذي على وجوهكم هو شهادة حقيقية وملموسة على حضور الرب يسوع في حياتكم. من يربي عائلة يربي مجتمعًا، أشكركم على كل ما تقومون به واستمروا به بكثير من المحبة والفرح. الذهنية الجديدة تضغط بقوة على مجتمعنا والأفكار التي تُبث بعيدة عن قيمنا المسيحية، أتمنى عليكم وأطلب منكم أن تذكّروا أنفسكم وأولادكم أننا كمسيحيين تفكيرنا ليس من هذا العالم ولا نسير كما يريد بل نعيش فيه لنضع في صلبه قيمنا المسيحية”.
أمّا لجنة العمل الراعوي الاجتماعي فسرد أعضاؤها تاريخ تأسيسها في الرعيّة، ومضيّهم في الاطار الاجتماعي للكنيسة، مطلعين سيادته على الخدمات والنشاطات التي يقومون بها والمساعدات الطبية والعينية التي يقدمونها ولاسيّما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد. وشكرهم صاحب السيادة على كل ما يقومون به من أعمال محبّة من دون تمييز، وعلى قربهم من الأشخاص وتفاصيل مشاكلهم وتعثراتهم “وهذا الأمر إن دلّ على شيء فهو على أخوّتكم لهؤلاء الأشخاص. تسلّحوا دائمًا بالعناية الإلهية واتكلوا عليها لتستمروا وتتجرأوا على القيام بكل ما تقومون به بفرح ومحبّة”.
ومن ثمّ، اجتمع المطران عبد الساتر مع جماعة الكلمة التي لفت أعضاؤها إلى أنّ الفكرة انطلقت بعد سهرات إنجيلية عدة للتعمق أكثر بكلمة الله، فتنعم الرعيّة بجماعة تعنى بأعمال روحيّة إلى جانب اللجان الأخرى الاجتماعيّة والمسؤولة عن البناء. وأشار سيادته إلى أنه “عندما نتأمّل بكلمة الله علينا سماعها وليس سماع كلمتنا النابعة أحيانًا من كبريائنا وأنانيّتنا وغرورنا. فلندع كلمة الله تحرّكنا وتعمل فينا فنغتني بها”.
وعلى وقع ترانيم أدّوها، دخلت لجنة الأولاد والشبيبة إلى صالون الكنيسة للقاء صاحب السيادة، حيث تحدّث المسؤولون عنهم عن التعاون في ما بينهم للقيام بالنشاطات الروحية والترفيهية، كما للتحديات التي يواجهونها. وأكد سيادته أمامهم أن “الأولاد يتأثرون بالمسؤولين عنهم، فمسؤوليتكم كبيرة وتأثيركم كبير، وما أجمل أن يكون هدفكم هو إيصال يسوع فيصير رفيقهم على الدوام”، وتوجّه إلى الأطفال مشجعًا إياهم على البقاء في الحركات الرسولية وفي الكنيسة حتى ولو كبروا.
أمّا اللجنة الاعلامية فعرض أعضاؤها للمهام الموكلة إليهم لإبقاء أبناء الرعيّة على علم بالأخبار والنشاطات والصلوات، كما عن عملهم في حفظ أرشيف صور الرعيّة. ورأى المطران عبد الساتر أن الاعلام والتواصل الاجتماعي باتوا أساسيين لنقل البشارة، “لذا فلنكن علامات مميزة في هذا العالم الواسع عالم التواصل الاجتماعي، ولنستفد منه لإيصال الربّ إلى الجميع”.
كما عرض أعضاء اللجنة الروحية مهامهم في تحضير الصلاة والتاملات في ساعات السجود والسهرات الانجيلية والاهتمام بالتدريب والاشراف على خدمة المذبح.
والتقى سيادته جوقة الرعيّة، كما أعضاء نادي المجد الرياضي الذين عرضوا لتاريخ تأسيسه وأهدافه والمشاريع الرياضية المستقبلية.
وزار صاحب السيادة “بيت حلمنا” لراحة المسنين، حيث التقى بمؤسّسيه والعاملين فيه وقاطنيه، مؤكدًا أن الأقوال تترجم إلى أفعال في هذا المكان، شاكرًا الله أن في بزدين قيمة كبيرة للمسنين واهتمام ورعاية مميزين بهم.
وتفقد سيادته الأعمال في ورشة بناء كنيسة مار مارون.
واختتمت الزيارة الرعويّة بالقدّاس الإلهي الذي احتفل به المطران عبد الساتر في كنيسة مار مارون، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري جان الهاشم والمتقدّم بين الكهنة الخوري فادي صادر، بمشاركة المونسنيور نعمة الله شمعون والأب نجيب بعقليني الأنطوني والخوري مروان عاقوري والخوري الياس بدران، بمشاركة رئيس البلديّة بيار بعقليني وأعضاء المجلس، ووكلاء الوقف، وأعضاء الجماعات واللجان.
وانطلاقًا من إنجيل توبة المرأة الخاطئة، لفت المطران عبد الساتر في عظته إلى أنّ “سمعان الفريسي الذي كان يعتبر نفسه بارًّا حكم على الظاهر من هذه المرأة وكرر أحكام الناس عليها ونعتها بالخاطئة كما فعل الجميع، ولم يرَ فيها سوى زلّاتها وضعفها. أما يسوع فكان يعلم من هي هذه المرأة بالعمق، هو فاحص القلوب والكلى، ورأى عمق قلبها وأنّها انسانة تحب كثيرًا. رأى أنّها إنسانة ضعيفة ولكنّها تتوق إلى الخلاص. رأى خطيئتها ولكنّه رأى أيضًا توبتها، هي التي هرعت لتكرمه لأنّها سمعت أنّه المخلّص.
ونحن بدورنا، مدعوّون إلى أن نرى عمق الآخرين وليس الظاهر منهم. نحن المسيحيّين والمسيحيات، لأننا محبوبون ومسامحون، فرضٌ علينا أن نسامح وأن نحب حتى من يسيئون إلينا أو من يعتبرهم الناس خطأة ومرذولين. هؤلاء من أتى يسوع من أجلهم وخلّصهم لأن قلوبهم كانت تتوق إلى الخلاص.
إلهنا إله محبّة، تجسّد ومات وقام ليخلّص الانسان. واذا أردنا أن نوافيه في ملكوته، علينا أن نحبّ وأن نسامح بصدق. فلنبتعد عن الأحكام والنميمة والإساءة لسمعة بعضنا البعض، ولنصلِّ على نيّة بعضنا فنتقدّس لأننا جميعًا بحاجة إلى خلاص الربّ ونعمته”.
وتوجّه بكلمة شكر قال فيها:
– اسمحوا لي أن أبدأ بكلمة شكر كبيرة من القلب على استقبالكم واحتضانكم لي وللوفد المرافق، والذي جعلنا نشعر فعلًا أننا من بزبدين.
– أشكر رئيس المجلس البلدي والأعضاء والمختار على استقبالهم لنا في دار البلديّة وعلى محبّتهم وعملهم. وأتمنى الشفاء العاجل للمختار لويس الجرماني.
– أشكر لجنة الوقف على عملها الدؤوب وعلى عنايتها بكنائس البلدة الثلاث وبالمدافن مع ما يتطلّبه ذلك من تعب وسهر وتضحيات. ما تفعلونه هو لمجد الرب ولقداسة نفوسكم ولن يُنسى من أهلكم ومن جميع المؤمنين.
– أشكر أخويّة الحبل بها بلا دنس بكامل أعضائها على مرافقتهم لنا بالصلاة والترانيم في بداية الزيارة، وعلى كل ما يقومون به في الرعيّة.
– أشكر أيضًا العائلات التي استقبلتني في منازلها بكثير من المحبّة، وفيها لمست الرجاء والإيمان الكبيرين على الرغم من الألم والمرض والحزن أحيانًا.
– أشكر الأولاد والشبيبة وأعضاء الجماعات واللجان كافة على كل ما يقومون به.
– كما أشكر مؤسسي بيت حلمنا والعاملين فيه على مغامرة المحبّة الكبيرة التي يقومون بها.
– أشكر إخوتنا من طائفة الموحدين الدروز على استقبالهم المحب واللائق.
– جئت إلى بزبدين لأقول لكم كلمات رجاء وإيمان، وها أنا أختم الزيارة آخذًا منكم مثال الرجاء والإيمان. صحيح أنّ الحياة في لبنان باتت أصعب من ذي قبل، وكلّنا نعيش قلقًا مما قد يخبئه الغد، ولكن منكم سمعت كلام الرجاء والإيمان الثابت الذي لا يتزعزع وكلمات المحبّة لبلدتكم والتمسّك بها، والمحبّة والتضامن تجاه بعضكم. فلا يوجد أجمل من هذه الشهادة التي تعطونها في هذه المنطقة بالمحبّة المسيحية والانسانية.
– فرحكم الدائم على الرغم من الهموم والصعوبات نابع من عيشكم مع الربّ يسوع كل الوقت ومن محبتكم لبعضكم البعض، والبسمة التي لا تفارق وجوهكم هي صوت صارخ يقول: نحن جماعة يسوع المسيح القائم من بين الأموات. حافظوا عليها لأنكم بذلك تكونون شهودًا للربّ أمام الجميع.
وكانت كلمة للخوري جان الهاشم توجّه فيها إلى صاحب السيادة بالقول: “تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ إنشاء العالم لأنكم عملتم وصنعتم لأحد إخوتي هؤلاء الصغار، للمرضى وللمتألمين وللمحتاجين. فيا صاحب السيادة نشكركم للبركة ولنعمة الحضور وللحب الأبوي وللمرافقة الأخوية وللفرح الذي أعطيتموه لنا خلال الزيارات الاجتماعية، فأعطيتمونا القدوة والمثال لكي نكون دائمًا على مثال يسوع المسيح المعلّم الخادم الذي أتي وقال: ما جئت لأُخدَم بل لأَخدُم. فهكذا يا صاحب السيادة، نحن نحمل مشعل الرسالة الكهنوتية لكي نعيش على مثال يسوع المسيح المعلم وعلى مثال التلاميذ الأطهار. وأيضًا نأخذ من يسوع المسيح الكلمة: أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم. هكذا يا صاحب السيادة أعطيتمونا فكرة ونعمة وعيش الحب في قبول الآخر بأفكار متنوعة، قبول الآخر بمعتقده الديني والسياسي والاجتماعي. فلهؤلاء الأشخاص بطاقة حب، حب المسيح. نشكركم يا صاحب السيادة على التوجيهات الرعوية التي زودتمونا بها، وبخاصة لكل الجماعات الفاعلة في الرعية. ونشكر من خلالكم يا صاحب السيادة الجميع لحضورهم، وبخاصة من عمل وأعطى الرعية من مصداقية عطاءاته المادية والمعنوية والروحية. نعاهدكم يا صاحب السيادة ان نعيش رسالة المسيح على مثال لقاء مريم مع اليصابات فكان فرح اللقاء، وان نعيش رسالة السينودس بالمحبة والعطاء والتفاني مثبتين رسالة المسيح”.
وبعد القدّاس الذي خدمته جوقة الرعيّة، التقى المطران عبد الساتر أولاد الرعيّة في الصالون الكنيسة.