الأحد الثاني بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح للرسل

القراءات

٢ قورنتس ٤: ٥-١٥؛ يوحنا ١: ٣٥-٤٢

فنظر إلى يسوع” (يو١: ٣٦)

عندما رأى يوحنّا المسيح مقبلًا إليه قال: “ها هو حمل الله الّذي يرفع خطيئة العالم” (يو ١: ٢٩). واليوم في إنجيل هذا الأحد يكرّر هذا الإعلان أمام اثنين من تلاميذه، بعدما نظر هو أوّلًا إلى يسوع. أتى يوحنّا ليُعدَّ الطّريق لمَنْ هو الطّريق، وإعلانه هذا يذكّرنا بحمل الفصح مع موسى. فكما خلّص موسى الشّعب من العبوديّة في مصر، نرى يسوع الحمل الحقيقيّ والمخلّص الحقّ، الذي يدعو كلَّ من يتبعه إلى أن يأتيَ وينظر. ولكنّ هذا الأمر يتطلّب مخاطرة وشجاعة للتغلُّب على الخوف والنّظر إلى يسوع.

“لا تخافوا”

لم يَخَفْ تلميذا يوحنّا من أن يتركا معلّمهم ويتبعا المسيح وهما لا يعلمان أين يقيم، ولكنّهما انطلاقًا من كلامه وَثِقا بالمسيح ثقتهم بيوحنّا. وهكذا أيضًا لم يخف موسى من أن يُشجّع الشّعب المتذمّر في الصّحراء، على الرّغم من كلّ الصعوبات الّتي واجهته، على أن ينظرَ إلى الله، قائلًا لهم: “لا تَخَافُوا قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ…” (خر ١٤: ١٣).

“قِفُوا”

 أمام الصّعاب والضياع والقلق، وفي خضمّ مسيرة البحث عن الهدف والمعنى، على المؤمن أن يقف ويتشجَّع وألَّا يستسلمَ أو يخاف متّكلًا على كلمة الله الّتي هي غذاء لإيمانه ورجائه. وبهذه الكلمات أيضًا افتقد الله النّبيّ حزقيال قائلًا له: “قفْ على قدمَيْك لأكلّمك” (حز ٢: ١)، ويقولها لنا اليوم أيضًا، قفوا لا تخافوا “وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ…”

“انظروا” إلى يسوع

إلى أين ننظر؟ وإلى من ننظر؟ إنّ خيباتنا وخوفنا وقلقنا غالبًا ما يأتي من الهدف الّذي نصوّب إليه أنظارنا. ننظر إلى أشخاص وزعماء وغيرهم واضعين فيهم الرجاء والخلاص، فتأتينا الخيبات! ولكنّ الله يدعونا اليوم إلى أن نحدّق كيوحنا بالمسيح، وندعو الذين يُحيطون بنا إلى أن ينظروا هم أيضًا إلى يسوع المخلّص الّذي منه يأتي الخلاص.

صلاة

 علّمنا يا ربّ ألّا نخاف، فنقف من جديد واثقين بكلمتك، وأن ننظر إليك كما يدعونا صاحب المزمور واضعين “الرّب أمامنا في كلّ حين، إنّه عن يميننا فلن نتزعزع” (مز ١٦: ٨).