الأحد الثالث بعد الدنح: إعتلان سرّ المسيح لنيقوديمس وللشعب اليهودي

القراءات:

غلاطية ٣: ٢٣-٢٩؛ يوحنا ٣: ١-١٦

“هكذا أحبّ الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد” (يو٣: ١٦)

بعد شهادة يوحنا المعمدان وقبل شهادة السّامريَّة، نسمع في هذا الأحد شهادة نيقوديموس وهو أحد رؤساء الفرّيسيّين الّذي جاء ليلًا إلى يسوع وقال له: “يا معلّم، نحن نعرف أنَّ الله أرسلك مُعلّمًا، فلا أحد يقدر أن يصنع ما تصنعه من الآيات إلّا إذا كان الله معه” (يو ٣: ٢). من خلال هذا النصّ نتأمَّل بأمريْن أساسيَّيْن في حياة كلّ مؤمن: محبّة الله للعالم في المسيح؛ ورفْض العالم للنور ومحبَّته للظّلام. 

هكذا أحبَّ الله العالم حتى وهب ابنه الأوحد

بعد أن لمسْنا شَوْق نيقوديموس لمعرفة المسيح عن قرب فجاء إليه في اللّيل، وبعد أن اعترف به مرسلًا من الله ومعلّمًا، وذلك انطلاقًا من الآيات الّتي كان يصنعها المسيح، نجد الإنجيليّ يوحنا يذهب بنا أعمق، لكي يُخبرنا عن محبَّة الله لكلّ إنسان. إنّ الله يدعو الجميع بابنه الّذي أرسله كفعل حبٍّ للبشريّة لكي يخلّصَها ويفتديَها. لم يدعُ فقط الأبرار بل الخطأة أيضًا. فالله محبَّة والحبّ هو أساس كلّ شيء. كفانا إذًا التّعريف عنه بصُوَرٍ لا تليقُ به ولا بجَوْهره، تحت شعاراتٍ متزمّتة ومتذمّرة ومدَّعيَة، تشوّه وجه الآب بجَهْلها لوجه الابن، وبعدم إصغائها للروح القدس الّذي لا يزال يعمل في الكنيسة وبواسطتها.

“فأحبَّ النّاسُ الظلامَ بدلًا من النور”

أمام هذا الحبّ نجد نوعيْن من النّاس، الذين تجاوبوا معه فأجابوا بإيمان وعرفوا الحقَّ الّذي يحرّرهم، والذين، للأسف، أحبّوا الظّلام بدلًا من النّور. وهنا الظّلام لا نعني به الخطيئة فقط، إذ لا توجد خطيئة لا تُغتفر إلَّا الّتي لا نريد أن نتوب عنها!، بل أبناء الظلام، الذين شوّهوا الحقيقة، ورفضوها، وجدّفوا على الرّوح القدس.

صلاة

أعطِنا يا ربّ نعمة التّواضع لنقبلَ دائمًا تعاليمك ونصغيَ إلى كلمتك، فنُدرك أنّك أحبَبْتنا وأننا أبناء النور، لك المجد إلى الأبد.