أحد القيامة

القراءات:

١ قورنتس ١٥: ١٢-٢٦؛ مرقس ١٦: ١-٨

إنّ حدث القيامة لم يره أحد ولا حتّى التّلاميذ! ولم يكن في فجر هذا اليوم لا صحافي ولا مصوّر لينقلا لنا مباشرةً أهمّ حدث في التّاريخ. ولكن، حتى وإنْ تمَّ الحدث بصمت، وإنْ قام “رؤساء الكهنة والشّيوخ، بعدما تشاوروا، برشوة الجنود بمالٍ كثير، قائلين لهم: أشيعوا بين النّاس أنّ تلاميذ يسوع جاؤوا ليلًا وسرقوه ونحن نائمون…” (متى ٢٨: ١٢-١٣)، وهكذا فعلوا، فنحن نردّد كلام بطرس ونقول: لقد “قتلتم منبع الحياة، ولكنّ الله أقامه من بين الأموات، ونحن شهود على ذلك” (أع ٣: ١٥). فمن أمام القبر الفارغ، ورؤية الأكفان مطويّة، سوف نعلن إيماننا بالقيامة.

١. القبر الفارغ

إنّ القبر الفارغ هو مدرسة لنا في الإيمان، وعلامة رجائنا تؤكّد أنّ المسيح قام وليس ههنا. فمن أمامه نُعلن البشرى السّارة. هذا القبر الفارغ هو المدرسة الّتي تعلّمنا أنّ الضعف يحتاج إلى المحبّة والانتظار، إلى الرّجاء والشكّ، إلى الإيمان. “لا تخافا. أنا أعرف أنّكما تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس هنا، لأنّه قام كما قال. تقدّما وانظرا المكان الّذي كان موضوعًا فيه. واذهبا في الحال إلى تلاميذه وقولا لهم: قام من بين الأموات…” (مت ٢٨: ٥-٧).

٢. الأكفان

القبر فارغ و”المنديل الّذي كان على رأس يسوع مطويًّا” (يو ٢٠ :٧). عندما دخل يوحنا إلى القبر، يقول الإنجيلي بأنّه “رأى فآمن” (يو 20/9). ماذا رأى وبماذا آمن في هذا القبر الفارغ؟ رأى الأكفان و المنديل المطوي، وهنا نطرح السؤال: لماذا كان المنديل مطويًّا؟ يُخبرنا التّقليد اليهودي أنّه عندما نتناول الطّعام، ولا نطوي منديل المائدة، فهذا يعني أننّا مجرّد ضيوف، وعابرو سبيل؛ أمّا إذا طويناه فهذا يعني أننّا من أهل البيت، أي أنّنا سوف نعود. ففي ذلك دلالة على أنّ يسوع سيعود من جديد، وهو القائل “ولكني سأعود فأراكم، فتفرح قلوبكم فرحًا لا ينتزعه منكم أحدٌ” (يو ١٦: ٢٢). 

٣. الشهود

إنّ الرّسل، وكما قيل على لسان بطرس: “قتلتم منبع الحياة، ولكنّ الله أقامه من بين الأموات، ونحن شهود على ذلك” (أع ٣: ١٥)، هم الشّهود، ولكنْ، هناك أيضًا شهودٌ آخرون، وهنّ النّسوة اللّواتي كنّ شاهدات على موت المسيح وقيامته، فهنّ كنّ هناك عند مشهد الصّليب “ينظرن من بعيد” (مر ١٥: ٤٠-٤١، كما أنّهنّ اختبرنَ وسمعنَ الملاك يقول لهنّ “إنّه قام! إنّه ليس هنا”. ولوقته تَرَكْنَ “القبر مسرعات وهنَّ في خوف وفرح عظيمين، وذهبنَ يحملن الخبر إلى التّلاميذ” (مت ٢٨: ٨).

صلاة

في الوقت الّذي نعتقد فيه بأنّ كلّ شيءٍ قد انتهى، عندها، تكون البداية. تعالوا نعلن إذًا وبجرأة، بأنَّ الموت لم يهزم الله، ليست له الكلمة الأخيرة! فافرحوا وابتهجوا يا أبناء القيامة ولا تبحثوا عن القائم بين الأموات، إنه ليس هنا، لقد قام!