الأحد الرابع من زمن القيامة: ظهور يسوع للرسل على البحيرة

القراءات:

عبرانيين ١٣: ١٨-٢٥؛ يوحنا ٢١: ١-١٤

إنّه الربّ” (يو ٢١: ٧)

في هذا الأحد الرّابع من زمن القيامة تتأمّل الكنيسة المارونيّة بإنجيل “ظهور يسوع للرّسل على البحيرة”، كما أنّه يصادف اليوم العالمي للصّلاة من أجل الدّعوات. وبالمناسبة صدرت رسالة للأب الأقدس بعنوان: “القدّيس يوسف: حلم ودعوة”، وفيها يركّز قداسته على نقاطٍ ثلاث: الحُلم، الخدمة والأمانة، وكم تتطابق هذه الأفكار مع إنجيل هذا الأحد.

١. الحُلم

من لا يحلم لا يتقدّم! وقول بطرس “أنا ذاهبٌ أصطاد سمكًا” (آ ٣)، وكأنّه فَقَدَ حلمه الّذي هو دعوة الله له لكي يكون صيّاد بشر! إنّه بذلك يريد أن يعود إلى الماضي وكأنّ شيئًا لم يكن! ولكنّ الملفت أنّ الله هو المبادر الدّائم الذي لا يتعب من أن يجدّد دعوته لنا. فالله “لا يحبّ أن يكشف عن نفسه لنا بطريقة فائقة العادة، تفرض نفسها على حريتنا. فهو ينقل خططه إلينا بوداعة، فلا يرهبنا برؤى صاعقة، بل يتوجّه بهدوء إلى حياتنا الداخلية، ويجعل نفسه قريبًا منَّا ويكلّمنا…” 

٢. الخدمة

إنّ الحلم يتطلّب أشخاصًا جريئين ويحُبّون الخدمة وبذل الذّات على مثال المعلّم. “لا يوجد إيمان من دون مجازفة. وإذا استسلمنا بثقة للنعمة، ووضعنا جانبًا برامجنا الخاصّة ووسائل راحتنا، يمكن أن نقول بالفعل “نَعَمْ” لله…”. وكم نحن اليوم بحاجة في بلدنا لمسؤولين لديهم روح الخدمة هذه؟ ولكن لا خدمة من دون أمانة!

٣. الأمانة

“إنّ الدعوة، مثل الحياة، تنضج بالأمانة اليومية… وتتغذّى هذه الأمانة على ضوء أمانة الله” (البابا فرنسيس). وكما في بداية الدعوة كذلك في مسيرتها الدائمة، نجد الله أمينًا في كل المجالات، في الكنيسة والسّياسة والعائلة… ومجتمعنا اليوم بأمسّ الحاجة لأمناء، ضمائرهم منوّرة بكلمة الله، يتّكلون على نعمته الّتي من دونها لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا.

صلاة

علّمنا يا ربّ ألَّا ندعَ حلمنا يموت أبدًا، فنجدّد ثقتنا بك، ونتعهّد بأن نكون خدّامًا لك، وأن نعمل بأمانة، فننشر الفرح والمحبّة والسّلام، فأنت وحدك ملك السّلام، لك المجد إلى الأبد.