الأحد السادس من زمن القيامة: ظهور يسوع للرسل في العلّيّة

القراءات:

روما ١٠: ١ – ١٣؛ لوقا ٢٤: ٣٦ – ٤٨

يوم الأحد، ها هم الرسل مجتمعون يتكلّمون في ما بينهم ويقولون: “حقًّا إنّ الربّ قام!” لقد تراءى لبطرسَ ولاثنَين من التلاميذ في طريقهما إلى عمّاوس. في قلب هذه الدهشة المرتبكة، لن يتأخّر يسوع في أن يظهر، وفي اللحظة عينها، على تلاميذه من جديد. أمّا هم، فمِن شدّة روعهم المتفاقم، لم يستطيعوا أن يفسّروا الحدث. إلّا أنّ القائم من الموت هو الّذي سيبادر بالكلام لكيما يزرع سلامه في القلوب الحائرة: “ألسلام لكم!” 

البرهان الحسّيّ

“كانوا يظنّون أنّهم يشاهدون روحًا”، فأخذ يسوع قطعةً من السمك وأكلها بمرأًى منهم مبرهنًا لهم قيامته بالجسد. لكنّ يسوع القائم نفسه كان قد ظهر بغتةً بين رسله فيما أبواب العلّيّة مغلقة. هو إذًا لم يعد خاضعًا لقوانين عالمنا الحسّيّ، إلّا أنّه ما زال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا به، ويريد أن يبثّ فيه الحياة الجديدة الّتي أُفيضت من القبر لحظة القيامة.

البرهان الكتابيّ

بعد البرهان الحسّيّ على قيامته بالجسد، ينتقل يسوع إلى برهانٍ آخر، منطلقًا من الكتب المقدّسة. لم تكُنْ أبواب العلّيّة هذه المرّة هي المغلقة، بل أذهان الرسل. إنّها الآية الأبرز ليسوع بعد قيامته؛ لقد “فتح أذهانهم ليفهموا الكتب” ويعرفوا أنّ كلّ ما هو مكتوبٌ فيها إنّما يشهد لهذا السرّ الخلاصيّ الّذي كان إليه يتوق التاريخ والبشريّة جمعاء.

ختامًا، بعد الآية المملوءة فرحًا ودهشًا، يسلّم القائم من الموت رسُلَه رسالة: “وأنتم شهودٌ على ذلك”. الربّ يسوع يَكِلُ سرّه الخلاصيّ إلى رسُلِه، لا لأنّهم فقط رأوا بالعين المجرّدة جسده الممجّد، بل لأنّهم مدعوّون إلى أن يختبروا بالملء حقيقة القيامة وقوّتها. هذه الرسالة عينها هي موكلةٌ إلينا اليوم: نحن شهودٌ على ذلك… يسوع المسيح الربّ أخذ جسدنا البشريّ وانتصر به على الموت، ما زال هو الحيّ فينا، يريد من خلالنا أن يُفيض حياته الجديدة في العالم، فيغيّر وجهه ويرفعه إلى فوق. آمين.