الأحد السابع من زمن القيامة: وصيّة يسوع الجديدة

القراءات:

أفسس ١: ١٥ – ٢٣؛ يوحنا ١٣: ٣١ – ٣٥

ها نحن نبلغ يا إخوتي الأسبوع السابع والأخير من زمن القيامة المجيدة، وها هي الكنيسة اليوم تدعونا إلى أن نتأمّل بمشهدٍ من حياة الربّ يسوع ما قبل آلامه، عندما خرج يهوذا الإسخريوطيّ عازمًا على أن يُسلِمَ المعلّم إلى أيدي الأحبار. ولكن، لماذا هذا الرجوع إلى أحداثٍ صارت ما قبل قيامة يسوع، ما قبل انتصاره على الشرّ وعلى الموت؟

إنّ هذه المقتطفات من الكلمات الّتي وجّهها يسوع إلى تلاميذه، لا يمكن أن نفقَهَ غناها إلّا إذا قرأناها على ضوء استعدادنا للاحتفال بعيد العنصرة، عيد فَيْض الروح القدس على الرسل وعلى الكنيسة جمعاء. الروح القدس سيُوهَب للرسل تمامًا كما وهبهم يسوع في هذا الإنجيل المحبّة الجديدة، على حدّ قول بولس الرسول: “إنّ محبّة الله أُفيضَت في قلوبنا بالروح القدس الّذي وُهِبَ لنا” (روم ٥: ٥). فالمحبّة، قبل أن تكون وصيّةً مفروضةً علينا، هي عطيّةٌ لنا، لأنّ الروح القدس المُعطَى لنا، هو يصوِّرُ المسيح في قلوبنا، فتحيا بالمحبّة عينها الّتي أُفيضَت عليها.

قد يتساءل الكثيرون: هل نحن بحاجةٍ إلى يسوع حتّى نعيش هذه المحبّة؟ ألسنا نتلمّسها في قلوب أشخاصٍ كُثُر غير مؤمنين بيسوع؟ بلى، إنّ المحبّة مصوَّرةٌ في قلب كلٍّ منّا، لكنّ هذه الصورة تبقى ناقصة، لا تبلغ ملء جمالها إلّا بيسوع وحده. نعم، إنّنا قادرون على أن نحبّ بعضنا بعضًا، لكنّ محبّتنا هذه لن تبلغ الجديد المطلق إلّا بيسوع وحده: “كما أنا أحببتُكم” (يو ١٣: ٣٤). بيسوع وحده، أنا قادرٌ أن أنحنيَ على إخوتي وأن أخدمهم، أن أحبّهم ذاك الحبّ المجّانيّ الّذي لا يطلب شيئًا لذاته، والّذي يكمن فرحُه قبل أيّ شيءٍ في أن يبذل كلّ ما عنده… ذاك الحبّ الّذي يُدهشنا لأنّه يزداد دفقًا في كلّ مرّةٍ يُطعَنُ بالخيانة أو بنكران الجميل. إنّه حبّ يسوع! فهلمّوا إذًا نستقبلْهُ على غرار من سبَقَنا من قدّيسين. آمين.